|




يتذكروني لاستعارة صوري

/media/iris/867761-p4-cm20-no2.jpg
حوار - حماد الدوسري 2017.11.05 | 08:24 am

ناصر عيد الشهير بـ"رايلي" لاعب القادسية السابق أول لاعب يفوز بلقب الهداف في الدوري السعودي الممتاز، وذلك في موسم ١٣٩٧، بعد تسجيله ١٢ هدفا، حيث استطاع بموهبته التهديفية الوصول إلى مرمى الفرق كافة، ولم ينتبه له الكثيرون نسبة إلى أنه كان يلعب في فريق القادسية المغمور. وفضل ناصر عقب الاعتزال الابتعاد عن عالم المستديرة، والتركيز فقط في مجال عمله، حتى تقاعد.
"الرياضية" التقت ناصر عيد، ليكشف لها أدق الأسرار والذكريات مع عالم المستديرة وكيفية تألقه في الملاعب الترابية، التي كان يعاني منها اللاعبون، حيث امتدت تلك المعاناة على السفر بالحافلات المتهالكة، كما تطرق لما يدور بالساحة الرياضية حاليا، وعن المنتخب والدوري السعودي، وأفضل لاعبيه.

- لنسترجع ذكرياتك مع المستدير، كيف كانت البدايات؟
- مثلي ومثل أي لاعب في ذلك الوقت بداياتي كانت عن طريق اللعب في الحي، وبعد تألقي التحقت رسميا بفريق الشعلة نسبة إلى قربه من سكني، حيث كان التنافس على أشده مع الوحدة، لكن اختفى هذا التنافس بعد ضم الفريقين في فريق واحد باسم القادسية، وكان فريق الشعلة شعاره اللون الأحمر والأصفر فيما كان الوحدة يرتدي الأحمر والأبيض، فتم اختيار الأحمر من الوحدة والأصفر من الشعلة فأصبح اللون لون الشعلة سابقا الأحمر والأصفر، وكنا نعاني في ذلك الوقت من توفير المعينات لفريقنا، سواء في توفير الملابس الرياضية أو غيرها وبالتحديد الأحذية، كما كنا نعاني من أرضية الملاعب الترابية، حيث كنا نخرج منها والدماء تسيل من أرجلنا وأيدينا، وامتدت المعاناة في التنقل من مكان لآخر، حيث كنا نذهب إلى الرياض بـ"الباصات" ويستغرق ذلك وقتا طويلا، وكنا أحيانا نتنقل بالقطار، حيث كانت الرحلة تتجاوز السبع ساعات وغيرها من الأمور الشاقة، لكن رغم ذلك كنا نشعر بالمتعة والرغبة في مواصلة اللعب، وكنا نتحمل كل ذلك في سبيل عشقنا للمستديرة.
- حدثنـــا عن قصـــة لقبـــك" رالي"؟
- كنا في المنطقة الشرقية نتابع مباريات الدوري الإنجليزي عبر تلفزيون أرامكو، وكان هناك جناح مميز وسريع في فريق مانشستر سيتي اسمه أو لقبه رايلي، وطريقة لعبه كانت تشابه لعبي في السرعة تحديدا، فأطلق هذا الاسم علي زملائي اللاعبون منذ ذلك الوقت، فظل يلازمنى حتى الاعتزال.
- لقب الهداف يعتبر الأهم في مسيرتك الرياضية، نأمل أن تحدثنا عن ذلك؟
- كانت الأندية تلعب دوري المناطق ويتأهل بطل كل منطقة إلى النهائيات، كما كانت تقام على شكل منتخبات للمناطق، بعدها تقرر إقامة أول دوري ممتاز في المملكة بنظام الذهاب والإياب، وكانت الفرق ثمانية، ووضعتنا القرعة في مواجهة نادي النصر في الرياض في أول مباراة في الدوري، ومنذ انطلاق المباراة والأمير عبدالرحمن بن سعود- رحمه الله - يصرخ على المدافعين "رايلي.. رايلي" ومع ذلك وفقت والحمد لله في تسجيل هدفين، الأول يعد أول هدف في الدوري السعودي الممتاز، ولا أنسى موقفا طريفا حصل في هذه المباراة، فقد سجلت في كل الفرق تقريبا في ذلك الدوري.
- وما هذا الموقف الطريف الذي حدث لك في هذه المباراة وما سرت تألقك في مبارياتك مع الفرق الكبيرة ؟
- أذكر في افتتاح الدوري الممتاز آنذاك، وفي أول مباراة أمام النصر سجلت الهدف الأول، وكان النصر يضغط لتعديل النتيحة، وفي إحدى الكرات المرتدة لعبت كرة عكسية على رأس يوسف الياقوت، ولكن مبروك التركي- رحمه الله- حارس النصر أمسك بها ولعبها بسرعة لمنتصف الملعب، وبعد أن لعب الكرة وأصبحت هجمة مرتدة لفريقه وجد يوسف الياقوت بالقرب منه فلكمه لكمة قوية ليسقط على الأرض، لكن الحكم عبدالرحمن الموزان تنبه لذلك ليعلن ركلة جزاء وكارت أحمر للتركي - رحمه الله - والذي بدوره انفعل ورفض الخروج من الملعب وأمسك بالكرة وأسند ظهره على القائم، وكان الحكم عبدالرحمن الموزان واضحا أمام اللاعبين، فقال له محذرا: الوقت لن يتوقف وفريقك خاسر أخرج لمصلحة فريقك لكنه رفض، وكما تعلمون إن الكابتن عبدالله جاسم سبق أن لعب للنصر وعاد للقادسية، فتدخل وذهب للحارس وقال له “لا تخرج لا تخرج”، يريد منه أن يستمر في الملعب فكان الوقت في مصلحتنا، فهذا الموقف أضحكنا جميعا، وفي الأخير تدخل الأمير عبدالرحمن بن سعود -رحمه الله- ونزل أرض الملعب ونزع البشت وألبسه مبروك التركي الذي خرج مع الأمير عبدالرحمن، وهذا يدل على حنكة الأمير عبدالرحمن بن سعود -رحمه الله- وحب واحترام اللاعبين له، وكل ما أتذكر هذا الموقف أظل أضحك، خاصة عبدالله جاسم عندما كان يطالب حارس النصر بعدم الخروج.
- فضلت بعد اعتزالك الابتعاد عن المشهد ولم نشاهدك في الوسط الرياضي سواء إداري إو مدرب، لماذا ؟
- لقد لعبت كرة القدم نحو 16 أو 17 عاما، وكنا في ذلك الوقت نعاني في الملاعب الترابية والسفريات الشاقة بحكم صعوبة التنقل آنذاك، وبعد الاعتزال فضلت أن أتفرغ للعائلة لاسيما أنه لاتوجد عندي ميول تدريبية.
- لم تظهر كثيرا إعلاميا، هل الإعلام مقصر معك أم أنك غير متجاوب مع وسائل الإعلام المختلفة؟
- الإعلام مقصر، إلا في أخذ صوري وعدم إعادتها لي مرة أخرى، ففي كل لقاء مع صحيفة يطلبون مني صوري القديمة، ولكن للأسف لايعيدونها لي، ولكن أنا كذلك مقصر لأني لا أتجاوب معهم أحيانا، وعلى الرغم من كل ذلك فمع بداية كل دوري أشاهد كتابات بعض الإعلاميين الذين يتحدثون عن تحقيقي للقب هداف أول دوري سعودي ممتاز.
- ما أبرز هذه المباريات التي تفضل مشاهدتها ؟
- هناك الكثير منها، وأود أن أقول إن القادسية لديه مشكلة كبيرة وأزلية، وهي أنه يلعب بمستوى عال ومميز أمام الفرق الكبيرة، ودائما مايقدم نفسه بشكل ممتاز ويحرج هذه الفرق، لكنه يكون تائها أو مستواه غير جيد أمام الفرق التي في مستواه أو أقل منه، لذلك تجده يخسر ويفرط في نقاط سهلة، فأنا لا أحبذ مشاهدة مثل هذه المباريات، لاسيما إذا كانت تحدد مصير الفريق في الهبوط لدوري الدرجة الأولى.
- من أعجبك من الفرق في الدوري حتى الآن ؟
- الدوري لا زال في بداياته، لذلك من الصعب الحكم الآن لكن أرى أن الهلال بحكم أننا شاهدناه أكثر ويلعب في دوري آبطال آسيا، هو الأبرز، لكن هذا لايعني أنه سيحقق الدوري فلربما تتغير الأمور.
- ما أبــــرز المهاجمين حاليا في الدوري السعودي، وهل فيهم ما تراه قريبا في طريقة لعبك ؟
- في الواقع، أعتقد أنه لا يوجد مهاجم حقيقي في السعودية، لذلك نحن نحتاج لمهاجم حقيقي في المونديال، أما بالنسبة لأفضل المهاجمين أو الذي تشبه طريقته طريقة لعبي، أعتقد أن ناصر الشمراني، هو أفضل مهاجم سعودي في العشرة أعوام الأخيرة، وتحقيقه لقب الهداف خمس مرات دليل على تميزه، فهو سريع وقناص وهذه المميزات كانت قريبة جدا من مميزاتي كمهاجم.
- ومن هو اللاعب الذي أعجبك في المواسم الأخيرة ؟
- هو اللاعب نواف العابد أعتبره الأفضل دون منازع، لكنه يحتاج الاهتمام بنفسه للمحافظة على مستواه حتى يبتعد عن الإصابات التي تلازمه كثيرا.


يتذكروني لاستعارة صوري