عبر محمد الفرحان المهاجم السابق في القادسية عن سخونة الأجواء التي كانوا يعيشونها كلاعبين قبل مباريات القادسية خلال السنوات الماضية، مشددا على أن الديربي كان يعني لهم الكثير.
وكشف الفرحان في حواره مع "الرياضية" عن بعض المواقف التي حدثت له عندما كان لاعبا، وكيف كسب التحدي أمام فؤاد المقهوي حارس الاتفاق السابق، معترفا بأن قوة العلاقة بين لاعبي الاتفاق والقادسية تجعل المباريات أكثر إثارة.
وتطرق لأسباب هبوط مستوى الأندية في المنطقة الشرقية مرجعا السبب الأول في ذلك لضعف القدرة المالية لدى الأندية، والذي جعلها تفرط في نجومها الكبار.
ـ كيف تتذكر أجواء الديربي قبل موقعة الجمعة؟
مباريات الديربي تعني لنا الكثير، فقد كانت أقرب لمواجهات النهائي والخسارة فيها مرفوضة، وتحدث بين اللاعبين بحكم قوة العلاقات تحديات خاصة، والاستعدادات قبل مباريات الديربي تختلف عن أي لقاء وأيضا قوة المنافسة بين الاتفاق والقادسية في ذلك الوقت جعلها تحظى بمتابعة جماهيرية كبيرة من قبل الشارع الرياضي السعودي.
ـ حدثنا عن موقف لا زال عالقا في الذاكرة؟
لن أنسى المدرب خليل الزياني بعد أن أتى من الاتفاق واستلم مهمة التدريب بنادي القادسية، حيث كانت أمامنا مباراة أمام الاتفاق فتحدث معي قبل اللقاء قائلاً:" :يامحمد أبيك تجننهم اليوم مثل ماكنت تجننا" فكانت كلماته محفزة بالنسبة لي.
ـ وماذا عن التحديات هل تحديت أحد النواخذة وكسبته؟
كانت تجمعني علاقة قوية مع الحارس فؤاد المقهوي منذ الصغر، حتى بعد اعتزالنا للكرة يجمعنا عمل واحد في شركة أرامكو السعودية، فأتذكر في إحدى المرات حدث بيننا تحد أن لا أسجل في المباراة ولكن بالنهاية كسبت التحدي وسجلت فيه.
ـ ما الذي كانت تمثله مباريات الديربي لكم؟
في السنوات الماضية لم يكن النقل التلفزيوني مثل ماهو الآن، فقد كان مدربو المنتخبات يحضرون مباريات الديربي من أجل اختيار بعض اللاعبين، لذلك الكل يقاتل من أجل الانتصار وإسعاد جماهيره أولا ومن ثم حجز مكان له في خارطة المنتخب السعودي.
ـ لم يعد الديربي يحظى بمتابعة جماهيرية كبيرة بعكس السنوات الماضية؟
بصراحة النتائج السيئة للاتفاق والقادسية في الفترة الأخيرة جعلت الجماهير في المنطقة الشرقية تتجه لتشجيع الأندية الأخرى التي تحقق نتائج إيجابية وتحصد البطولات، خاصة الجيل الجديد الذي لا يعلم عن الماضي أي شيء وما يهمه هو الانتصارات والبطولات فقط.
ـ ما سبب هبوط الكرة في المنطقة الشرقية؟
أندية الشرقية لديها مواهب كثيرة ولكن لا تستطيع المحافظة على هذه المواهب بسبب ضعف القدرة المالية لديها وغياب الدعم المالي لذلك أصبحت مطمعاً للأندية الكبيرة في الحصول على نجومهم، وفي حال رفض العروض من قبل النادي يأتي دور اللاعب الذي يحاول لي ذراع الإدارة بالتهاون في المباريات حتى يتم بيع عقده، وهذا لم يكن يحدث في السنوات الماضية بسبب أننا كنا نلعب ونحترق من أجل الشعار.
ـ هل تعتقد أن المبالغ التي نراها في عقود اللاعبين مقنعة؟
لا يوجد أي لاعب سعودي يستحق المبالغ الضخمة التي دفعت من أجله سوى ياسر القحطاني فقط الذي ذهب للهلال وحقق البطولات حتى أصبح أفضل لاعب آسيوي بالقارة بينما الآخرون حدث ولا حرج.
ـ لماذا لم تنتقل من القادسية إلى أي ناد جماهيري؟
كنت أتمنى الانتقال ولكن إدارة القادسية رفضت كل العروض وكان نظام الاحتراف في ذلك الوقت لا يسمح لنا بالانتقال إلا بموافقة النادي فقط، وعن العروض اجتمع معي الأمير خالد بن عبدالله وطلب مني اختيار المبلغ لإتمام عملية الصفقة ولكن إصرار علي بادغيش رئيس نادي القادسية في ذلك الوقت حرمني من الانتقال للأهلي.
ـ كذلك لم تحظ بفرصة تمثيل المنتخب السعودي؟
من سوء حظي عندما مثلت المنتخب كان يتواجد في نفس الخانة الكابتن يوسف الثنيان لذلك كانت فرصة المشاركة بالنسبة لي ضئيلة.
ـ هل تعتبر نفسك من أساطير القادسية؟
لست أنا من يحدد ذلك بل الجماهير ويكفيني فخرا بأن الجميع مازال يتذكر محمد الفرحان حتى الآن، ودعني أضيف شيئاً، لا يوجد أسطورة بالكرة بالسعودية سوى ماجد عبدالله فقط الذي جعل العالم يحترم الكرة السعودية وساهم بتحقيق أول الإنجازات القارية، فلا أعتقد أن هنالك لاعباً سيأتي مثل ماجد عبدالله.
ـ لماذا اختفيت بعد اعتزالك الكرة ولم تتجه للعمل الفني أو الإداري؟
أنا أعمل في شركة أرامكو السعودية وكان من الصعب أن أتفرغ للعمل الفني الذي لا أعرف فيه شيئاً، أما بالنسبة للعمل الإداري هنالك إلحاح من قبل إدارة نادي القادسية للعمل معهم وقريبا سوف أتجه للعمل الإداري
ـ ما أفضل الألقاب التي أطلقت عليك؟
كثيرة هي الألقاب التي أطلقت علي ولكن أحب لقب "الديسكفري" وأطلق علي اللقب هذا بسبب سرعة توصيلي الكرة إلى المرمى.
ـ أكثر ما تتذكره من المواقف الطريفة؟
موقف طريف حدث أمامي وكان مضحكاً، عندما لعبنا أمام الهلال وكنا متقدمين بالنتيجة وفي آخر الوقت كان فيه تغيير للاعب علي العوض وكان قريباً من خط الدكة ولكنه أراد أن يضيع القليل من الوقت، وهذا ما أغضب صالح النعيمة الذي كان يقف بجانبي وقال للعوض "ياشاطر أنت أول مرة تلعب كرة " تخرج من هنا مو من هناك وضحك كل من في الملعب.
ـ كيف تتوقع قمة الجمعة؟
دائما مباريات الديربي يصعب التكهن بنتيجتها وتخضع لحسابات خاصة بعيدا عن مستوى الفريقين، فلو نظرنا إلى سلم الترتيب نجد الفرق شاسعاً بين الاتفاق والقادسية، ولو نظرنا في آخر نتيجة للفريقين الاتفاق خسر برباعية من الاتحاد بينما القادسية منتش بالفوز أمام الرائد، ولكن هذه الأمور لاتغني ولا تسمن من جوع المهم هو العطاء في الملعب والحذر من ارتكاب الأخطاء، وأعتقد أنها ستكون مباراة مثيرة بعيدة عن التحفظ الدفاعي.
ـ ما هي أبرز عيوب القادسية والاتفاق؟
مشكلة القادسية إنه بدأ الموسم وسط استمرار المدرب الوطني حمد الدوسري الذي أنقذ الفريق من الهبوط العام الماضي ولكن كان يجب أن يأتي أنجوس من بداية الموسم حتى يستطيع أن يشكل فريقاً قوياً بالإضافة إلى أن الأجانب القادسية غير محظوظ في اختيارهم، أما الاتفاق يعتبر أفضل من القادسية ولكن ما يعيبه عدم وجود مهاجم يستطيع اقتناص الكرة ووضعها في المرمى.
ـ برأيك ما الذي يقلق القادسية ؟
أنا أستغرب من هبوط مستوى اللاعب عبدالرحمن العبيد الذي كان يعد من أفضل اللاعبين في السعودية العام الماضي وفي هذا العام أصبح الأسوأ ولم يقدم نصف مستواه المعروف، وحقيقة لا أعرف ما سبب هبوط مستواه فيجب أن يراجع حساباته ويعود كما عهدناه سابقا، بالإضافة إلى سعد الأمير بعد عودته من المشاركة مع منتخب بلاده في أولمبياد البرازيل لم يقنعنا أداؤه حتى الآن.