|


حمد الدوسري: أصابوني بالقهر.. والإدارة تضع التشكيلة

حوار ـ عبد الغني عوض 2016.10.31 | 03:08 pm

أكد حمد الدوسري المدرب المستقيل من قيادة الأمور الفنية بالفريق الأول لكرة القدم بنادي القادسية أن إدارة ناديه أجبرته على تقديم استقالته بعد الضغوط الكثيرة التي تعرض لها والتي كانت سبباً في تدهور نتائج الفريق وتقهقره إلى المركز الثالث عشر في جدول البطولة.
وأشار إلى أن الإدارة تتدخل في التشكيل وتفرض لاعبين بعينهم للعب في المباريات، متهماً إياها بأنها تعاقدت مع محترفين "صفر على الشمال" دون استشارته.
وذكر أن اللاعبين يدخلون المباريات مذعورين من الضغط الكبير الملقى عليهم مما أدى إلى إحساسه بالقهر والعمل في مناخ غير ملائم بالمرة.
واعترف بأن رحيله من الدوري الممتاز لن يكون في صالح المدربين الوطنيين معلناً خطورة الموقف الذي يعيشه ناديه الذي سيذهب إلى المجهول في حالة استمرار تلك الأوضاع المزرية التي يمر بها.

ـ في البداية.. نسألك هل استقلت أم أقلت؟
بالتأكيد استقالة لكن رغماً عني فقد أجبروني على تقديمها في وقت وصلت فيه إلى ذروة الحزن والألم والضيق والقهر بعد مسلسل طويل من الضغوط الغريبة التي كنت أعاني منها منذ بداية الموسم الحالي والتي أوصلتني إلى درجة كبيرة من العذاب الذي لم ولن أره في حياتي التدريبية من قبل وكان سبباً في تطفيشي من الفريق وإجباري على تقديم الاستقالة.
ـ وما تلك الضغوط التي تعرضت لها وكانت سبباً في استقالتك؟
عانيت من العديد من الضغوطات التي دمرت الفريق وقضت على معنويات اللاعبين أبرزها التدخل المستمر من الإدارة في عملي الفني وفرض لاعبين بأعينهم على تشكيلة الفريق في المباريات والتعاقد مع لاعبين محترفين لا يصلحون لممارسة كرة القدم بدون استشارتي وبدون علمي لا لشيء إلا لأن هناك من يأتي بهؤلاء اللاعبين وما على الإدارة إلا تسجيلهم فقط ثم يتم فرضهم عليّ ويصــــرون على مشاركتهم في المباريات رغم أنني لا أحتاج إليهم فكيف أشــرك رأس الحربة الذي تعاقدوا معه ومستواه الفني "صفر على الشمال"؟ مما جعل الفريق يشارك في كل المباريات بدون مهاجم وهو ما أصابني بالقهر بعد أن وصلت الأمور داخل النادي إلى هذا الحد من العبث واللا مبالاة باسم القادسية لدرجة أنني من كثرة تزاحم الضغوط كنت لا أستطيع التفكير في المباراة وأنساها تماماً.
ـ وهل مجلس الإدارة هو صاحب تلك التدخلات أم أن هناك قوى أخرى؟
مجلس الإدارة يضغط عليّ من ناحية وهناك قوى أخرى تضغط على مجلس الإدارة نفسه حتى أصبحت إدارة القادسية مسيّرة وليست مخيرة وصار الوضع سيئاً للغاية واستوجب مني التوقف عن العمل في هذا الجو الخانق الذي تسبب في تسرب اليأس وفقدان الطموح لدى لاعبي الفريق الذين يعرفون جيداً كيف تسير الأمور داخل النادي ويعيشون مأساة الضغوط التي تعرضت لها مراراً وتكراراً لدرجة أني فقدت التفكير فعلاً في الأمور الفنية للفريق لذلك لجأت إلى الرحيل.
ـ كيف تم التخطيط لمسلسل الإطاحة بك من قيادة الفريق؟
عقب مباراة التعاون الأخيرة التقيت بمعدي الهاجري رئيس النادي في الملعب وطلب مني إيجاد حل لتدهور نتائج الفريق وخيرني ما بين إقالة المشرف العام أو تقديم استقالته شخصياً أيقنت وقتها أن الدائرة ستدور ناحيتي فطلبت منه عقد اجتماع طارئ في اليوم الثاني وبالفعل حددت شرطي الوحيد للبقاء وهو عدم التدخل في شؤون الفريق فرفض رئيس النادي الموافقة على شروطي وكنت أعلم مسبقاً أنه لن يستطيع قبول شرط عدم التدخل لذلك قدمت استقالتي على الفور لأنني لا أستطيع أن أكمل المشوار في ظل هذا المناخ السيئ الذي لا يصلح إطلاقاً لتحقيق نتائج طيبة في ظل تلك الضغوط المستمرة، التي دفعتني لتقديم استقالتي للمرة الثالثة.
ـ وما ظروف تقدمك باستقالتك فـــــي المرتيــن السابقتين؟
كتبت استقالتي بالفعل قبــــل مواجهـة الاتحاد فــي دور الـ 16 لكأس ولي العهد وصممت علـى تقديمها إلى الإدارة إلا أن مدير الكرة غـــازي عسيري منعني من تقديمها طالباً مني العودة إلى قيادة الفريق حفاظاً على اللاعبين الذين يرتبطون بي ارتباطاً وثيقاً فتراجعت حفاظاً على الفريق قبل خوضه مباراة مهمة وبالفعل قدم اللاعبون مباراة كبيرة أمام الاتحاد وخسروا بضربات الجزاء، والمرة الثانية كانت بعد الخسارة بهدفين من الأهلي بجدة في الجولة الخامسة لـــدوري "جميل" ولكن للمرة الثانية يتدخل مدير الكرة ويقنعني بسحب الاستقالة مرة أخرى، وفي كل مرة تزداد الضغوط والتدخلات في عملي.
ـ ولماذا ظهرت هذه الضغوط في الموسم الحالي واختفت الموسم الماضي؟
لأن الموسم الماضي الفريق كان غارقاً في القاع وكانوا في حاجة إلى منقذ بعد أن تم تغيير الجهاز الفني مرتين الأولى أطاحوا بالمدرب التونسي جميل بلقاسم بعد قيادته 5 مباريات ثم أقالوا البرازيلي ألكسندر جالو بعد 9 مواجهات ثم عينت واحتل وقتها الفريق قاع الدوري ثم عينت مدرباً للفريق في 12 مباراة نجحت في إنهاء الموسم الماضي في المركز الـ 11 ، أما الموسم الحالي فاختلف الوضع بعد أن رفضوا تعيين الجهاز المعاون الذي اخترته وجاءوا بجهاز آخر لا أعرف عنه شيئاً وكذلك تعاقدوا مع لاعبين دون المستوى أثروا بالطبع على مستوى وأداء ونتائج الفريق إلى أن وصل إلى المركز قبل الأخير.
ـ وكيــــــــف تــرى مستقبل القادســية في دوري "جميل" وسط هذه التدخلات؟
إذا استمرت الأوضاع الحالية من ضغوطات وتدخلات فالقادسية سيسير بخطى ثابتة نحو المجهول خاصة في ظل خوف اللاعبين أثناء مشاركاتهم في المباريات فهم يلعبون وهم مذعورون خائفون من الضغوط الكثيرة عليهم مما يفقدهم التركيز والسيطرة على أدائهم بالإضافة إلى أنهم يعرفون كل كبيرة وصغيرة عما يجري داخل النادي من تدخلات وإذا استقدموا مدرباً جديداً وفرضوا عليه نفس الأسلوب سينهار الفريق ولن يقدر على العودة مرة أخرى
ـ وهل أنت راضٍ عن نفسك خلال فترة توليك قيادة القادسية؟
راضٍ عن نفسي كل الرضا مدة وجودي بالفريق الموسم الماضي أما الموسم الحالي فلست راضياً عن نفسي لسوء الأوضاع ومروري بفترات سيئة أفقدتني التركيز ولكن الحمد لله أنني انتهيت من هذه الحالة المزرية التي عشتها طوال هذا الموسم بالرحيل.
ـ وهل رحيلك سيؤثر على تواجد المدربين الوطنيين في الدوري الممتاز باستثناء سامي الجابر؟
بلا شك ابتعادي عن الدوري الممتاز كمدرب وطني بجانب سامي الجابر سيؤثر بشكل سلبي على مستقبل المدربين الوطنيين في دوري جميل ويهدد بقاءهم إلا أن الأمل كبير في اختلاف سياسة الأندية الأخرى عن فكر وسياسة إدارة القادسية.
ـ وما وجهتك القادمة؟
تلقيت عروضاً من بعض أندية الدرجة الأولى إلا أنني سأخلد إلى الراحة بعد عناء طويل وضغط نفسي كبير أحتاج خلالهما إلى التفكير الجيد في تلك العروض واختيار الأنسب.