الهلال والنصر .. مشاهد لا تنسى

في ذاكرة تاريخ الهلال والنصر مئات الصور والمشاهد والأحداث التي تصمد في وجه الزمن وتقاوم الأيام.. ليس سهلاً اختيار زوايا محددة لتسليط عليها أضواء أكثر سطوعاً.. وليس سهلاً أن تختصر ذاك المشوار والتنافس الممتد طوال أكثر من خمسين عاماً.
بأسطر معدودة.. أبرز عشرة أحداث وأبرز ما اختزله العقل الباطن بطريقة عابرة وإلا فإن العملاقين يملكان مئات مثلها أو تشابهها تستحق أن يشار إليها بكل وضوح.
الخوف على الشريدة
سقط المدافع الهلالي عبدالله الشريدة على أرض الملعب متأثراً من ضربة كوع وجهها إليه المهاجم النصراوي الغاني أوهين كيندي.. سقط الشريدة بلا حراك.. سقط بهدوء مرعب حتى خيل للناس والأعين التي تتابع الحدث أن أمراً جللاً أصابه..
كانت المباراة في إياب المربع الذهبي 1997 .. لم تكن وسائل التواصل الاجتماعي حية ترزق.. سارت شائعات كثيرة أن اللاعب أصيب بمكروه.. احتاج الناس قرابة 24 ساعة حتى يتبين الخيط الأبيض من الأسود..
تعرض الشريدة لإصابة خطيرة كون الضربة جاءت في مكان حساس من الوجه والرأس.. حادثة سكنت الذاكرة بسبب تداعياتها وتسلسل أحداثها..
ماجد على النقالة
في مباراة كأس ولي العهد عام 1997 يرتقي ماجد عبدالله لكرة في السماء وبجانبه مدافع الهلال عبدالله الشريدة.. احتكاك في الهواء أفقد ماجد التوازن وسقط على الأرض وبلع لسانه.. أصيب الملعب كله بالصمت والخوف على أسطورة تترنح وتواجه مصيراً غامضا..يتجمهر اللاعبون والأجهزة الطبية للفريقين حوله وتدخل النقالة وتأخذ "ماجد" لإسعافه بعد أن لطف الله به من حادثة "بلع لسانه".. كان منظراً لا ينسى في تاريخ الفريقين..
النعيمة يقتحم الملعب
احتجاجاً على قرار الحكم عمر المهنا اقتحم أسطورة الدفاع صالح النعيمة أرض الملعب.. كان حينها إدارياً للفريق الأزرق والمهنا رفض احتساب هدف هلالي في الدقائق الأخيرة من عمر مباراة ذهاب المربع الذهبي عام 1997 .. بعدها صدر قرار عاجل بشطب النعيمة عقاباً على دخوله الملعب.
المشعل يقود الفوضى
ألغى الحكم المساعد فاير كابلي هدفا اعتبره النصراويون صحيحا في مباراتهم أمام الهلال ضمن منافسات الدور الأول من دوري عام 2007 .. سجل المشعل الهدف في الدقيقة الأخيرة وهز شباك الحارس محمد الدعيع لكن الحكم كان له رأي آخر.. أثار المشعل فوضى عارمة باحتجاجه على القرار وتدخل الإداريين والاحتياطيين لتهدئة اللاعبين فكان ذاك منظراً غير معتاد في سجالات النصر والهلال.
هدف البرج العالي
أرسل يوسف خميس كرة طويلة من ضربة حرة غير مباشرة داخل الصندوق الأزرق فارتقى ماجد فوق الجميع ووضعها بهدوء داخل المرمى مسجلا هدفا فاز به النصر على الهلال في نهائي كأس الملك عام 1407هـ.. هذا حدث لا ينسى لأن الارتقاء لم يكن عادياً أبداً لدرجة أن النصر أطلق على هذا الهدف لقب "البرج العالي".
صاروخ من المدرعات
ترك البرازيلي ريفالينو بصمة واضحة في مسيرته مع الهلال.. كان نقطة فاصلة وهامة في ترجيح كفة الأزرق كثيراً تلك الفترة.. أهم وأجمل هدف سجله ريفالينو استقبلته شباك النصر وعرف حينها بهدف المدرعات كونه سجل من مسافة بعيدة وبجواره لوحة إعلانية كتب عليها "سلاح المدرعات".. وذلك خلال مباراة الدور الثاني في دوري 1980 .
ورد أزرق جميل
حسم النصر لقب دوري عام 1409 قبل النهاية بجولتين.. وفي المباراة الأخيرة التي كانت أمام الغريم التقليدي الهلال فاجأ لاعبو الأزرق نظرائهم النصراويين بتقديم التهنئة مصحوبة بالورود وعدت تلك الخطوة بادرة جميلة لا تغادر الذاكرة.
أربعة تعادل الكفة
التعادل في مباريات كرة القدم أحد خيارات ثلاثة في كل مواجهة.. لكن أن تتقدم برباعية نظيفة ثم يلحق بك خصمك ويتعادل فهذا بالتأكيد حدث لا يمكن نسيانه..
النصر فعلها وأمام غريمه التقليدي الهلال عام 1995 ضمن منافسات كأس الاتحاد السعودي لكرة القدم.. كانت مباراة ممتعة قدم فيها الفريقان سهرة كروية تاريخية.
أول نهائي خارجي
لا يقصد بكلمة خارجي هنا خارج الحدود.. اعتاد الهلال والنصر أن يخوضا مواجهاتها داخل الرياض مسقط رأسيهما..
المرة الأولى التي تواجه فيها الفريقان خارج الرياض كانت في نهائي كأس الملك عام 1409 وحينها فاز الهلال بثلاثية نظيفة عن طريق المدافعين الثلاثة حسين البيشي وحسين الحبشي وعبدالرحمن التخيفي.
هدف اللحظات القاتلة
كان النصراويون يستعدون للفرح بلقب كأس الملك عام 2015 لولا أن المدافع الهلالي محمد جحفلي تدخل وغمز الكرة برأسه وسجل هدف التعادل قبل النهاية بثوان معدودة خاصة والمباراة قد امتدت للوقت الإضافي.. هدف جحفلي دخل التاريخ وأصبحت الأهداف عندما تسجل في اللحظات القاتلة تطلق عليها "جحفلة" نسبة لأجواء هذا الهدف وكيف حول الفرح من النصر إلى الهلال.

