|


ينجح الأهلي في دبلوماسية (Come back)

الرياض ـ علي الشريف 2016.10.04 | 05:24 am

" اللغة يد المُخ " حكمة للبوسني علي عزت بيجوفيتش، منها تنطلق ديبلوماسية الأشياء وتطويعها نحو أن "توافق"، وهذه في الرياضة، لطالما تتعثر طويلاً مع من يفاوض ويقنع من بماذا، إنما عاد السويسري كريستيان جروس للسعودية محققاً أسرع عودة لمدرب ناجح أو "لم يطرد بعد"، وسجلها النادي الأهلي، وهنا أقصد كيف ارتبك " ذو التيجان الثلاثة " القريبة ـ الأهلي ـ على مضض مغادرة، فيما للتو يفرح ـ وليس ببطولة ـ إنما بعودة " أحد"، وجماهير تتوعد كافة الطرقات عبر ما يتواصل اجتماعياً، باستمرار التفوق المخيف الذي شهده الأهلي في الموسمين الماضي والجاري، فهو "بطلين في عام مضى"، وأوحد حتى الآن ـ بالسوبر ـ مع مطلع الجديد، الذي لم يتفاءل به أنصاره كثيرا لاسيما وسط مقارنة التلميذ بالأستاذ، ففارق البرتغالي "جوميز " عن السويسري جروس " فضفاض وسيع "، بالرغم من أن التلميذ لم يخسر إلا من الشباب وتحصل على بطولة في أول مهامه مع أهلي جدة بحجم السوبر ولكن الناس مازالت في جروس.
الذي يدور في فلك الحكاية: أن جروس اعتذر عن أن يفرح أكثر مع الأهلي، وهو على تباين في الرأي مع طارق كيال مدير الفريق الذي بدوره ترك، ولذا قدم جروس " المسكن الموضعي" للأهلي في هيئة مرشح رأى فيه نفسه وقال: يسد الخانة، والحقيقة أن الرجل يعتذر بأدب حتى لو أحب الأهلي الذي قدم له رمزه الكثير من التقدير ولو في هيئة 300 ألف يورو دون أن تكون مدرجة في عقده مثلا، وهذه أشبه بالحكمة " اللغة يد المخ " بكافة ما يتصل، تلك التي أشبه بخط الرجعة حال الاختلاف، أو ما يبقى من الود حال التعثر في تفاوض، ولكنها كانت هبة الكريم لعاقل كجروس، ولم تثنه إن استنجع، ثم فكر طويلا فيما أشبه بزحام "الاستمالة "، نحو آخر رآه داهية ولكنه رفض الجميع.
رأيته يفرح مع الأهلي قبل المغادرة بساعات على تتويجه الدوري، ذلك الذي " كفاية الأهلاوي بعد صوم طويل " عن تحقيق اللقب، رأيته أيضا يلف مضمار الناس في ليلة التتويج كأشبه بحزن المغادر، قالت الناس بعده : انتهى الأمر، وهو بالفعل كذلك وجوميز لا يصنع ذات الهيبة ولا ينتهج فكرة " البعبع"، مكتفياً بأن يتقدم ولو بخطوة فوز أولى في الدوري على الاتفاق ـ برغم جروس تعادل في الموسم المنصرم مع ذات المدرب " التعاون" جوميز ـ غير أن المشجع مجنون ولذا لم يعتقده أكثر من أقل.
إن سرد الأشياء في الأهلي أشبه بما يصفه ـ الطبيب النفسي لأحد ـ فقد بعضه الجيد فارتبك، وهو دون حظ يذكر كحظ مساعد الزويهري المستقيل، وكان قبله جروس، ثم أزمة حلحلة الرئيس، وأحداث أخرى أطفأ لهيبها " مجتمعة "، أن يعود " المدافع"، فجروس في سياق الكرة مدافع، وفي تراتبية الأهلي المرتبك جزئياً من الداخل " حل كافة الأزمة "، تلك التي معها أن رفض الهلال في سياق تواصل سباق الـ 100 متر بينهما منذ العام الماضي حول تنقيط الدوري، وتراتبية تصدير الدوري ـ كفكرة مؤامرة ـ يتحدث عنها الناس كالنوايا، فيما الملعب يقرر "النياشين" وفق الهزيمة والانتصار.
إنما ينجح الأهلي في ديبلوماسية Come back، تلك اللغة التي احتكرت عقل السويسري فرفض أن يقبض يوروات أكثر من خارج سياق "البعبع"، أو " الوُد" الذي حدث بينه وبين كيان عاد إليه، ومعه عشرات المراهم الطبية، ليُرقع بها جسد ما اهتز أو أحدثه جوميز وهذه في طياتها أن كان جروس أكثر حماساً من "فيتفا " عندما يراوغ، وأقوى تأثيرا من أعضاء شرف كثر ينقسمون حوله وضده.
ولأن " اللغة يد المخ" كان أن وقع السويسري جروس مع رئيس جديد يقال عنه صاحب حظ يشبه الزويهري أيضا كأحمد المرزوقي، ولكني أعلم أن من أبرم الصفقة كنوبة حب، إنما عودة جروس أسعدت جدة المدينة، ولكن جماهير الأهلي تتوعد الناس، هذه ثقة أفهمها كيقين في كريستيان، فيما الحقيقة: أن المتصدر الاتحاد.