استشهد بخبر وفاة الملكة إليزابيث.. طالب باتباع خطوات نيويورك تايمز.. وكشف مشاكل الأسماء القديمة
المعينا : قلدوني وأنقذوا الصحافة
حوار: خالد الشايع
لأكثر من 35 عاما، مارس خالد المعينا العمل الصحفي، كمحرر ومذيع نشرات أخبار وكرئيس تحرير لأهم صحيفتين ناطقتين باللغة الإنجليزية في السعودية، عرب نيوز وسعودي جازيت، عايش فورة الصحافة السعودية وقوتها، وعايش بداية تدهورها وانحدارها.
01
شاهدنا في الأيام الماضية بعض كبار الإعلاميين يعانون ويعملون في مهن
لا تناسبهم، هل باتت الصحافة مهنة ذات مستقبل غير مستقر؟
الصحافة صعبة لمن لم يطور نفسه تقنيا، هناك كثير من الصحفيين لم يسعوا لتطوير أنفسهم خاصة في وسائل الاتصال الحديث، وهناك من نجح في الاستمرار، عدم وجود فرص لبعض كبار الصحفيين يعود لأن الصحافة باتت تعتمد على التقنية أكثر من اعتمادها على الخبرة، من لا يملك خبرة ودراية بالتعامل مع وسائل التواصل الجديدة، لن يستطيع الاستمرار.
02
الآن، من يتابع الصحافة السعودية، يجد لديها مشكلة بين التوافق بين التقنيات الحديثة والصحافة التقليدية، هناك تداخل كبير في ذلك؟
فعلا، السبب ليس الصحفيين أو رؤساء التحرير القدماء فقط، بل في إدارات المؤسسات الإعلامية ذاتها، فشلت في تطوير كوادر جديدة، للأسف هناك بعض رؤساء التحرير لا يعرفون استخدام الإنترنت بالشكل الصحيح، ربما يعرف كيف يرسل إيميل، ولكنه لا يعرف كيف يستفيد من الإنترنت في البحث والتدقيق في الخبر.
03
هل تعتقد أن الصحافة السعودية باتت تعاني
من مصداقية في الخبر؟
نعم، هي تعاني من الأخبار غير الصحيحة، خاصة في مجال الرياضة، لأنها تعتمد على المصدر الواحد، ولا توجد دقة في النشر ولا أحد يبحث عن مصداقية الخبر، في إحدى المرات تداول إعلاميون خبر وفاة الملكة إليزابيث، دون التيقن من صحة الخبر فعلا، لم يفكر أحد أن يتواصل مع السفارة البريطانية للتأكد منه، وأنا ألوم الإدارات في ذلك، لأنها لم تسع في إنتاج صحفيين جدد، بعض رؤساء التحرير استقالوا لأن إداراتهم تعيش في زمن الديناصورات.
04
من خلال رؤيتك، كيف ترى مستقبل الصحافة السعودية؟
الصحافة السعودية تحتاج دماء جديدة، هناك شباب وشابات خارج المؤسسات الصحفية لديهم دراية أكبر من بعض الصحفيين فيها، الإطار الصحفي تغير، ولابد أن تفكر القيادة “خارج الصندوق”، هناك تطور كبير في البلاد، ولكن الصحافة لا تواكب ذلك، بعض رؤساء التحرير يسافرون ليجلسوا في بهو الفندق.
05
هناك إعلاميون وصحفيون اضطروا للعمل خارج المهنة من أجل لقمة عيشهم، ألا يعني هذا أن هناك خللاً؟
هذه مشكلة كبيرة، لا تلوم هؤلاء، ولكن تلوم إداراتهم التي لم تعمل على تطوير موارد المؤسسة المالية، النيويورك تايمز تجني 40٪ من إيرادها من خارج التحرير، وكذلك تعمل الفاينانشيال تايمز، لديها 47٪ من مواردها من خارج الصحافة، لابد من تطوير الاستثمار، وهنا، أسهل قرار تتخذه المؤسسة هو إيقاف الصحيفة أو المجلة، ثم يلومون التحرير، مع أنهم لا يساندونه، هناك مفاجآت غير سارة قادمة، وصحف ستغلق أبوابها لأن القراء تغيروا ولم يعودوا كالسابق، مفترض أن بعض رؤساء التحرير يقولون “شكرا” ويسلموا القيادة لغيرهم، أنا فعلت ذلك في سعودي جازيت، وجاءت سمية جبرتي، أول رئيسة تحرير سعودية.
يجب أن يكون هناك تغيير في القيادات لكي نستطيع أن نتطور، للأسف هناك رؤساء تحرير يقولون “من مكتبي للمقبرة على النقالة".