أبطال من رحم المعاناة
"الفشل" هو السمة التي تطارد ذوي الإعاقة دائمًا لترك بصمتها عليهم في حياتهم الاجتماعية ومسيرتهم الدراسية والعملية؛ إلا أن الصورة تتبدل في نادي ذوي الاحتياجات الخاصة في المنطقة الشرقية، الذي وقف يصارع مارد الفشل ويصرعه مرة بعد الأخرى، ليقدم نماذج رياضية مشرفة تستحق أن تحصل على أول منشأة رياضية خاصة لذوي الاحتياجات الخاصة، التي باتت مقصدًا للكثيرين من أصحاب الإعاقة لاستثمار أوقات فراغهم.
بداية التأسيس
تأسس نادي ذوي الاحتياجات الخاصة في المنطقة الشرقية، بعد قرار تاريخي لخادم الحرمين الملك عبد الله، بتأسيس 5 أندية لذوي الاحتياجات في أرجاء السعودية لتدمج المراكز المتعددة التي كانت موجودة في السابق، وعلى إثر هذا القرار، تأسس نادي ذوي الاحتياجات الخاصة في المنطقة الشرقية في اليوم الأول من عام 1436هـ، لتبدأ رحلة شاقة من العمل لم تخلُ من الصعوبات والمتاعب التي لاحقت مجلس الإدارة الفني.
التمارين في الأرصفة
مع تأسيس النادي، طرق المسؤولون أبواب مكاتب هيئة الرياضة لطلب السماح باستثمار المنشآت الحكومية في المنطقة، وعلى رأسها مدينة الأمير سعود بن جلوي وملعب الأمير محمد بن فهد، إلا أن الحفاوة والترحيب الذي كان وفيرًا في الاستقبال، لم يمنع القائمين على هذه المنشآت من رفض تخصيصها للنادي في أوقات محددة وتهيئتها لذلك، بدلاً من أن يمارس الرياضيون من ذوي الإعاقة هواياتهم على قارعة الطرق، وفي الأرصفة والمنشآت التي لا يتوفر فيها الحد الأدنى من وسائل الأمن والسلامة التي تتناسب مع ذوي الاحتياجات الخاصة.وفي ظل هذه الظروف الصعبة التي لاحقت القائمين على النادي، قررت إدارة النادي استثمار المكرمة الملكية التي منحها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله ـ رحمه الله ـ للأندية الرياضية، ودعم من أمير المنطقة الشرقية ومبالغ أخرى توفرت ليبدأ العمل فورًا على إنشاء أول منشأة خاصة ومتكاملة لذوي الاحتياجات الخاصة في المملكة العربية السعودية، وذلك بحي الفيصلية في مدينة الدمام، وفي غضون أقل من عامين تمكن مجلس إدارة النادي من قطع مشوار كبير مكنهم من البدء في تشغيل المنشأة الوليدة قبل اكتمال تجهيزاتها ومرافقها، إلا أن الحاجة الماسة إلى وجودها أجبر القائمين على الرضوخ لذلك، والسماح لذوي الاحتياجات بالحضور وقضاء أوقاتهم، مع السعي لإكمال بقية المرافق والخدمات، وجعلها أكثر جاهزية.
مرافق متقدمة
تتضمن المنشأة عدة خدمات ومرافق متقدمة، منها مسبح أولمبي لتدريبات السباحة، ومعسكر للاعبين للإقامة فيه قبيل البطولات التي يشارك فيها النادي، إذ تم تهيئته ليتوافق مع كافة أنواع الإعاقة، التي قد لا توجد خدمات ملائمة لها في أغلب الفنادق، وتحتوي المنشأة على أول ملعب مخصص لكرة الهدف بمعايير دولية، ويخص اللعبة وحدها بعد أن اعتاد لاعبو كرة الهدف على وضع الشباك في منتصف صالات هيئة الرياضة، كما يفتتح خلال الأيام المقبلة مقهى مخصص لرواد النادي في خطوة قبل زيادة أوقات العمل في النادي، الذي يفتح أبوابه يوميًّا في الساعة الـ 4.00 عصرًا، حتى الـ 9.00 مساء، إذ يهدف القائمون على النادي إلى فتح أبوابه من الـ 9.00 صباحًا.
التكلفة حجر عثرة
تقف التكلفة المالية حجر عثرة أمام إكمال التجهيزات التي تتضاعف قيمتها عن التجهيزات العادية، إذ تبلغ أبراج السلة على سبيل المثال 75 ألف ريال للبرج الواحد؛ ليكون متلائمًا مع اللاعبين على الكراسي المتحركة، علاوة على بقية التجهيزات التي تحتاج إلى مبلغ يلامس المليون ونصف المليون ريال، وهو المبلغ الذي يتجاوز كامل قيمة الإعانة السنوية للنادي من هيئة الرياضة، والتي تبلغ 500 ألف ريال فقط لجميع المصاريف.
6 مدربين فقط
يضم النادي ستة مدربين لكافة الفئات واللاعبين، وجميعهم يعملون بنظام العمل الجزئي، بالتنسيق مع جهات عملهم، إذ يحملون جميعًا شهادات أكاديمية في مجال التربية الخاصة، حيث يقول رئيس النادي: "مدربونا متميزون، وهم سعوديون وأصحاب خبرة في التدريب والتعامل، ولكن عملهم معنا بنظام العمل الجزئي، فهم يعملون في برامج التربية الخاصة بقطاعات أخرى، وبلا شك العدد هذا قليل ونطمح إلى وجود مدربين أكثر".