|


العروس نامت هادئة

قراءة ـ خالد الشايع 2016.09.24 | 06:41 am

حافظ الفريق الأول لكرة القدم بنادي الاتحاد على صدارته لدوري جميل السعودي للمحترفين، بعد أن تعادل مع جاره الأهلي بهدف لكل منهما في ديربي جدة المثير الذي جمعهما أمس الجمعة في ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية في جدة (الجوهرة المشعة) في ختام مباريات الجولة الرابعة، ورفع الاتحاد رصيده لعشر نقاط مستقرا في المركز الأول متقدما بنقطة عن الاتفاق والهلال، فيما استقر الأهلي خامسا بسبع نقاط.
وجاء التعادل عادلا نوعا ما، بعد أن أوفت قمة جدة بوعودها فظهرت مثيرة وقوية وسريعة من اللحظة الأولى وحتى آخر ثوانيها، مع تفوق نسبي للاتحاد الذي كان الطرف الأكثر وصولا للمرمى، وسجل هدفي المباراة بأقدام لاعبيه، فبعد شوط أول مثير ولكن سلبي، تعامل بدر النخلي بشكل خاطئ مع عرضية عادية لعلي الزبيدي، فحول الكرة بقدمه في شباك حارس فريقه عساف القرني، فاعلا ماعجز عنه عمر السومة (74)، ولم تدم فرحة الأهلاويين بهدف النيران الصديقة كثيرا، فسرعان ماعادل المولد النتيجة بتسديدة زاحفة عجز حارس الأهلي ياسر المسيليم في التصدي لها، بعد أن ضربت الكرة بالأرض قبل أن تصل للحارس الدولي (٧٩).
وزادت الإثارة في الدقائق العشر الأخيرة، ولكن ماحدث أن السومة كان خارج منطقة الجزاء أكثر من اللازم، فيما كان الاتحادي محمود كهربا خارج الخدمة.
إجمالا، كان الاتحاد أكثر جرأة في الهجوم، في وقت عانى فيه وسط الأهلي كثيرا بدون تيسير الجاسم، وظل يحاول الاعتماد على الكرات المعاكسة، غير أن أكثر ما أثر على اللاعبين كانت الحرارة العالية التي وصلت لـ٣٣ درجة مئوية وقت المباراة، ورطوبة تجاوزت ٦٨٪.

مباراة التغييرات الاضطرارية
عجز أي من المدربين عن وضع لمسة خاصة له في المباراة، فالتغييرات الستة التي قاما بها كانت اضطرارية لكثرة الإصابات في المباراة، فأُجبر مدرب الاتحاد سييرا على تبديل عكاشي وتومبكتي وعوض خريص لإصابتهم، في المقابل كانت تشكيلة مدرب الأهلي جوميز مليئة بعلامات التعجب عندما أشرك فهد حمد وعلي العواجي، واستبعد فيتفا وحسين المقهوي، مرتكبا خطأ استراتيجيا كبيرا، ولم يصحح هذا الخطأ إلا مجبرا عندما أشرك حسين المقهوي بعد إصابة فهد حمد المبكرة، ثم عاد وأشرك فيتفا بدلا من بصاص، وإسلام سراج بدلا من عواجي، وفي كل مرة كان جوميز يقوم بالتغيير مضطرا كان وضع فريقه يتحسن، على عكس الاتحاد الذي تأثر كثيرا بخروج عكايشي الورقة الأهم في الهجوم.

مباراة المولد
برهن فهد المولد على أنه تحسن كثيرا هذا الموسم، وبدا أكثر ثقة في نفسه، وشجاعة في الاختراق، وعندما وقع تحت ضغط كبير بعد خروج عكايشي مصابا، كان على الموعد، ونجح في إعادة فريقه للمباراة بعد خمس دقائق فقط من التأخر عنها، بتسديدة قوية خادعت حارس الأهلي والمنتخب السعودي، مسجلا هدف التعادل، ولكن حتى لو لم يُسجل المولد ذلك الهدف، فإنه كان أفضل لاعبي المباراة بعد أن شكل خطورة كبيرة على الطرف الأيمن، وشكل إزعاجا كبيرا لدفاع الأهلي، وسدد ثلاث كرات على المرمى، وانطلق بخمس هجمات سريعة، كما أنه مرر 42 تمريرة بنجاح، وهو معدل كبير بالنسبة له، أيضا استحق بدر النخلي الأفضلية، فعلى الرغم من أنه سجل هدف الأهلي بالخطأ في مرماه، إلا أنه صحح خطأه عندما أنقذ مرماه من هدف محقق من السومة في الدقيقة الأخيرة من المباراة.
في المقابل كان كهربا غائبا عن المباراة وبلا حضور، ولم يظهر أي شيء من مستواه الذي قدمه في المباراة السابقة أمام الوحدة التي سجل فيها أربعة من أهداف فريقه الخمسة، أما في الأهلي فكان عمر السومة بعيدا عن خطورته المعتادة، ويتحمل مدرب الأهلي مسؤولية غياب السومة لأنه أبعد عنه فيتفا والمقهوي لفترة طويلة، وأجبره ذلك على الخروج كثيرا من منطقة الجزاء والعودة للوسط.

متوازنة في كل شيئ
تكشف أرقام المباراة عن أفضلية نسبية للاتحاد، ولكن في المجمل لم تكن هذه الأفضلية مطلقة، فالاتحاديون سيطروا على الكرة في 51٪ من الوقت مقابل 49٪ للأهلي، وإجمالا كانت المباراة متوازنة، ومثيرة من الطرفين، والهجمات متبادلة، ولكن الكرات في غالبيتها كانت تقف عند منطقة الجزاء، وتعجز عن تجاوزه، إلا ماندر، ففي الوقت الذي سدد فيه لاعبو الاتحاد 9 كرات اتجهت 5 منها ناحية مرمى المسيليم، سدد لاعبو الأهلي 7 كرات اتجهت 2 منها فقط صوب القرني.