|


3 جواهر في “الجوهرة”

قراءة ـ خالد الشايع 2016.10.12 | 07:14 am

أووه يا الأخضر، عبارة رددها كل السعوديين بكثرة بالأمس، عقب ليلة لا تنسى شهدها ملعب مدينة الملك عبدالله (الجوهرة المشجعة) التي طرزها المنتخب السعودي الأول لكرة القدم بفوز عريض على ضيفه الإماراتي بثلاثية نظيفة، تصدر بفضلها المجموعة الثانية بعشر نقاط، متقدما على أستراليا بنقطتين، واليابان بثلاث، بعد أربع جولات من بداية التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم التي ستقام في روسيا صيف ٢٠١٨. أظهر المنتخب السعودي الذي حظي بدعم ٦٠١٠٢ مشجع ملأوا جنبات الملعب، شخصية البطل، وكشر عن أنيابه مفترسا الإماراتيين بأهداف سينمائية، يصعب اختيار الأفضل منها. وبرهن المدرب الهولندي فان مارفيك على أنه يعرف مايفعل، وأن بقاءه في هولندا لا يعني أنه كان غافلا عن لاعبيه، فنجح في إدارة المباراة باقتدار، وحتى عندما فرغ الهجوم السعودي من لاعبيه، اعتقد كثيرون أنه ارتكب خطأ فادحا، بيد أن أربع دقائق فقط كانت كافية ليثبت فهد المولد أن التغيير كان مدروسا بعناية ولم يكن هناك ثمة خطأ، وحتى عندما أشرك نايف هزازي بدلا من العابد لم يتأثر الأخضر، في وقت كانت تغييرات مهدي علي سلبية على فريقه، خاصة إبعاده الغريب لطارق أحمد. سيطر الأخضر على معظم فترات المباراة، حتى قبل أن يهز فهد المولد شباك ماجد ناصر بتسديدة رهيبة على الطاير، مستغلا تمريرة سلمان الفرج الذهبية (الدقيقة ٧٣)، وبعد خمس دقائق فقط خطف نواف العابد الكرة من تيسير الجاسم، الذي قاد مع المولد كرة معاكسة سريعة، ليسكن العابد الكرة على يمين ناصر(٧٩)، ولم يركن السعوديون للفوز الذي لامس أيديهم، وواصلوا سيطرتهم على المباراة، ونجح يحيى الشهري في تسجيل الهدف الثالث من كرة ثابتة على مشارف منطقة الجزاء، كانت الكرة في الأصل ركلة جزاء صريحة للشهري عندما أعاقه المدافع الإماراتي داخل منطقة الجزاء، بيد أن الحكم الكوري اعتبرها خارج منطقة الجزاء، وهو الأمر الذي لم يكن يحدث فارقاً كبيراً للشهري الذي أرسل الكرة مباشرة على يمين ناصر (٩١). وهو الفوز التاسع للمنتخب السعودي مع مدربه مارفيك مقابل ثلاثة تعادلات، وبسجل خال من الهزائم منذ أن تولى الهولندي الدفة الفنية للأخضر في منتصف ٢٠١٥.

تفوق واضح
لم يكن الشوط الأول مثاليا من الناحية الفنية، وتفوق المنتخب السعودي بشكل واضح في الشوط الثاني، خاصة في النصف الثاني منه. حيث ظهر الشوط الأول دون المستوى من الطرفين، بصناعة لعب باهتة وركض عشوائي، خاصة من جانب الإماراتيين الذين ركزوا أكثر على الدفاع، بأكثر من ثمانية لاعبين في النصف الأخير من ملعبهم، دون مساندة هجومية حقيقية عدا في الكرات المعاكسة. أما في الشوط الثاني فنجحت تدخلات مارفيك في تحسين صورة الأخضر، وبات اللاعبون يصلون لمرمى ماجد ناصر أكثر، مجبرين عموري ورفاقه على العودة للوراء كثيرا. ومع مرور الوقت بدأت الفوارق اللياقية تظهر بين الفريقين، ففيما كان لاعبو الإمارات يتساقطون بإصابات شد عضلي كان لاعبو السعودية يركضون بكل راحة، وهو ما مكنهم من تسجيل ثلاثة أهداف، يصعب اختيار الأفضل منها.

مارفيك أبخص
اعتقد الكثيرون أن مارفيك فقد عقله عندما أخرج ناصر الشمراني، وعوضه بفهد المولد، لأنه فرغ هجومه من اللاعبين وكثف لاعبيه في الوسط، غير أن المولد برهن أن مارفيك كان يفكر بشكل صحيح، عندما خطف هدفا على طريقة فان باستين، بعد أن استقبل كرة سلمان الفرج الذهبية ليرسل الكرة دون تفكير ومن اللمسة الأولى في الشباك، كان هدف الموسم للمولد، وبعد خمس دقائق فقط، خطف المولد الكرة وأطلق ساقيه للريح مخترقا ملعب الإمارات ويوصل الكرة لمنطقة الجزاء ويمررها للجاسم ومنه للعابد، الذي أودع الكرة بكل ذكاء في شباك ماجد ناصر. عرف مارفيك كيف يعيد الثقة للاعبيه، فأبقى على يحيى الشهري، وأشرك نايف هزازي بدلا من العابد، وهو تغيير أجبر الدفاع الإماراتي على البقاء في ملعبه، وعدم الاندفاع للهجوم، ونجح الشهري في تسجيل الهدف الثالث، بطريقة لا تقل روعة عن الهدفين الأولين.

سيطرة خضراء
سيطر الأخضر السعودي على معظم فترات المباراة، بأكثر من ٦١٪ من الوقت، خاصة في الشوط الثاني، وبينما لم تظهر هذه السيطرة في الشوط الأول بشكل واضح، شن المنتخب السعودي في الشوط الثاني ثماني هجمات حقيقية، نجح في ترجمة ثلاث منها لأهداف، في وقت لم يصل فيه لاعبو الإمارات بشكل جدي لمرمى السعودية سوى في ثلاث كرات فقط.

أخطاء مهدي
على عكس تعامل مارفيك المثالي مع المباراة، لم يكن تعامل الإماراتي مهدي علي جيدا مع اللقاء، بدءًا من التخلي المبكر عن أحمد خليل الذي كان يقاتل بقوة على الأطراف، ومرورا بإخراج أفضل لاعبيه في المحور طارق أحمد وتعويضه بحبيب الفردان، كما ظل يتفرج على علي مبخوت وهو بعيد عن مستواه، في وقت حمل عموري فوق طاقته، بالإيعاز له بأدوار هجومية ودفاعية، والتعامل معه كأنه ليونيل ميسي، الأمر الذي تسبب في توهان أفضل لاعبيه.


3 جواهر في “الجوهرة”