خلفان ورفاقه ذاقوا مرارة الانقلابات بعد حمد
يعاني كثيرون من شباب دولة قطـــر الأمرّين، عندما يبدؤون في تخطيط ورسم مستقبلهم الكروي مع الأندية المحلية في الدولة الصغيرة.
يأتي ذلك بسبـب اعتمـاد سلطات الدوحــة ومسيــري الحركة الرياضية في قطر على اللاعبين المجنسين، والذين لم يقدموا ما يشفع لهم لاحتلال مراكــز اللاعبــين القطريـين الموهوبين، أمثــال خلفــان إبراهيـــــم، جــاراللـــه المــري، وعبد الله عفيفـــة، إلى جانــــب لاعبين آخرين، يحلمون في تكــــــــرار إنجازات جيل الثمانينات الميلاديـــة، والذي وضع بصمة الرياضة القطرية على المستوى الدولي، عندما جاء ثانياً خلف منتخب ألمانيا في نهائيات كأس العالم للشباب في أستراليا عام 1981، وبتشكيلة لم تشهد وجود اللاعبين المجنسين.
البداية في 1995
منذ تسلم حمد بن خليفة آل ثاني زمام الأمور في دولة قطر، بعد الانقلاب غدراً على والده خليفة بن حمد، أواخر يونيو عام 1995؛ سار صناع القرار الرياضي القطري على خطى أميرهم، وقرروا الانقلاب على أبناء جلدتهم، وسجلوا الموقف الأبرز في محاربة نجومية خلفان إبراهيم، أيقونة الكرة القطرية، ولاعب فريق السد.
فكرة مهندس الفشل
ولد خلفان إبراهيم في العاصمة القطرية الدوحة، يوم 18 فبراير عام 1988، ونال جائزة أفضل لاعب في قارة آسيا عام 2006، لكنه واجه المصاعب في المنتخب العنابي، ولم يمنح الفرصة الكافية للعب، وبات خارج حسابات معظم المدربين، بسبب توجيههم من أصحاب القرار بالاعتماد على اللاعبين المجنسين.
وبات خلفـــان ورفاقــــه القطريين يعدون الأيام لاعتزال الكرة وهجر الملاعب، سعياً إلى البحث عن فرصة أخرى بعيداً عن كرة القدم التي أصبحت تعج بلاعبين مجنسين، كان وراء فكرة جلبهم جاسم بن حمد، ولي العهد السابق، ومهندس العهد الفاشل الجديد للكرة القطرية، والذي يظن بأن هؤلاء المجنسين من دول إفريقيا وأمريكا الجنوبية هم من سيعيدون أمجاد العنابي.
مشاركة 30%
شارك خلفان إبراهيم "29 عاماً" في 30% من المباريات الدولية لمنتخب بلاده طيلة السنوات الثـلاث الماضيــة، واعتاد المتابعون على سماع جملة "مبعد لظروف خاصة"، لتكون إجابة عن الأسئلة المتكررة حول غياب اللاعب.
كما أن المسؤولين القطريين لم يكشفوا للجماهير المغلوبة على أمرها هذه الظروف التي أبعدت نجمــاً مثـــل خلفان عن معشوقته، وعن إسعاد جماهير الكرة القطرية.
راتب ضئيل
يتقاضى خلفان إبراهيم، راتباً سنوياً لا يزيد عن مليون و500 ألف ريال، وهو مبلغ ضئيل، مقارنة بما يصرفه الاتحاد القطري لكرة القدم لكل لاعب مجنس سنوياً، ويتراوح بين ثلاثة ملايين إلى أربعة ملايين يورو "من 12 إلى 16 مليون ريال قطري"، وذهبت من نصيب أشباه اللاعبين، مثل البرازيلي رودريجو تاباتا "36 عاماً" والأوروجوياني سيباستيان سوريا "33 سنة"، وهذا بخلاف الهبات، والقصور التي أهديت لهم في بلدانهم الأصلية.
حرب مستمرة
لم يكتف القائمون على الكرة القطرية بمحاربة خلفان إبراهيم في المنتخب الأول، بل واصلوا التحركات ضد نجاحه، وأجبــروه على رفــض عدة عروض خليجية، قدمت له خلال الفترة من عام 2007 وحتى 2011، وكانت ستعطي الشاب القطري مجالاً أكبر ليرسم إبداعاته في المستطيل الأخضر.
ولا يعتبر خلفان وحيداً في مواجهة هذه الممارسات، ويبدو جار الله المري، مهاجم فريق الريان، وزميله لاعب الوسط عبد الله عفيفة المري، وكذلك ثنائي حراسة فريق السد سعود الهاجري وسعود الشيب الدوسري، وعدد من النجوم الآخرين، والذين واجهوا حرب الإبعاد عن الواجهة من أجل نجاح فكرة تجنيس العواجيز، رغم فشلهم في تقديم ما يشير إلى نجاح التجربة في بلاد يدير سياستها من فشلوا في ضبط الرياضة، وهم من أدخلوا الدولة الواقعة على مساحة 11.571 كيلوا مترا مربعا في عدة أزمات سياسية.
