تجيير إنجازات الأخضر للنجوم..ظلم
![](https://arriyadiyah.com//media/thumb/15/d3/950_1763183efb.jpg)
طالب عبدالله صالح نجم المنتخب السعودي في التسعينات الميلادية، وأحد نجوم الجيل الذهبي للكرة السعودية ونجوم بلوغ الدور الثاني لمونديال ١٩٩٤، لاعبي المنتخب السعودي الأول لكرة القدم الحاليين بالتعامل مع مباراة الغد أمام أستراليا ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم ٢٠١٨ بالفكر، وعدم الاندفاع، حتى لا ينكشف مرمى الأخضر، مشددا على أن الجيل الحالي للمنتخب السعودي يملك الموهبة والمهارة التي تؤهله للعودة للمونديال بعد الغياب عنه في النسختين الماضيتين.
كما كشف عبدالله صالح أسرار الإنجاز الذي لم يتكرر حتى اليوم، كاشفا عن طريقة تعاملهم مع التصفيات والبطولة والإعداد للمونديال، والأهم عن الأجواء التي عاشوها قبل المباريات المهمة أمام هولندا والمغرب وبلجكا، فيما يلي التفاصيل:
هل تعقد أن المنتخب السعودي قادر على تجاوز أستراليا غدا الخميس؟
ـ ولماذا لا، لدينا لاعبون جيدون وموهوبون، وقادرون على هزيمة أستراليا، ولكن الأهم هو كيفيه تعاملهم مع المباراة الصعبة، وأن يتعاملوا مع الأستراليين بالفكر وليس بالقوة والاندفاع، لو حدث هذا سنعود من أستراليا بنتيجة أكثر من جيدة.
ولكن المنتخب يعاني من النقص؟
ـ هناك أكثر من لاعب قادر على تعويض هذا النقص، الأهم هو كيفيه التعامل مع مثل هذه المباراة التي تُعتبر حاسمة للمنتخب، الفوز فيها يعني تأهلنا للمونديال للمرة الخامسة بنسبة كبيرة، وفي تصوري يجب أن يكون هذا هدفا لجميع اللاعبين، فاللعب في كأس العالم أمر بالغ الأهمية، وإنجاز كبير للاعب.
تاريخ مشرف
لنتحدث عن تاريخ الأخضر مع بلوغ المونديال، المنتخب خاض تصفيات صعبة في السابق، كيف كان يستطيع تجاوزهم، وبلوغ المونديال؟
ـ في عام ١٩٩٠، عانينا من ضعف البداية، فخسرنا من الصين، ثم تعادلنا مع قطر والإمارات، فكان وضعنا صعبا، لأن البطولة كانت مجمعة، ومن دور واحد وكان التعويض صعبا.
كنا في وضع فني جيد فنحن من فزنا بكأس آسيا ١٩٨٨، ولكن كانت هناك بعض الصعوبات التي عانينا منها، فأضعنا فرصا كثيرة، ولم تساعدنا النتائج، خاصة في البداية، أضف لذلك طرد ماجد عبدالله الظالم أمام الإمارات الذي أضعفنا كثيرا في أهم مبارياتنا أمام كوريا الجنوبية والتي خسرناها ٢ـ٠.
هل فقط سوء الحظ؟
ـ كنا نقدم مستويات جيدة، ولكن نخسر، وبفارق بسيط، كنا نسيطر على اللعب ولكن للأسف لم نوفق.
وكيف تحسن الوضع في ١٩٩٤، التي شهدت التأهل الأول للمونديال؟
ـ في تصفيات ١٩٩٤ كان الوضع مختلفا، كنا أفضل بكثير.
وكانت التصفيات الأولية سهلة، فتجاوزنا الكويت وسنغافورا ومكاو، دون صعوبة، لم نواجه مشاكل كبيرة في فعل ذلك.
وفي التصفيات النهائية، كانت النتائج مثالية، مع أن التصفيات كانت صعبة، وهي أيضا كانت من نظام التجمع من دور واحد، وفيها ضغط ذهني وبدني كبيرين، والتعويض فيها صعب، على عكس الوضع الحالي الذي لا يعاني فيه المنتخب من الضغط، ويمكن أن يغير المدرب أي لاعب يصاب، أما في ١٩٩٤، فلو أصيب منك أي لاعب فلا يوجد وقت للتعويض، لهذا النتائج تكون متقاربة، إلا في مباراتنا مع إيران الأخيرة التي سجلنا فيها أربعة أهداف، وهي جاءت بعد استقالة المدرب كاندينيو بعد مباراة العراق التي كانت قبل الأخيرة.
وكان علينا أن نفوز على أيران دون النظر للنتائج الأخرى، ونجحنا في ذلك.
أعداد خاص
الأخضر، تم تجهيزه بشكل استثنائي للمونديال، كيف كانت الأوضاع حينها؟
ـ تفرغنا لنحو ستة أشهر للمنتخب، في وقت كان الدوري يُلعب، كانت بداية الاستعداد مع المدرب الهولندي ليو بنهاكر، ولكنه لم يستمر طويلا معا، فتمت إقالته في معسكر جدة لأنه كان يلعب بتكتيك ٣ـ٥ـ٢، ويريد أن يغير مراكز اللاعبين، فكان يلعب أحمد جميل محورا، وأنا قلب دفاع، لهذا لم يستمر، لأن الطريقة لم تكن تناسب المنتخب، هكذا كان مسئولو المنتخب يعتقدون، وتم التعاقد مع الأرجنتيني سكولاري، الذي قادنا للدور الثاني.
ستة أشهر متتالية، ألم تكن مرهقة لكم؟
ـ بالتأكيد، وكنا نحصل على راحة كل فترة لمدة أسبوع فقط، ولعبنا خلالها مباريات مهمة، ولكن الأكثر إحباطا الخسارة من اليونان ٠ـ٥ والتي جاءت قبل السفر لأمريكا، الجمهور كان مصدوما من الخسارة خاصة أننا كنا عسكرنا في جنوب فرنسا لفترة طويلة، حتى نحن كلاعبين تضايقنا كثيرا منها، ذهبنا لأمريكا والكل يعتقد أننا سنكون محطة للجميع، بعد الخسارة الموجعة.
من المواقف التي لا أنساها، وفاة زوجة أبي قبل السفر لأمريكا بيومين، ولم أبلغ أحدا، وتدربت حينها بشكل طبيعي، ولكن ونحن عائدون بالحافلة، شاهدني سامي الجابر وفؤاد أنور، وسألاني عما أعاني، وأخبرتهم بما حدث، فذهبا دون أن أعلم لمدير المنتخب فهد الدهمش، وبعد أن أنهينا معسكر اليونان، سمحوا لي بالعودة للسعودية لأخذ العزاء فيها، وسافرت بالطائرة الخاصة التي نقلت المنتخب لفرنسا، وأعادتني للسعودية، ثم لحق بي بقية اللاعبين في أجازة قصيرة، ومن بعدها سافرنا لأمريكا.
قلق وتوتر
في المونديال، وقبل مباراة هولندا، هل شعرتم بالخوف من اللعب أمام هولندا؟
ـ شيء مؤكد، لم نكن نستطيع النوم، أنا عن نفسي لم أنم ليلتها من القلق والتوتر، ولكن كنا مصرين على أن نظهر بشكل جيد، فقبل المباراة تحدثت للصحافة الأمريكية وتحديت أن المنتخب سيكون مفاجأة للجميع، وهذا ماحدث، بعد المباراة تغيرت نظرة الجميع لنا، في تصوري من أحدث النتائج هم اللاعبون، فلم يكن المدرب سكولاري قويا تكتيكيا، ولكن اللاعبين كانوا يلعبون بروح ومهارة عالية، وأقويا في مراكزهم.
ذهبنا للملعب لمواجهة هولندا، وكان الجمهور الهولندي يشيرون لنا أننا سنهزمكم بالخمسة، لم يكن أحد يتوقع أن نصمد أمامهم، ودخلنا المباراة وحتى لاعبي هولندا ينظرون لنا باستهتار وغرور، ولكننا تعاملنا معهم بالفكر، واستفدنا لأننا أقفلنا اللعب، ولعبنا على الكرات المعاكسة، الكل أبدع في تلك المباراة، وخرجنا من الملعب وكأننا لم نخسر، بعد المباراة أحتضننا لاعبو هولندا وأشادوا بنا، وحيينا الجمهور.
وكيف كان تفكيركم في المباريات التالية؟
ـ أمام المغرب، لم يشارك ماجد، ولم أستطع أنا أيضا اللعب لإصابتي في الركبة، ولكن الوضع معنا كان مختلفا، لأن معنوياتنا كانت أفضل، ودخلنا جو المباريات، وأنا من أخبرت عواد العنزي أنه سيلعب المباراة بدلا مني، فيما لعب سامي بدلا من ماجد، وحققنا الفوز، ومع أن المغربيين كانوا أيضا متعالين علينا، بحكم أنهم محترفون إلا أننا هزمناهم.
عندما ذهبت لأمريكا، هل كان بلوغ الدور الثاني أحد أهدافكم؟
ـ إطلاقا، كنا نعرف أننا سنذهب لكأس العالم للمرة الأولى، كل ماحنا نطمح له هو تقديم مستوى مشرف فقط، وتأهلنا للدور الثاني، وهو إنجاز يحسب للجميع، يحز في نفسي أن يتم تجيير أي إنجاز للمنتخب للاعب واحد، هذا غير معقول، فالكل شارك فيه وكانت له مساهمه في الإنجاز، ماحققنا في ١٩٩٤ يحسب للجميع، مع أن كثيرين يتغنون بلاعبين وينسون الآخرين، فليس ذنب عبدالله صالح أو منصور الموسى أنهما يلعبان في أندية لا تملك جماهيرية كبيرة، على عكس بعض اللاعبين الأخرين، فحتي عندما سجل سعيد العويران هدفه الرائع في بلجيكا، لم يكن مشاركا فيه لوحدة، فالمهاجم عندما تصل له الكرة يكون هناك لاعبون مساهمون فيها، ولكن نحن نتغنى باللاعب الذي يسجل، وننسى الآخرين.
هل كانت هناك ضغوط مضاعفة أمام السويد؟
ـ كنا نطمح لأكثر من الدور الثاني، ولكن لم نوفق في ذلك، وهزمتنا السويد بالخبرة، أكثر من المهارة، المشكلة أن كثيرين لا يفهمون معنى أن يتأهل المنتخب للدور الثاني من أول مشاركة، نحن تأهلنا أمام بلجيكا الأكثر عراقة منا.
وكيف تم التعامل معكم؟
ـ حصلنا على مكافآت مضاعفة، وسيارات، كأننا لم نخسر من السويد، ولكن لم يكن الاحتفال بسرعة بالمنتخب لأنه سُمح لنا بالبقاء في الولايات المتحدة لمتابعة المونديال، ولهذا لم يكن هناك استقبال رسمي للمنتخب، ولكن بعد تم بعد ذلك تجميعنا لتكريمنا من الملك فهد رحمه الله.