الدكتور محمد الأحمد أستاذ الصحافة والإعلام يحمّل المؤسسات الإعلامية مسؤولية التراجع
عاملوا الصحفيين مثل الأطباء والمعلمين
يعرف الخريجون كافة في قسم الإعلام والصحافة في جامعة الملك سعود عن الدكتور محمد الأحمد مدى دفاعه وعشقه مهنة الصحافة، التي ظل يعلِّمها ويدرِّسها لطلابه أكثر من 25 عامًا..
الأحمد يدافع عن المهنة ويوجه سهام العتب والملامة إلى المؤسسات الإعلامية.
01
كان يجب أن تُغلق أقسام تدريس الصحافة، لأنها لم تستطع إنتاج جيل من المبدعين، ماذا تقول؟
أقول: كيف وصلت إلى هذه النتيجة؟ وهل لديكم إحصائية بالمبدعين محليًا، أو إقليميًا، أو عالميًا في مجال الإعلام ومؤهلاتهم؟ انشر هذه الإحصاءات بأرقامها وبياناتها، وكم نسب المؤهلين في فروع مختلفة غير الإعلام، وكم عدد الذين يحملون مؤهل الإعلام بعدها يمكن أن نتناقش حول ذلك.
02
الصحافة تطبيقٌ أكثر منها محاضرات، وتعليمٌ وتلقينٌ، فهل تؤمن أنت بهذا المبدأ وهذه الرؤية؟
أنت فيما يبدو تقول في سؤالك: إن الصحافة وحدها تطبيقٌ. وأنا أقول لك: العلوم والفنون كلها، بما فيها الإعلام والصحافة، تطبيقٌ وممارسة، الطب، والرسم، والشعر والأدب، والهندسة، والقانون، والتعليم. لا يمكن أن تذهب إلى طبيب تخرَّج أمس في كلية الطب، وتترك آخر عمره في ممارسة وتطبيق الطب أعوامٌ، ولا يمكن أن تذهب بابنك إلى مدرسة أساتذتها تخرَّجوا قبل يوم في كلية التربية، وأيضًا لن تعطي تخطيط وتصميم منزلك إلى مهندس معماري حديث التخرُّج، وفي إمكانك أن تعطيه إلى معماري عنده أعوام من الخبرة في العمارة والتخطيط.
03
بعد أعوام طويلة في تدريس الإعلام والصحافة، بماذا خرج الدكتور محمد الأحمد؟
خرجت بأن الصحافة في وطننا، بل والإعلام كله، لكي ينجح لا بد له من تاءات ثلاث مترابطة، هي: التفرغ، والتدريب، والتخصص. دون تفرغ الإعلاميين تفرغًا كاملًا لعملهم، مثل الأطباء والمعلمين إلخ، لن تتاح لهم فرص التدريب الدوري بشكل سنوي، وأيضًا لا بد من أن يتخصص الصحفي في مجال، أو حقل معيَّن، وألا يكون “بتاع كله” سياسة، ورياضة، واقتصاد، ومجتمع، وفنون وآداب. خرجت أيضًا بأن الإعلان وحده “هو الأول، والكل شيء ثانٍ” بالنسبة إلى الإعلام، جديده وقديمه، ولا يمكن لأي وسيلة إعلامية أن تنجح لأمد طويل دون دعم إعلاني مستمر، فهو ينبوع الحياة للإعلام وإلا فلا.
04
أخفقت أقسام الإعلام في تصدير صحفيين مهرة ومحترفين، ما السبب؟
بل أخفقت المؤسسات الإعلامية في تبني خريجي أقسام الإعلام، وصنع إعلاميين مهرة منهم عبر الممارسة على رأس العمل، عكس المؤسسات الصحية، والتعليمية، التي لم تخفق في تبني المتخرِّجين في كليات الطب والتربية والقانون إلخ، فأتاحت لهم التدريب من خلال الممارسة على رأس العمل، لذا أبدعوا، فرأينا أطباء ومعلمين ومحامين وقضاة مهرة.
05
كليات الإعلام أغرقت طلابها بالتنظير والتعليم النظري دون دفعهم إلى العمل الصحفي الحقيقي حتى أصبحت جزءًا من المشكلة، ما رأيك؟
لا أتفق معك. الذي أخفق هي المؤسسات الإعلامية بعدم تبنيها المواهب الشابة، واحتضانها، وتدريبها على رأس العمل! هي مع الأسف اعتمدت على متعاونين رواتبهم قليلة، ويمكن الاستغناء عنهم بسهولة، وليس لهم، أو معهم أي ارتباطات، مثل التقاعد، والتأمين الطبي والسكني، والدورات التدريبية في الداخل والخارج إلخ.
06
ما رسالتك لطالب يدخل هذا العام قسم الصحافة في الجامعة، وما نصيحتك للمتخرِّجين في القسم ذاته؟
لكل أبنائي الطلبة القادمين الجدد إلى هذا التخصص: المستقبل مشرق، والتقنية في صفكم، وليست ضدكم، فقط اهتموا بها، واعرفوا أسرارها، ولا تعتمدوا على غيركم في التعامل معها.
07
الصحافة إلى أين تسير وكيف ترى نهايتها؟
الصحافة باقية، لكن بوسيلة، أو أداة غير الورق، فكما ذهب الاعتماد في المواصلات على البهائم، فسينتهي الاعتماد في الصحافة على الورق.