إختبارات قوية لعرب أفريقيا في مستهل بحثهم عن مقاعد في روسيا
تستهل منتخبات عرب القارة السمراء تونس وليبيا والجزائر والمغرب ومصر مشوار البحث عن مقاعد نهائيات كأس العالم لكرة القدم المقررة في روسيا عام 2018 باختبارات صعبة في الجولة الاولى من الدور الحاسم.
ولم ترحم القرعة المنتخبات العربية واوقعت تونس وليبيا في مجموعة واحدة هي الاولى الى جانب غينيا وجمهورية الكونغو الديموقراطية، والجزائر في (مجموعة الموت) هي الثانية الى جانب الكاميرون ونيجيريا وزامبيا، والمغرب في مجموعة قوية هي الثالثة مع ساحل العاج ومالي والغابون، ومصر في مجموعة لا تقل عنها هي الرابعة مع غانا واوغندا والكونغو.
وتتأهل الى النهائيات فقط المنتخبات المتصدرة.
وتملك المنتخبات العربية هدفا واحدا هو التواجد في العرس العالمي بعد عامين، فمنها من يبحث عن التأهل للمرة الاولى في تاريخها على غرار ليبيا، ومنها من يرصد التواجد الثاني على التوالي كالجزائر التي ابلت بلاء حسنا في المونديال البرازيلي قبل عامين عندما بلغت الدور الثاني للمرة الاولى في تاريخها وخرجت بصعوبة وبعد التمديد على يد المانيا التي توجت باللقب العالمي لاحقا.
كما ان هناك منتخبات تطمح الى العودة للعرس العالمي بعد فترة غياب طويلة خصوصا مصر التي حضرت للمرة الاخيرة والثانية في تاريخها عام 1990 في ايطاليا، والمغرب الغائب منذ عام 1998، وتونس منذ 2006.
وتفتتح الجولة مساء اليوم بلقاء ضمن المجموعة الخامسة بين غانا المرشحة بقوة للظفر بالبطاقة والتأهل للمرة الرابعة على التوالي، وضيفتها اوغندا التي تحسنت نتائجها كثيرا في العامين الاخيرين.
وتعول غانا التي ابهرت المتتبعين في مونديال 2010 في جنوب افريقيا عندما كانت قاب قوسين او ادنى من التأهل الى نصف النهائي قبل خروجها على يد الاوروغواي، على عاملي الارض والجمهور لاقتناص اول 3 نقاط في الدور الحاسم.
وفي المجموعة ذاتها، تحل مصر ضيفة على الكونغو الاحد المقبل في اختبار قوي يسعى من خلاله الفراعنة الى كسب اكبر عدد من النقاط لاطلاق حملتهم بامتياز ورفع المعنويات لفك نحس الفشل في التصفيات الذي يلازمهم منذ خروجهم من الدور الاول لمونديال ايطاليا.
ويدرك الفراعنة جيدا ان اهدار النقاط امام الكونغو واوغندا قد يكلفهم الكثير في سعيهم الى المونديال الروسي وبالتالي سيبذلون كل ما في وسعهم لكسب اكبر عدد من النقاط في هذه المواجهات الاربع قبل الحسم في القمتين الناريتين امام غانا.
وتدخل مصر الدور الحاسم بمعنويات حاسمة بعدما حجزت بطاقتها الى العرس القاري المقرر في الغابون مطلع العام المقبل بعد غيابها عن النسخ الثلاث الاخيرة وتحديدا منذ تتويجها باللقب الثالث على التوالي والسابع في تاريخها في انغولا عام 2010.
واستدعى مدرب مصر الارجنتيني هيكتور كوبر 15 لاعبا محليا و9 محترفين في الخارج بينهم 7 في اوروبا يتقدمهم نجم روما الايطالي محمد صلاح ولاعب وسط ارسنال الانكليزي محمد النني ومهاجم سبورتينغ براغا البرتغالي احمد حسن (كوكا) ونجم ستوك سيتي الانكليزي الواعد رمضان صبحي.
وتتجه الانظار الى ملعب (مصطفى تشاكر) في البليدة الذي سيكون مسرحا لقمة ملتهبة بين الجزائر والكاميرون ضمن منافسات المجموعة الثانية.
وتخوض الجزائر الدور الحاسم باشراف مدرب جديد هو الصربي ميلوفان راييفاتش الذي يملك خبرة قارية كبيرة بحكم اشرافه على غانا من 2008 و2010 وقادها الى انجاز تاريخي في مونديال جنوب افريقيا بالتأهل الى ربع النهائي للمرة الاولى في تاريخها.
واكد راييفاتش صعوبة مهمة المنتخب الجزائري امام ضيفه الكاميروني الذي لم يسبق للجزائر ان هزمته.
وقال راييفاتش في تصريحات نقلتها وكالة الانباء الجزائرية: "لم يسبق للجزائر ان هزمت الكاميرون، وآمل بان تتغير الامور معي وبان ننجح في وضع حد للتفوق الكاميروني".
واضاف: "من الواضح اننا نعول على تحقيق الفوز، لكن هذا ليس بالامر السهل في مواجهة منتخب كاميروني رائع نعرفه جيدا. سنستعد بافضل طريقة لهذه المواجهة خصوصا ان اللاعبين يعرفون ماذا اريد منهم على ارض الملعب".
وتملك الجزائر نخبة من النجوم الذين يبلون بلاء حسنا في البطولات القارية في مقدمتهم ثنائي ليستر سيتي الانجليزي رياض محرز واسلام سليماني الى جانب لاعبي وسط بورتو البرتغالي ياسين براهيمي ووست هام يونايتد الانكليزي سفيان فغولي وواتفورد الانجليزي عدلان قديورة.
في المقابل، لن يكون المنتخب الكاميرون لقمة سائغة ويضم بدوره العديد من النجوم في مقدمتهم زميل براهيمي في بورتو فانسان ابو بكر ومهاجم شالكه الالماني اريك شوبو موتينغ.
واستعدت الكاميرون، صاحبة الرقم القياسي القاري في عدد مرات التأهل الى المونديال (7)، جيدا لمواجهة الجزائر وخاضت ودية امام فريق مرسيليا الفرنسي انتهت بتعادلهما 1-1 اول من امس الاربعاء.
وفي المجموعة ذاتها، تحل نيجيريا ضيفة ثقيلة على زامبيا بعد غد الاحد ايضا.
وتامل نيجيريا في محو فشلها في التأهل الى كأس الامم الافريقية في النسختين الاخيرتين (2015 و2017)، وحجز بطاقتها الى المونديال للمرة السادسة في تاريخها والثالثة على التوالي.
وتنتظر المغرب ومدربه الجديد الفرنسي هيرفيه رينار رحلة صعبة الى الغابون لمواجهة منتخبها الوطني غدا السبت في فرانسفيل.
ويعول المغرب على خبرات رينار لتخطي الحاجز الغابوني واطلاق حملته بافضل طريقة ممكنة خصوصا وان الغابون تعتبر فأل خير على المدرب الفرنسي كونها شهدت تتويجه القاري الاول عندما قاد زامبيا الى اللقب قبل 4 اعوام.
ويخوض المغرب مباراة الغد في غياب العديد من نجومهم في مقدمتهم قائده قطب دفاع يوفنتوس الايطالي المهدي بنعطية وجناحه الموهوب مهاجم ساوثمبتون الانكليزي سفيان بوفال وقائد موناكو الفرنسي نبيل درار ولاعب وسط ليل الفرنسي منير عبادي ومدافع باستيا الفرنسي عبد الحميد الكوثري بسبب الاصابة.
واستعد المغرب جيدا واقام معسكرا تدريبيا في غينيا الاستوائية للتأقلم مع الاجواء المناخية الحارة والرطوبة العالية ادراكا من مدربه بصعوبة المهمة امام منتخب قوي بقيادة هداف بوروسيا دورتموند الالماني بيار ايميريك اوباميانغ.
وفي المجموعة ذاتها، ترغب ساحل العاج في الاستفادة من عاملي الارض والجمهور للتغلب على جارتها مالي في مواجهة صعبة ايضا.
وتبدأ تونس مشوارها باستضافة غينيا في اختبار لا يخلو من صعوبة بعد غد الاحد في المنستير ضمن المجموعة الاولى التي تشهد رحلة ليبيا الى كينشاسا لمواجهة جمهورية الكونغو الديموقراطية غدا السبت.
وتعتمد تونس على خبرة مدربها البولندي-الفرنسي هنري كاسبرجاك لتخطي عقبة غينيا الساعية الى التواجد في العرس العالمي للمرة الاولى في تاريخها.
في المقابل، يسعى المنتخب الليبي الى العودة بنتيجة ايجابية تنسي جماهيره المعاناة السياسية في البلاد، ورفع المعنويات قبل خوض مباراتهم القوية امام تونس في الجولة الثانية.
وفي المجموعة الرابعة، تلتقي بوركينا فاسو مع جنوب افريقيا في واغادوغو، والسنغال مع الرأس الاخضر في دكار، في اختبارين تبدو كفة المضيفين راجحة لكسب النقاط الثلاث.