خطوة مهمة
فرط المنتخب السعودي الأول لكرة القدم في فوز كان في متناول يديه، بعد أن تعادل مع ضيفه الأسترالي ٢-٢ أمس الخميس على ملعب الملك عبدالله في جدة (الجوهرة المشعة) في ختام مباريات الجولة الثالثة من التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم ٢٠١٨. وحافظ الأخضر على سجله الخالي من الهزائم في التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم، وأيضا مع المدرب الهولندي فان مارفيك. تقدم المنتخب السعودي بهدف مبكر لتيسير الجاسم بعد خمس دقائق فقط من صافرة البداية، فيما تعادل ترينت سينسيبري للضيوف في الثواني الأخيرة من الشوط الأول، وفي الشوط الثاني باغت الأستراليون السعوديين بهدف ثان عند الدقيقة 71 عن طريق تومي جوريتش بيد أن اللاعبين السعوديين انتفضوا بقوة، ونجح ناصر الشمراني في إدراك التعادل بعد ثماني دقائق، وأهدر الشمراني ورفاقه أكثر من فرصة خطيرة لخطف الفوز، غير أن الحظ عاندهم كثيرا. إجمالا أعاد الأخضر بالأمس بعضا من تاريخه المجيد، ونجح مدربه في إحباط مصادر القوة الأسترالية، وخاصة في الهجوم عندما لعب على الكرات الأرضية وابتعد عن الكرات العالية التي كانت ستكون سهلة للضيوف. وكانت هناك بعض الهفوات، ولكنها لا تلغي التفوق السعودي. ورفع الأخضر رصيده إلى سبع نقاط في المركز الثاني في المجموعة بفارق الأهداف عن الأسترالي وبفارق نقطة واحدة أمام المنتخبين الياباني والإماراتي اللذين هزما العراق وتايلاند أمس أيضا.
روح عالية
على الرغم من التعادل في الديار، قدم المنتخب السعودي أجمل مباراة له منذ الفوز على المنتخب الياباني ٣-٢ في عام ٢٠٠٧. وظهر اللاعبون بروح قتالية عالية في كل المراكز، وظهرت لمسات المدرب مارفيك واضحة على أداء اللاعبين، خاصة في الوسط والهجوم. ونجح اللاعبون في تحجيم قوة المنتخب الأسترالي في أغلب فترات المباراة، في وقت لا تلغي فيه الأخطاء البسيطة التي وقـعت من بعض اللاعـبين وتسببت في ولوج هدفي المنتخب الأسترالي ماقدموه على أرض الملعب. وكان من الممكن تلافي الأهداف لو أن تيسير الميسليم خرج من مرماه قبل أن تصل الكرة لرأس سينسيبري، كما كان يمكن منع يوريتش من تسجيل الهدف الثاني لو أن منصور الحربي عـاد فـي الوقت المناسب ومنع الكرة العرضية من الانـطـلاق، غير أنه على الرغم من ذلك استحق اللاعبون الإعجاب.
سيطرة وإثارة
سيـطـر المـنـتـخــب الأستـرالـي عـلى الكـرة في٥٥٪ من الوقت، في وقت كانت الكرة بحوزة أصحاب الأرض في ٤٥٪ من الوقت، غير أن تلك الأرقام لا تكشف حقيقة المباراة التي ظهر فيها الأخضر السعودي أكثر هجومية، ووصل لمرمى الأستراليين بـ١٢ فرصة خطرة، وكاد فهد المولد في إحداها أن يحسم الفوز عندما انفرد بالحارس الأسترالي بعد دقيقة واحدة فقط من هدف التعادل، في المقابل هدد الأستراليون مرمى المسيليم في ثماني فرص خطرة، أغلبها كانت كرات عرضية عالية. في المجمل تألق الدفاع السعودي بشكل لافت في إحباط مصدر القوة الأسترالية التي تمثلت في الكرات العالية.
نقطة تحول
تأثر الدفاع السعودي مع خروج عمر هوساوي الاضطراري بعد إصابته، واستغل الضيوف الربكة التي حدثت بعد ذلك ودخول معتز هوساوي لتسجيل هدفهم الثاني مباشرة، وتمكن معتز من إعادة التوازن للدفاع سريعا.
على طرف آخر كان دخول ناصر الشمراني بديلا لنايف هزازي نقطة تحول إيجابية للأخـضر، فـزاد من خطورة الهجوم السعودي، وتمكن الشمـراني الغـائب عن القـمـيص الأخضر منذ عام ٢٠١٤ من تسجيل هدف التعادل بلمسة ذكية منه. بالمجمل، كان السعوديون في أفضل حالاتهم بالأمس، ولعبوا بروح قتالية عالية، خاصة في الشوط الثاني الذي كانوا الطرف الأفضل فيه، في وقت لم يظهر فيه المنتخب الأسترالي وكأنه فريق لا يقهر.
أكثر من نجم
من الصعب تحديد نجم واحد في مباراة الأمس، الكل كانوا نجوما وخاصة الحارس ياسر المسيليم الذي على الرغم من تحمله جزءاً كبيراً من مسؤولية الهدف الأول، إلا أنه تألق بشكل واضح، وتصدى لثلاثة أهداف محقـقة وكان مصدر أمان لرفـاقـه. أيضا نواف العابد كان الأكثر تحركا وظهرت بصمته على الهدفين، كما أن تيسير الجاسم كان في قمة حضوره، خاصة في الشوط الأول، الجميع بلا استثناء كانوا مميزين.