كشف المصري عادل عبد الرحمن مدرب الباطن، تفاجأه بالمستوى المتواضع الذي كان عليه الرائد في مواجهة الفريقين الجمعة الماضية ضمن دوري "جميل".
ورفض عادل عبد الرحمن الإفراط في الفرحة بالفوز الكبير على الرائد برباعية نظيفة في الجولة الماضية للدوري، مطالباً لاعبيه بضرورة التركيز في مباراة القادسية المقبلة، مشيراً إلى أن الالتزام والحزم هما سر التألق لفريقه في جميع المباريات التي خاضها هذا الموسم، مشيداً بالروح العالية للاعبين، خاصة المحترف المصري أحمد حمودي الذي اعتبره إضافة قوية للفريق متوقعاً أن يكون أحد نجوم الدوري السعودي هذا الموسم، مبدياً أسفه الشديد من عدم مؤازرة الجماهير للاعبيها رغم ما يقدمونه من مستويات جيدة في بطولتي الدوري وكأس ولي العهد، معرباً عن أمله في مواصلة العروض القوية التي لن تغريه بزيادة سقف طموحاته التي تتركز في خلق شخصية متميزة لفريقه وسط كبار "جميل".

ـ هل كنت تتوقع الفوز الكبير على الرائد؟
طلبت من اللاعبين قبل ابتداء المواجهة، تقديم كل ما لديهم في تلك المباراة لتحقيق الفوز واقتناص النقاط الثلاث، وكنت حريصاً على تنبيه اللاعبين بضرورة استثمار أية فرصة للتسجيل من أجل تقليص فارق الأهداف الست التي دخلت مرمانا في مباريات الهلال والخليج والاتفاق، ومن الواضح أن حال فريق الرائد الذي لم يكن في مستواه ساعدنا على انتهاز تلك الفرصة، وسجلنا في شباك محمد شريفي 4 أهداف بواقع هدفين في كل شوط قادتنا إلى المركز السابع في الترتيب العام، ولكن أطالب اللاعبين حالياً بعدم الإفراط في الفرحة بالفوز.
ـ إلى أي درجة أثرت تلك المباراة على سقف طموحاتك؟
الباطن يسير بخطى ثابتة رغم حداثة عهـده بدوري المحترفين، لكني لا أنخـــدع بالانتصارات، رغم الفوز على الشباب والرائد، ولا يغريني عدد مرات الفوز بقدر ما يهمني بناء فريق محترم ذي شخصية فنية متميزة، يستطيع التواجد بشكل يجبر الجميع على احترامه في دوري جميل من مشاركته الأولى في تاريخه، وأنا مدرب واقعي أحرص على العمل بشكل منظم في حدود إمكانات فريقي وقدرات اللاعبين التي أحفظها عن ظهر قلب ولاسيما وأنا أعمل في الدوري السعودي منذ فترة طويلة.
ـ لا يقلقك التفات أنظار الكبار نحوك بعد التألق في الأداء والنتائج؟
أنا أضع يدي على قلبي، كلما تخطينا مرحلة بنجاح، وإذا انتصرنا على الأندية التي تفوقنا في الإعداد، لكن ذلك ليس خوفاً من المقبل علينا، لكنه قلقاً على طبيعة اللاعب السعودي الذي يخلد إلى الهدوء والتراخي بعد كل فوز، وتلك سمة للاعب العربي بوجه عام، وأحاول أن أتغلب على ذلك الإحساس بتحفيز اللاعبين من جانب، مع تبيين مواطن القوة والضعف للفريق الذي يحتاج بالفعل إلى إثبات الوجود وبذل الجهد، وعدم الركون إلى الراحة. بالإضافة إلى ذلك أنا مهتم بالتحلي بالروح العالية والقوة في الأداء وكلها ســـــمات موجودة بالفعل في جميع لاعبي الفريق بلا استثناء حتى المحترفين الجدد.
ـ وما تقييمك لأداء المحترف المصري أحمد حمودي الذي انضم إليك بعد انقطاع عن المنافسات الرسمية؟
بلا شك حمودي إضافة قوية لفريق الباطن ولديه خبرة كبيرة اكتسبها من احترافه الأوروبي بنادي بازل السويسري، خلاف مشاركته مع الزمالك المصري، وهو من اللاعبين الذين سيكون لهم شأن كبير في الدوري السعودي الموسم الجاري. ويكفي أنه لا يخذلني في كل مناسبة استعنت به خلالها، إنه تألق بالفعل في الدقائق التي لعبها في مباراة التعاون في كأس ولي العهد وصنع تمريرة الهدف الثاني وبرع أيضاً أمام الرائد عندما دفعت به في الدقيقة 65 بديلاً لقائد الفريق خالد دخيل ليهدي جورجي سيلفا ووليام ألفيس تمريرتي الهدفين الثالث والرابع.
ـ هل كان للصدفة والحظ دور في تألق فريقك حتى الآن؟
الحظ ليس كريماً إلى تلك الدرجة، فالفوز على الشباب والرائد لا يمكن أن يكون وليداً لضربة حظ، وإنما هناك عمل منظم داخل الجهاز الفني بالتنسيق مع مجلس الإدارة الذي يقوده بنجاح كبير رئيس النادي ناصر هويدي. نحن وصلنا إلى تلك المستويات المتميزة في الدوري نتيجة التزام تام من اللاعبين والقيام بأدوارهم المطلوبة منهم على أكمل وجه وأيضاً الحزم في التعامل مع نفس المجموعة وبغرس روح الانضباط فيهم وبذل الجهد والتضحية والتركيز من أجل شعار الباطن الذي لن يكون ضيفاً شرفياً في دوري جميل.
ـ ما الذي ينقص فريق الباطن في مشواره القادم حتى يحافظ على مستواه الحالي؟
يؤلمني كثيراً غياب مساندة جماهير الباطن لفريقها، إذ توقعت دعماً لا محدود بعد مباراة التعاون الأخيرة في كأس ولي العهد، وانتظرت أن تمتلئ المدرجات عن آخرها، لكني صعقت عندما وجدت جمهوراً قليلاً للغاية حضر مباراة الرائد الأخيرة، وذلك أمر صعب من الناحية النفسية والمعنوية للاعبين، فأنت تجد لاعبين يتألقون ويبدعون ويفوزون على أندية كبيرة دون من يدعمهم بالتشجيع والمساندة، وأتمنى أن تحمل مباراة القادسية القادمة صورة مختلفة للجماهير في تشجيع الفريق واللاعبين.
ـ بأي عين تنظر إلى مباراة القادسية المقبلة؟
قد يتصور البعض أن مواجهة القادسية سهلة لكن الواقع مغاير تماماً لذلك التصور، لأنني أرى هذا الفريق من أكثر فرق الدوري تنظيماً وتقديماً للمستويات الجيدة، فالتعادل مع الشباب والفيصلي والخســـــارة الصعبة من النصر والهلال مع تقديم عرض قوي أمام الاتحاد في كأس ولي العهد، يعني أن مواجهة القادسية صعبة للغاية، وأعمل لها ألف حساب رغم احتلاله المركز قبل الأخير في جدول الدوري.
ـ أمامك مواجهتان أمام الاتحاد في غضون 10 أيام، فماذا أعددت لهاتين الموقعتين؟
الاتحاد فريق كبير ويقدم مستويات جيدة الموسم الجاري، كما يمتلك عناصر متكاملة ساهمت في ظهوره بشكل رائع، ورغم ذلك لا أفكر في مواجهة الاتحاد الآن وكل تركيزي منصب على مباراة القادسية.