عودة الشعر إلى أرضه
![](https://arriyadiyah.com//media/thumb/41/4b/950_234a36756d.jpg)
تدب الحياة في شرايين الشـعر من جديد.. يعود الشعر فارضاً نفسـه على المشهد الثقافي والاجتماعي في الســــعودية، أي في أرضه وبين جماهيره.. هذه الجغرافيا التي تخصصت في إنتاج وتصديـر أجمل الأبيات والقصائد على مدار التاريخ..
ظلت الجزيرة العربية مسقط رأس أكبر الشعراء وأكثرهم طولاً وأوسعهم موهبة.. المســألة ليست مرتبطة بجيل واحد.. إنما هو إرث انتقل كالهوية بين الأجداد وأحفادهم، حتى بات حضارة ضربت موعداً في جذور الزمن..
يعود شــبيه الريح، اللقب الأكثر تداولاً بين محبي وعشاق ما يكتبه عبدالرحمن بن مســاعد.. يعود بعد غياب طويل قارب الخمسة عشر عاماً، أخذته فيها مشاغله أحياناً وأخذته الرياضة وأجواؤها الصاخبة أحياناً أخرى، بعد أن ظل على سدة الرئاسة الهلالية لسنوات، سارت الظنون وقتها أن علاقته بالشعر وأجوائه أصيبت بالتوتر والفتور والمقاطعة..
كان الشعر هو أيضًا مصابًا بالعزلة.. غاب طويلاً عن الناس، إلا بأمسيات ترفع هامتها على خجل في مهرجانات صيفية أو حفلات وفعاليات، دون أن تحظى بالاهتمام والرعاية اللذين تستحقهما..
ظل الشعر هاجساً يعيش في خيال السعوديين كثيراً.. يحبونــــه ويســتعذبون معانيــه وآثاره وسـحره الأخاذ..
السعوديون الذين لا يتعاطون مع الشعر قولاً أو استماعاً يمثلون أقلية.. ظل الشعر طوال سنوات في هذه الأرض وزارة الإعلام.. هكذا تشيع كتب التاريخ والتراث.. كل منطقة وكل قبيلة وأيضًا كل عائلة لها شاعرها الذي تعكس أبياته وقصائده توجه ووجهة نظر المنتمين إليها في كافة القضايا..
يعـــــود عبدالرحمن بن مســاعد غداً للشعر والأمسيات التي افتقدته منذ العام 2003، في ليلة شعر احتضنتها الرياض أيضاً.. في العام 1995 بدأ الأمير عبدالرحمن بن مساعد مشواره مع الأمسيات، وكانت العاصمة البحرينية المنامة مسرحاً لها، ثم سجل حضوراً لن يغادر الذاكرة بعدها في الكويت، ثم أمسية القاهرة التي احتشد فيها أدباء ومفكرون وشعراء وممثلون وفنانون من مصر والعالم العربي، كان على رأسهم الراحل عبدالرحمن الأبنودي والفنانة الغائبة التونسية ذكرى والراحلان نور الشريف ومحمود عبدالعزيز والكاتب الكبير أنيس منصور.. والفنان عبادي الجوهر وآخرون كثر ستطول الأسطر بعدِّهم.
أمــس الأول حضـــر عبدالرحمن بن مســاعد في جامعة الأميرة نورة في مؤتمر صحفي، ذكر خلاله الكثير من خطواته المستقبلية وتعاونه مع بعض الأصوات، وفي مقدمتها فنان العرب محمد عبده الذي قال إنه سيعود مجدداً للالتقاء به في خمسة أعمال جديدة.. معيداً في ذات الوقت تلك الذكرى الراسخة بالبرواز والتي يصنفها الكثيرون على أنها واحدة من أهم وأفضل أعمال الفنان الكبير أداءً وموسيقى..
اعترف أيضًا عبدالرحمن بن مساعد في المؤتمر، بأنه اتجه للفصيح، كاشفاً عن توجهه في الخامس والعشرين من إبريل المقبل إلى الكويت؛ من أجل أمسية شعرية جديدة هناك..
وامتدح عبدالرحمن بن مساعد ما تقوم به هيئة الترفيه وقال: "كنا نعاني من الرتابة في حياتنا، الوضع الآن اختلف حاليًا بجهود هيئة الترفيه".
وكانت تذاكر الأمسية التي ستحتضنها جامعة الأميرة نورة قد بيعت بالكامل، والتي كان عددها 2500 تذكـــرة، وكانـت أسعار الأمسـية تتراوح ما بين 50 ريالاً حتى 150 ريالاً، فيما كان عدد مقاعد الإعلاميين في الأمسية 300 مقعد، وســتنطلق الأمسية عند التاســعة من مساء الجمعة.