هاوارد ويب: الفيديو لن يحل أخطاء التحكيم
اعتبر هاوارد ويب مدير إدارة التحكيم في الاتحاد السعودي لكرة القدم أن شرائط الفيديو لا تقدم حلولاً نهائية وحاسمة للوقوف على أخطاء التحكيم، مشيراً إلى أن اللجوء إليها يعطي نتيجة تتراوح نسبتها بين 50% ـ 50%. ولم ينف ويب مساعدة التكنولوجيا لقضاة الملاعب مضيفاً في تصريح نقله موقع city A M: "الحل الناجح لهذه المشكلة يتجسد في البطاقات الصفـــــــراء والحمـــــراء والإرادة القويـة للحكـــم التـي تحفزه لقيـادة المباريات بنجاح، لافتاً إلى أن هذا ما تسلــح به خلال تجربتــه مع التحكيم منذ بداية مشواره وعلى مدار 25 عاماً استهلها في عام 1989. وتابع ويب: "تم تزويد الحكام في التسعينيات بأجهزة راديو يتم تثبيتها على الظهر مع سماعة طويلة على أذن الحكم، واتضح لاحقاً أن الأصوات والتوجيهات الصادرة مشوشة، كما أن العامة تستطيع التقاط هذه الإرساليات، كاشفاً أن النداءات والتوجيهات كانت تختلط بكلاكسات سائقي التاكسي ونداءات بائعي البيتزا وهو ما لم يساعد على سماع هذه التوجيهات والتعليقات بصورة جيدة وأربك عمل الحكام، ليتم الاستغناء عنها والتوجه نحو التكنولوجيا اعتباراً من عام 2006 عبر اللجوء إلى أجهزة راديو صغيرة أمنت التواصل بصورة أكثر دقة فيما يتعلق بنوعية الأصوات التي يتم تلقيها. وقال ويب إن الأجهزة الجديدة كانت بمثابة نقطة تحول في التحكيم وخطوة بناءة في طريق التطور خاصة أن محطات التحكيم لا تتم بمعزل عن أجواء المباراة والتداعيات المصاحبة وترتبط بالحكم ومعاونيه المساعدين والحكم الرابع. وزاد هاوارد ويب: "وهؤلاء الثلاثة لا يكتفون بالحديث عن القرارات التي ينبغي اتخاذها بل بتقديم الإرشادات والتوجيهات بالتحفيز والنصح الأمر الذي أضفى أهمية وفائدة كبرى لأداء الحكم. ومضى ويب قائلاً "جاءت تكنولوجيا تحديد مرمى التماس واستخدام ساعة يرتديها الحكم في معصمه تفيده في التعرف على حالة تجاوز الكرة خطوط التماس من عدمه، ولقيت ترحيباً حاراً من الحكام لكونها تزيل القلق وتزرع الثقة في القرارات التي يتم إصدارها فضلاً عن حصدها الرضا التام من اللاعبين". وتحدث ويب عن تجارب مر بها قبل اللجوء إلى تكنولوجيا تحديد خط التماس وخط المرمى قائلاً "اخترت قبل اعتزالي قيادة مباراة كان أحد طرفيها فريق فولهام حيث اصطدمت الكرة بالعارضة ثم اتجهت إلى خط المرمى فتأملت الكرة بالعين المجردة لأنني لم أسمع رنين الساعة فقررت مواصلة المباراة دون احتساب هدف فتناهى إلى أسماعي احتجاجات الجماهير وصفارات الاستنكار فانتابني شعور بالندم ولكن حينما رأيت المشهد بالتصوير البطيء وعرفت أن الكرة لم تعبر خط المرمى فرحت جداً".
وأوضح ويب أنه برغم ترحيبه بشرائط الفيديو بات على قناعة بأن الأمر يحتاج إلى تجارب مكثفة وأن هناك العديد من علامات الاســتفهام في حاجة للإجابة. وعن أكثــــــر الموافــق المربكـة والمحيرة التــي صادفتــه يقول ويب "خـــلال مباراة في نهائي دوري الأبطــال تحركـت الكرة على خط المرمى فثار جدل عميق عمـا إذا كانــت تحولـت لركلة زاوية أم ضربة مرمى ولكن الحكم احتسبها ركلة زاوية وأحرز منها هدف لاحقاً ولكن شريط الفيديو أثبت أن الكرة ضربة مرمى".
ويب يقول إن مثل هذه الحالات مربكة الأمر الذي يشعل الاحتجاجات ولحسمها لابد من تدخل الحكم القائم على تشغيل شريط الفيديو ويتطلب ذلك تركيز عدسات الكاميرا على ركلات الزاوية فضلاً عن تحليل أي موقف بالمتابعة التلفزيونية حتى يؤدي دوره بمهنية عالية تسمح له قيادة المباريات من على البعد. ويتساءل: ولكن ماذا يحدث إذا استغرق حكم الفيديو 20 ثانية لاتخاذ قرار ثم طرأت قضية جدلية أخرى قبل اتخاذ قراره فإلى أي قرار ينحاز الحكم داخل الملعب؟ يجيب ويب: "يجب تجريب كل هذه النظم حتى نصل للأكثر إيجابية وسنصل حتماً إلى الأفضل مستقبلاً".