كان راسخاً لدى جماهير الكرة السعودية جودة اختيار نادي النصر لعناصره الاجنبية في التسعينات وبداية الألفية التي كان لها دور جوهري في حصد ألقاب محلية واقليمية وقارية، حسين ازميجاني واوهين كيندي وخوليو سيزار على سبيل المثال لا الحصر أسماءٌ لازالت قصص نجاحاتهم تُروى في مجالس النصراويين .

بقدوم الامير فيصل بن تركي لسدة رئاسة النصر قبل 8 سنوات، نجح كحيلان ومعه شرفيون في إعادة العالمي لمنصات البطولات واهمها لقب بطولة الدوري السعودي بعد غياب ناهز 18 سنة، كما نجح في تغذية الفريق الاول بلاعبين محليين على مستوى عالي، لكن جمعاً كبيراً من النصراويين اتفقوا على فشل غالب إستقطابات إدارة الأمير فيصل بن تركي الأجنبية طوال سنين تواجده في كرسي الرئاسة، وحتى حينما عاد النصر في موسمه الشهير لبطولتي ولي العهد والدوري كانتا تقريباً بنصف الفائدة الممكنة من الأجانب تمثلت عبر البحريني محمد حسين والبرازيلي التون برانداو .

يتذكر النصراويون بعبرة لاعبين اجانب ظنوا وهم يطالبون برحيلهم ان من سيخلفهم سيجلبون الفرح ويحققون كامل الرضى، وعندما يبدأ الموسم الجديد يكتشفون متأخرين سوء فعلتهم محملين انفسهم وإدارتهم وربما مدربهم "السمسار" رداءة الإختيار .

التون خوزيه الذي ظل حتى الموسم المنصرم قائداً للفتح في حقبه تاريخية لا تُنسى للنادي النموذجي حقق خلالها مع فريقه الدوري الحلم موسم 2013/12، كان النصر اول من ارتدى التون شعاره موسم 2007 وقوبل حينها بإعجاب نصراوي بعد تجارب مريرة مع اجانب في خانة الصناعة، ومع تردي نتائج النصر موسم 2009/08 قررت ادراة فيصل بن تركي الإستغناء عن البرازيلي القصير بعد ان ظهرت اصوات تعارض استمراره ليخلفه الارجنتيني فيكتور فيغاروا الموسم التالي .

وفي موسم 2014/13 التاريخي للنصر، كان للبرازيلي التون براندوا دور بارز مع زملاء خط الهجوم لترجمة تفوق فرقة كارينيو متوجاً ببطولة الدوري ومسجلاً لـ16 هدفاً كرقم غير مسبوق لمهاجم اجنبي في النصر ولا يقربه الا الكولمبي كارلوس تورينيو الذي احرز 15 هدفاً موسم 2003/02، لكن المفاجأة حدثت في الصيف التالي عندما قررت الإدارة التخلي عن التجديد مع التون برانداو مفضلة التعاقد مع مهاجم آخر كان مواطنه هيرناني الذي فشل فشلاً ذريعاً في تقديم نفسه مع بطل الدوري ومكبّداً النصر خسائر مالية كبيرة تدور معاملاتها القضائية حالياً في محكمة التحكيم الرياضي (كاس) .

هذه الأيام يعيش النصراويون بقلق سيناريو رحيل البولندي ادريان ميرزيفيسكي بعد ظهور مخجل للكرواتي توماسوف الذي حضر عوضاً عنه، سكن ادريان قلوب النصراويين اوائل موسم 2015/14 وتُوّج بلقب الدوري في نهايته، لكن هبوطاً مفاجئأً اصاب النصر بأكمله في الموسم الماضي جعل مسيرة ادريان في النصر تقتصر على موسمين، وصاحب خبر الإستغناء عنه توجس النصراويين خشية الندم عليه، وان كان آخرون يرون عدم إستعجال الحكم على توماسوف ومنحه الفرصة الكافية لتقديم ما لديه .