راهن هشام مرسي رئيس نادي الوحدة على بقاء فريقه في الدوري السعودي للمحترفين والابتعاد عن شبح الهبوط لدوري المظاليم رغم صعوبة الموقف الذي يجعل من المباريات المتبقية حياة أو موت بالنسبة للوحدة، مشيراً إلى أن سوء الحظ كان وراء ابتعاد الفريق عن احتلال المركز السادس في الدوري حيث تسبب سوء التوفيق في افتقاد نقاط عديدة ساهمت في تراجع الترتيب إلى المركز 12.
وأعلن الرئيس الوحداوي في حواره مع "الرياضية" تأييده التام لمجلس وأعضاء الاتحاد السعودي لكرة القدم واصفاً العلاقة بين ناديه واتحاد الكرة بأنها "سمن على العسل" رغم الأزمة العارضة التي خصت اللاعب الأورجوياني أدولفو ليما والتي انتهت في 10 دقائق، متعجباً من عدم اهتمام الجهاز الفني للمنتخب السعودي الأول لكرة القدم بأبرز لاعبي الوحدة الذين يستحقون ارتداء شعار الأخضر، مشيداً بالنتائج الطيبة التي حققتها الألعاب الأخرى بالنادي.

الفوز الأخير على الاتفاق ماذا يمثل لكم؟
ـ بالتأكيد أي نقطة يضيفها الفريق إلى رصيده تعتبر مكسبا كبيرا في المرحلة الحرجة الحالية، لأن الوحدة في أمس الحاجة إلى كل نقطة لذلك فوزنا على الاتفاق في الجولة الأخيرة بمثابة الانطلاقة الحقيقية لفرسان مكة فيما تبقى من استحقاقات بدوري جميل، وهو فوز مطمئن إلى حد كبير لأنه انتشلنا من المركز الأخير إلى المرتبة الثانية عشرة في جدول الترتيب نظراً لتقارب النقاط بين الأندية المتصارعة على الهروب من القاع نحو منطقة الأمان.
وهل تثق في لاعبيك وقدرتهم على دخول منطقة الأمان؟
ـ كيف لا أثق في اللاعبين وأنا قريب جداً من نفسياتهم وتفكيرهم وأعلم جيداً سقف طموحاتهم ومضمون رغباتهم، وأعتقد أنه لولا سوء الحظ ومعاندته لهم لكنا حالياً في المراكز الستة الأولى ولكن لم أجد فريقاً في الدوري أخذ نصيبه من سوء الحظ أكثر من فريقنا، وبرغم ذلك أنا بالفعل واثق أن فرسان مكة قادرون بإذن الله على إثبات أوراق اعتمادهم للموسم الثالث على التوالي بدوري جميل.. فهم رجال بمعنى الكلمة ويقدرون حجم المسئولية الملقاة على عاتقهم بكل جدية.
طالبت اللاعبين بنسيان الفوز على الاتفاق بعد دقائق من انتهاء المباراة؟
نعم رغم فرحتي الغامرة بالفوز الثمين على الاتفاق في ظل ظروف غير عادية يمر بها النادي إلا أنني صممت على الاجتماع باللاعبين وجهازهم الفني في منتصف الملعب عقب إطلاق حكم المباراة صافرة النهاية وشكرتهم على الفوز والمستوى المميز وطالبتهم بنسيان الفوز على الاتفاق والتركيز في المباريات والتي تبدأ بمواجهة الباطن، حتى لا يتشتت ذهنهم ويبالغون في الفرحة أو يعتقدون أن هذا الفوز هو نهاية المطاف، لاسيما وأن معظم لاعبي الفريق من صغار السن ويحتاجون إلى إكسابهم خبرات وتجارب إيجابية تعينهم على تحمل المسئولية حتى في حالة النصر، لذلك آثرت نصحهم ودفعهم إلى التفكير في مباراة الباطن المقبلة وهم في أوج نشوتهم بنقاط الاتفاق حتى لا تنسيهم الأفراح خطورة المرحلة.
أين خطورة المرحلة بالتحديد؟
ـ الخطورة تكمن في قوة وشراسة المباريات التي يخوضها الفريق فيما تبقى من مواجهات، فأمامنا 7 معارك حربية غاية في القوة والأهمية لنا، منها 4 مباريات خارج الأرض أمام الباطن والشباب والفتح والقادسية و3 لقاءات بملعبنا أمام الأهلي والخليج والهلال وكل مباراة تعتبر بطولة خاصة لأن الصراع بين فرق المؤخرة في الجولات الأخيرة أشبه بالمعارك الحربية التي يسعى كل فريق إلى التهام منافسه للهروب من الهبوط.
ألا ترى أن الوحدة من الفرق المهددة بالهبوط ؟
ـ أعترف أن احتلالنا المركز 12 ليس مطمئناً ولكني على يقين أن الوحدة باق في جميل، لأن العروض الأخيرة التي قدمها الفريق كانت مبهرة بداية من مباراة الفيصلي ثم النصر وأخيراً الاتفاق، وكما قلت لولا سوء الحظ وعدم التوفيق لحققنا مركزاً متقدماً إلا أن المستوى الطيب الذي ظهر به اللاعبون في الفترة الأخيرة جعلني ازداد يقيناً بقدرتهم على تحمل المسئولية وبذل كل ما لديهم من جهد وعرق من أجل مواصلة الانتصارات لتأمين البقاء وسط الكبار.
وماذا يحتاج الوحدة لتأمين بقائه في الدوري السعودي للمحترفين؟
ـ يحتاج إلى دعم أعضاء الشرف ورجال الأعمال في مكة وجميع عشاق الفرسان والمؤازرة الجماهيرية الكبيرة التي تظهر وقت الشدائد وما يمر به الفريق الآن أعتبره أزمة كبيرة يجب أن يتكاتف الجميع من أجل التصدي لمعوقات البقاء.. وكلي أمل في أن يسخر الشرفيون بعض إمكانياتهم في تذليل العقبات أمام الفريق في مبارياته المتبقية وبالفعل ألمح بعضهم في تحقيق ذلك .
أزمة البطاقة الدولية لأدولفو ليما هل أثرت على علاقة الوحدة باتحاد الكرة؟
ـ في الأساس لم تكن هناك أزمة بين الوحدة والاتحاد السعودي لكرة القدم بسبب ليما، وما حدث سبق وأن شرحته وأكرر بأن ما حدث بخصوص البطاقة الدولية لليما هو خطأ غير متعمد وتم تصحيح الخطأ في أقل من 10 دقائق وأغلقنا هذا الملف وفي الأخير علاقتنا بالاتحاد السعودي وجميع أعضائه "كالسمن على العسل" نحترم جميع اللجان ونقدر جهدها المبذول ولن يكون نادي الوحدة يوماً ما في ناحية ومجلس إدارة اتحاد القدم في ناحية أخرى، بل على العكس ندعم المجلس الحالي بكل قوة ونتمنى له التوفيق في مهمته.
ما تقييمك لمستوى الصفقات الشتوية التي أبرمتها إدارتك؟
شتان بين مستوى المحترفين الأجانب في بداية الموسم وثلاثي الفترة الشتوية فبصراحة ثلاثي الدوري المصري شريف حازم وأحمد مجدي وطارق جبريل صنعوا الفارق منذ انضمامهم لصفوف الفرسان فشريف منح خط الدفاع قوة وصلابة ومجدي أعطى خط الوسط الحيوية والنشاط وشكل جبريل بمهاراته العالية شخصية هجومية مميزة للفريق مع بقاء أدولفو ليما كعنصر مؤثر صاحب خبرة كبيرة.
وماذا عن الدور الذي يقوم به أعضاء الشرف في مساندة الفريق؟
أنتظر الكثير من رجال الأعمال وأعضاء الشرف فمكة المكرمة زاخرة بعشاق الكيان الوحداوي القادرون على دعم الفريق ومساندته وبالفعل هناك تحركات إيجابية في الفترة المقبلة من شأنها تأييد ودعم النادي وبخاصة الفريق الأول لاسيما في حالة تحقيق الفوز في المباريات المقبلة.
وكيف ترى مباراة فريقك المقبلة أمام الباطن؟
ـ مباراة الباطن مثلها مثل أية مباراة يخوضها الوحدة في مواجهاته السبع المتبقية والتي تعتبر بالنسبة لفريقنا كمباريات الكؤوس وليس أمامنا إلا الفوز الذي سيقودنا إلى بر الأمان خاصة بعد أن تعاهد اللاعبون على تقديم كل ما لديهم من بذل وعطاء من أجل تكرار الفوز الذي حققوه في الدور الأول والعودة من الباطن بالثلاث النقاط التي تعتبر الأهم في مشوار البقاء.
ما نصيب الألعاب الأخرى من اهتمام الإدارة الوحداوية؟
ـ منذ توليتي المسئولية وأنا أسير على مسافة واحدة من كل أنشطة النادي، فرغم أن فريق كرة القدم يستهلك كل الطاقات المادية والاهتمامات الجماهيرية إلا أنني أولي جميع الألعاب الأخرى اهتماماً موازياً لا يقل عن فرق القدم وهو ما أدى إلى تحقيق النتائج الطيبة هذا الموسم على مستوى الألعاب الفردية فحصلنا على لقب البطل العالمي في بطولة السعودية وحصدنا جميع بطولات الجودو والسباحة وكذلك مشاركة فريق الطائرة في البطولة العربية بالبحرين ودخول فريق اليد المربع الذهبي في الدوري الممتاز وكلها نتائج تؤكد مدى الجهد الذي يبذله مجلس الإدارة من أجل الاهتمام بجميع الألعاب التي تحظى بمساندة شخصية مني ومن أعضاء المجلس رغم الأزمة المالية التي يمر بها الفريق منذ بادية الموسم.
وما آخر الأفكار التي نفذها المجلس على أرض الواقع لحل الأزمة المالية؟
ـ لم ندخر وسعاً في البحث عن حلول وإيجاد متنفس نستطيع من خلاله أن نلبي احتياجات النادي والحمد لله أنهينا بالفعل تجهيز متجر النادي رسمياً وافتتاحه خلال ساعات ليكون أحد الروافد الاستثمارية المهمة للنادي والتي ستسهم بشكل كبير في تخفيف الضغوط المادية على أنشطة النادي.
لماذا لا نشاهد لاعبي الوحدة مع المنتخب السعودي الأول لكرة القدم مثل السابق؟
ـ بصراحة أكثر من علامة استفهام حول عدم ضم أي لاعب من الوحدة لصفوف المنتخب الوطني رغم أن هناك أكثر من لاعب يستحق ارتداء شعار الأخضر وعلى رأسهم عبد الإله المالكي ومختار فلاتة والحارس عبد الله العراف وأعتقد أن هذا الثلاثي سيكون تحت منظار الهولندي مارفيك مدرب المنتخب في الفترة المقبلة.
وما الأمنية التي تتمنى تحقيقها؟
بكل تأكيد أتمنى بقاء الوحدة في الدوري السعودي للمحترفين وأن ينافس على بطولة الدوري الموسم المقبل بشرط التفاف الجميع حول الفريق وعدم التخلي عنه وخاصة في الوقت الحالي الذي يحتاج فيه الفريق إلى كل وحداوي مخلص محب وعاشق لفريقه وما أكثرهم في مدينة تعشق الرياضة وتقدر الرياضيين.