ابن بطوطة في مدرجات النصراويين
أورد ابن بطوطة في محاسن أهل آسيا الصغرى التنظيم المعروف بالأخية، من لفظ أخ، حيث توجد جماعة في كل بلدة أو قرية من الأخية تقوم على إكرام الضيف وقضاء حوائجه، حيث إن لهم زوايا معروفة ينزلون فيها الضيف ويقومون على شؤونه، بل ويجالسونه ويؤانسونه وينفقون عليه من مالهم الخاص ولو كان الواحد فيهم رقيق الحال.
ولو أن أﺑا ﻋﺒﺪ ﷲ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﷲ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ إبراهيم اﻟﻠﻮاﺗﻲ ﺛﻢ اﻟﻄﻨﺠﻲ اﻟﻤﻌﺮوف ﺑﺎﺑﻦ ﺑﻄﻮﻃﺔ رﺣﻤﻪ اﷲ عاش في زماننا هذا ورأى ما رأى من محبة الجماهير النصراوية التي أغدقتها أمس على اللاعب الغائب بفعل الإصابة عبد العزيز الجبرين، لأضاف فصلاً جديداً من فصول الجمال والوفاء والتشويق والتوثيق لإصداره المهيب.
والذى يتفحص تضاعيف الساحة النصراوية يجد فيها الكثير من المآثر والأواصر التي تغلب على حالة التنافس التي تميز رياضة كرة القدم. وقبل يومين من لقاء الوحدة الذي انتهى نصراوياً بهدف السهلاوي تمنى حريف النصر أحمد الفريدي وجود القائد حسين عبد الغني في المباراة فلعب حسين وأبدع وأمتع وصنع هدف الفوز.
لقد عبر السهلاوي صاحب الهدف الوحيد عن دعمه ومساندته لزميله الجبرين ملوحاً بقميصه ومهدياً له فرحة التأهل. وهي فرحة شهدت غياب الجبرين الاضطراري عن ذات أرض الملعب، الذي كثيراً ما شهد صولاته وجولاته بوصفه أحد الأبطال الذين مهدوا طريق الوصول لهذا الدور بالورد والبذل والرياحين.
بأقدار متفاوتة ومتباينة يعبر النصراويون عن روح الأسرة الواحدة، تجمع بينهم الساحرة المستديرة على المحبة ولا تفرق بينهم نازلات الدهر ولا نائبات الملعب وتصاريف الأقدار الكروية.. لتبقى ظاهرة النصر وروح النصر فريدة في عصر الهزائم والانكسارات الكروية بحيث تستعصي على الآخرين وتبقى ماركة مسجلة فقط باسم النصراويين.