|


جويدة لعبدالغني: ماذا تقول عن الرحيل؟

الرياض ـ سلطان العتيبي 2016.10.15 | 07:26 am

قالت: لأنك جئت في زمن كسيح، قد ضاع عمرك مثل عمري.. في ثرى أمل ذبيح.. دعني وحالي يا رفيقي هل ترى.. يشفى جريح من جريح؟ حلمي وحلمك يا حبيبي مع ضريح.. ماذا تقول عن الرحيل؟.
.. وما الحال بين النصر وقائده حسين عبدالغني إلا مشهد تراجيدي متكرر يستحق أن تتلى فيه قصيدة فاروق جويدة المعنونة بـ"الرحيل"، وفيها يُغرق القارئ في بحر قاتم من الحزن، حتى إذا قارب الأنفاس الأخيرة ولامس طعم الرحيل فاه، صرخ في أذنه يوقظه نهاية كل مقطع: ماذا تقول عن الرحيل؟.
قبل الأصفر كانت آخر أحلام عبدالغني بطولة دوري، وقبل عبدالغني، كانت كل أحلام النصر بطولة.. أي بطولة، أما الآن فبينهما ثلاث بطولات وجفاء.
الثلاث معروفة معلومة، وأما الجفاء فشيء من هذا وذاك، بعضه صنيع حسين وآخر صنعه الزمن وأخير صنيعة الواقفين في الوسط وعلى الأطراف.
.. وعلى الشرفة الأخيرة من الأربعين، ما زال الطفل الصغير في داخل عبدالغني لا يشبع من نهمه تجاه كرة القدم، وما زال الطفل الصغير في داخل حسين لا يكف عن إثارة المشاكل، يظهر في كل الصور، مزيج من كل شيء، المهارة والجنون، القوة في القيادة والتهور، الفن والفوضى، الحكمة والمراهقة، والتاريخ والتاريخ.
التاريخ الأولى تحوي كل ما يتمنى لاعب كرة قدم، لعب في المونديال والأولمبياد، نال كأس القارة مع منتخب بلاده، وقاد فريقين محليين للبطولات، احترف في أوروبا، والتاريخ الثانية لا تترك سلبية لم تكتبها: غادر ناديه الأول مكرهاً، طرد في كل البطولات التي حققها، ضُرب وضَرب في الملعب وخارجه وقائمة ممتدة من اللون الأحمر، أي رجل هذا؟ أم أي رجلين في رجل هذين؟
يقول شرفي نصراوي بارز: "إذا أردت أن تقرأ عبدالغني عليك أن تستحضر تاريخه كاملاً، لا يمكن قراءة ورقة واحدة من كتابه وإصدار الأحكام، إنه تاريخ مليء بالأحداث والحقب، ليس عليك أن تحبه، بل أن تنصفه، ومن الإنصاف أن تغفر له كل ما يفعل إذا قلبت كل الأوراق".
وفيما سيتابع عبدالغني لأول مرة فريقه النصر من المدرجات أو خلف الشاشات، بعد قرار لا يمكن وصفه بالانضباطي تماماً ولا الفني الكامل، ختم فاروق جويدة قصيدته بمقطع قاتل لا يكرر فيه السؤال هذه المرة:
فتش عن الطفل الصغير.. وذكره بي..
وأحمل إليه حكاية وهدية في يوم عيد..
الآن قد جاء الرحيل..