السومة.. حتى الأحلام هناك من يقتلها
جلس بجوار نافذة الطائرة، يرمق مثيلاتها الرابضة في ساحات المطار بنظرة، عن ألف تلويحة وداع.
أطلق العنان لخياله قبل أن يربكها عليه أو يرتبها له الكابتن قائلاً:"تستغرق رحلتنا من دمشق إلى الكويت ثلاث ساعات ونصف تقريبا".
حينها قرر أن يترك كل شيء وراءه، بما في ذلك حكايات الطفولة ورائحة الطيبة في مدينته ومسقط رأسه دير الزور المولود فيها في ٢٨ مارس ١٩٨٩.
مع إقلاع الطائرة إلى "عروس الخليج" حيث تجربته الجديدة في القادسية الكويتي، أشرع عمر السومة أبوابا جديدة من الأمل والحلم؛ وأيضا الحب على أمل أن ينسى ويلات الحرب التي تكتوي بها بلاده.
ما حدث بعد ذلك، لم يكن يتخيله حتى السومة نفسه وهو يطلق أحلامه فوق هام السحاب.
القادسية كانت مجرد حبر فوق نهر من المجد والشهرة، لكن هذه المرة على الطرف المقابل من شبه جزيرة العرب حيث "عروس البحر".
وهناك عرف المجانين وغنى أنشودة الشجن "جدة كذا .. أهلي وبحر" حتى امتلأ قلبه بالعشق وإن كانت ملامحه تعطي انطباعاً بأنه قاسي الفؤاد .. بلا أحاسيس.
وقد يكون الأمر ذلك، بعد أن مزقت الطائرة الروسية والبراميل المتفجرة للطاغية بشار أجساد أطفال سوريا قبل رجالها .. هذه الجرائم قابلها "العقيد" بالعصيان على منتخب يمثل النظام السوري المستبد.
موقف سجله السومة قبل أن تلوح حكاية "تجنيسه" بالأفق .. وهي الحكاية التي أعادت للذاكرة المطالب بتجنيس المدافع البرازيلي تفاريس.
ولأن السعودية هي الشرف ذاته، لم يتردد السومة أن يقول بكل فخر:"أي شخص في العالم يتمنى ويتشرف بالجنسية السعودية".
أمام هذه الأمنية الرقيقة والشامخة، أتى الرد من بعيد، من الاتحاد السوري وكأنه مرسل ليبدد الأمل، إن صدقت رسالته التي مفادها:" لن تلعب لبلد آخر أبد الآبدين".. وللأسف مثلما أن هناك من يزرع الأحلام، هناك من يقتلها.. إنه قانون (فيفا) الذي لا يرحم أحياناً.