تأهلنا لأن الدوري قوي

حوار: فهد البطاح 2018.01.25 | 04:56 am

ورث محمد المنيع، رئيس الاتحاد السعودي لكرة اليد، تركةً ثقيلةً، وكان لزاماً عليه المحافظة على نجاح الاتحاد أسوةً بمَن سبقوه.



وتمثَّل الاختبار الصعب في التأهل إلى مونديال 2019، الذي ستنظِّمه ألمانيا والدنمارك مناصفةً.



نجح في الاختبار الأول، ويخطِّط الآن للخطوة الأهم، وهي الوصول إلى أبعد نقطة ممكنة في كأس العالم.



ويتمتع المنيع، الذي يترأس أيضاً الاتحاد العربي للعبة، بخبرة كبيرة في كرة اليد السعودية، فهو ابن اللعبة، وعضو في مجلس اتحادها منذ 2009، كما يتمتع بخبرة إدارية كونه ترأس نادي الزلفي.



"الرياضية" التقته، وتحدثت معه عن إنجاز التأهل إلى المونديال، وطموحاته بوصفه رئيساً لاتحاد اللعبة، والخطط المستقبلية للتطوير. وإلى نص الحوار:





01



كيف تنظر إلى تأهل المنتخب السعودي الأول لكرة اليد



إلى المونديال للمرة التاسعة



من بوابة البطولة الآسيوية المقامة حالياً في كوريا الجنوبية؟



المهمة كانت صعبة للغاية بوجود منتخبات منافسة قوية ومتمرسة، ومنتخبنا أحدها. وفَّقنا الله، وخطفنا إحدى بطاقات التأهل، وظهرنا بمستوى مشرِّف، مثلما وعدنا الجميع سابقاً، بعد المعسكر الخارجي الذي أقمناه في صربيا، وخوض مباريات ودية، بينها مباراة أمام المنتخب الإماراتي في السعودية.



وصلنا مبكراً إلى المنافسات، كنا ثاني الواصلين، تحضَّرنا جيداً، ونجحنا في النهاية في تحقيق هدفنا على الرغم من صعوبة المنافسة وضغط المباريات.



02



ما المرحلة الأصعب في هذا التأهل؟



المرحلة الأصعب كانت مواجهة منتخبات إيران، وكوريا الجنوبية، وعُمان، خاصةً مباراة إيران، التي كنا متخوِّفين منها بسبب حضور المنافس بعشرة لاعبين محترفين في أوروبا. كانت المباراة الأخطر. أيضاً كسرنا عقدة الكوريين بالانتصار عليهم، لنصبح المنتخب الآسيوي الأول الذي يفوز على كوريا الجنوبية على أرضها وبين جماهيرها.



03



لكن لماذا غيَّر الاتحاد المدرب قبل انطلاق البطولة الآسيوية بفترة قصيرة؟



إقالة الكرواتي نيناد، كانت بسبب تقلباته، وإلغائه بعض المعسكرات، واستبعاده بعض اللاعبين، فضلاً عن ضعف برنامج الإعداد، الذي وضعه ما أبقى اللاعبين في منازلهم لفترةٍ ما.



ووقع الاختيار، بدلاً منه، على الإسباني فرناندو بربيتو، مدرب فريق مضر، لوجوده في الدوري السعودي، وخبرته بالمنتخبات الآسيوية حيث وصل بالبحرين، سابقاً، إلى نهائي البطولة الآسيوية. كان فرناندو على دراية تامة بإمكانات لاعبي المنتخب كافة، والعديد منهم ينشط في النادي الذي يدرِّبه، لذا كان الخيار الأفضل لصعوبة جلب مدرب جديد، من خارج السعودية، في فترة قصيرة.



04



ما هدفكم بعد التأهل



إلى المونديال؟



بعد التأهل، ينتظرنا عمل كبير، يتمثل في رفع نسق الإعداد المبرمج مسبقاً. سنخوض مباريات تجريبية قوية، لأننا نستهدف الوصول إلى أبعد نقطة ممكنة في المونديال.



وأقول: إن التأهل لا يُجيَّر لإدارة معينة لاتحاد اللعبة، وإنما امتداد لعمل تكاملي من قِبَل رؤساء ذهبيين، آخرهم الصديق تركي الخليوي، ولا أبالغ إذا قلت إن المنتخب السعودي لكرة اليد أضحى معروفاً بشكل كبير لدى الفرق العالمية بحكم مشاركتنا المستمرة في نهائيات كأس العالم، بينما توجد منتخبات عديدة لم تحظَ بهذا الشرف حتى الآن.



05



ما انطباعك عن هذا الوجود الذي بات دائماً بين النخبة العالمية؟



وجودنا بين النخبة العالمية في اللعبة مفخرة لنا، ونسعى إلى مواصلة ذلك برفع راية التوحيد خفاقةً في المحافل العالمية، وتكريس مفهوم أن رياضتنا بالفعل عالمية في ظل الدعم الكبير من لدن الملك سلمان بن عبد العزيز، خادم الحرمين الشريفين، والأمير محمد بن سلمان، ولي عهده، والرعاية الكريمة التي يحظى بها شباب ورياضيو هذا البلد، وكذلك الوقفة الدائمة من المستشار تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للرياضة، المعروف بوقفاته الدائمة مع أبنائه الرياضيين، ولعل آخرها الدعم المعنوي والمادي المقدَّم إلى المنتخب السعودي لليد بعد بلوغ المونديال.



06



ما سر تميُّز كرة اليد السعودية ووصولها الدائم إلى كأس العالم؟



ليس هناك سر، الأمر يتعلق بقوة الأندية والمسابقات المحلية. أنديتنا مشاركة دائماً في المحافل العالمية، وعلى رأسها بطولة كأس العالم للأندية، سواءً مضر، أو النور، أو الأهلي، ونادراً ما نغيب عن نهائي البطولة الآسيوية للأندية، وعلى الرغم من أن العديد من الفرق جلُّ لاعبيها من الأجانب، إلا أننا مستمرون في المنافسة، ولله الحمد، وهو ما ينعكس إيجاباً على المنتخب. كذلك، يوفر اتحاد اللعبة برامج الإعداد للاعبين والمعسكرات الخارجية، كما نهتم بمتابعة الحالة الصحية للاعبينا كلهم، ابتداءً من الناشئين، مروراً بالشباب، وانتهاءً بالمنتخب الأول.



07



ما آخر مستجدات منتخبَي الناشئين والشباب؟



في الوقت الذي يخوض فيه المنتخب الأول المعترك الآسيوي، يستمر العمل مع بقية المنتخبات، فهي في مرحلة إعدادٍ في معسكرٍ في مصر، وتصلنا تقارير يومية عنها، ونحن لدينا توجُّه في فئة الناشئين بإشراك لاعبين أصغر من المنتخبات الأخرى، ومواجهة مَن هم أكبر سناً، لإكساب لاعبينا الخبرة.



وهذا الموسم، سيشارك الناشئون والشباب في بطولتين آسيويتين، وسنعمل على تكرار الإنجاز، الذي حققناه قبل عامين بوصول فئتين إلى نهائيات كأس العالم.



08



ما استعداداتكم لاستئناف المنافسات المحلية بعد انتهاء البطولة الآسيوية الحالية؟



جماهير اللعبة تنتظر هذه اللحظة على أحر من الجمر. نحن محظوظون بوجود قاعدة جماهيرية لفرق اليد، والاتحاد السعودي لكرة اليد لا يستطيع التقاط أنفاسه بسبب الاستحقاقات المستمرة، والمسابقات المحلية التي لا تتوقف في شتى المراحل، ناهيك عن الدورات، لذا أقول: انتظروا موسماً ساخناً لكرة اليد كما هي العادة، لا سيما بعد عودة اللاعب الأجنبي والسماح بمشاركة المواليد.



09



على ذكر المواليد، منحتم الفرصة للأندية الممتازة لتسجيلهم ولم تسمحوا بذلك لبقية الأندية، لماذا؟



العمل جارٍ على زيادة عدد الأندية القادرة على تسجيل اللاعبين "المواليد" للدرجات الثلاث بواقع لاعب للفريق الأول، واثنين لفئة الشباب، واثنين للناشئين، وسيرسل تعميم بذلك قريباً. كرة اليد، والألعاب المختلفة باستثناء كرة القدم، لها خصوصيتها في هذا الجانب، حيث إن الكثير من المواليد يتجه إلى القدم منذ زمن طويل، وإذا ما أردنا مواهب في الألعاب المختلفة، فيجب البدء من القاعدة، وأنا متحمس لرؤية مواليد في كرة اليد على غرار علي النمر في كرة القدم.



10



أداء التحكيم في المنافسات المحلية يؤرِّق قطاعاً من المتابعين، ما تعليقك؟



لن تنتهي هذه المشكلة ما دامت هناك منافسات يقودها حكام. الجدل التحكيمي لن ينتهي، والأخطاء التحكيمية لن تتوقف مهما فعلنا. وجود الأخطاء ليس غريباً، دوري المحترفين السعودي لكرة القدم يشهد أخطاءً كارثية على الرغم من الاستعانة بحكام أجانب.



11



نادي مضر اعتذر عن عدم المشاركة في البطولة العربية المقبلة، هل يفتح ذلك باب عودة الاعتذارات عن المشاركة في البطولات العربية؟



البطولات العربية مطمح لكل نادٍ عربي، واعتذار مضر مرتبط برغبته في التركيز على الدوري المحلي لتحقيق لقبه، خاصةً أنه المتصدر، ويرغب في الوقت نفسه في خوض نهائي الكأس. هم في تركيز كبير رغبةً منهم في العودة إلى منصات التتويج المحلية في ظل احتكارها من قِبَل نادي النور في آخر ثلاثة أعوام. اعتذار مضر حق مشروع للنادي، وإن غاب بطل عن البطولات العربية فهناك أبطال آخرون. الأهلي سيشارك في البطولة التي نعتقد أنها ناجحة قبل أن تنطلق. بإذن الله، يستعد الأهلي على أكمل وجه ليظهر بالمظهر المشرِّف في البطولة.



12



لماذا تثق في نجاح البطولة



قبل انطلاقها؟



المتابع عن قرب للبطولات العربية لكرة اليد، يعرف سبب هذه الثقة. إنه العمل الكبير المقدَّم في الأعوام الماضية، ونذكر هنا تركي الخليوي، الصديق العزيز، الذي قاد الاتحاد العربي لكرة اليد بنجاح خلال الأعوام العشرة الأخيرة.



ولدينا اجتماع مرتقب مع حسن مصطفى، رئيس الاتحاد الدولي للعبة، للمصادقة على لوائح الاتحاد العربي، كما كان لدينا اقتراح بالسماح لبطل البطولة العربية بالمشاركة في كأس العالم للأندية، وستُعقَد دراسات للحكام، نبحث عن اعتمادها من قِبَل الاتحاد الدولي، ودورة للمراقبين الفنيين بالتزامن مع البطولة العربية، التي ستقام مارس المقبل بوجود المحاضر الإسباني جاليجو، رئيس لجنة الحكام في الاتحاد الدولي. أيضاً، ستعقد دورة مدربين مصاحبة بتصنيفات ثلاثة "aـbـc"، إضافة إلى إقامة بطولة السوبر العربي للمرة الأولى.