ندوة الرياضية تناقش أهمية وجود المختصين في الأندية السعودية
الإصابات.. لا ترحم
ضيوف الندوة
الدكتور زياد الريس، استشاري الإصابات الرياضية وطب العائلة
الدكتور عبد الله الغنام، الأستاذ المساعد في فسيولوجيا الجهد البدني والتغذية
ماهر الفرحان، اختصاصي العلاج الطبيعي وإصابات الملاعب
توصيات الندوة:
- إعادة النظر في استقطاب الكوادر الطبية من الخارج إلى الأندية.
- تطبيق لوائح هيئة التخصصات الصحية على أطباء الأندية وتصنيفهم للتأكد من مؤهلاتهم وتمكنهم من مزاولة المهن الصحية.
- ضرورة فحص المؤهلات والشهادات للعاملين في الأجهزة الطبية.
اتفقوا على:
- المحافظة على غذاء متزن، والبعد عن السهر، ما يقلِّل الإصابات.
- أهمية وجود الطواقم الطبية المؤهلة في الأندية.
اختلفوا على:
أخطر الإصابات في الملاعب ونوعها.
اتفق عدد من المتخصصين الصحيين في مجال الإصابات الرياضية على أن وجود طواقم طبية على مستوى رفيع في فرق الأندية السعودية يقلل بشكل كبير من حدوث الإصابات القوية المؤثرة في اللاعب، وعدُّوا أن إصابة العضلات، خاصة العضلة الخلفية للفخذ، الأكثر شيوعًا وانتشارًا بين اللاعبين، وتحتل المرتبة الأولى بالنسبة إليهم، كما اتفقوا على ضرورة تطبيق لوائح وأنظمة هيئة التخصصات الصحية على الكوادر الطبية، التي تعمل مع الأندية، وفحص شهاداتهم ومؤهلاتهم للتحقق منها.
واختلف الضيوف خلال ندوة "الرياضية"، التي عقدت في مركز "إم إس كي كير MSK Care" في الرياض على نوعية الإصابة، التي تأتي في المرتبة التالية من بين الإصابات المتكررة "في الركبة، ومفصل كاحل القدم"، قبل أن يتطرقوا إلى بعض الإصابات ذات العلاقة، التي يتعرَّض لها اللاعبون وأهم أسبابها.
1- الأسباب الرئيسية لحدوث الإصابات
1- هناك عوامل ومسببات عدة تؤدي إلى حدوث إصابات اللاعبين، منها عوامل خاصة باللاعب، والملعب، وعوامل خاصة بمؤثرات أخرى، ومن المهم أن يكون اللاعب على مستوى عالٍ من التأهيل، وأيضًا أن يعتمد برامج الوقاية من الإصابات المعتمدة من "فيفا"، وهناك أيضًا تأثير أرضية الملعب، والتغذية، والأحذية، ويعد اختصاصي العلاج الطبيعي المؤهل الأول لعلاج اللاعب في الملعب.
2- من المهم جدًا عمل قياسات للاعبين قبل انطلاق الموسم، مع تقييم أدائهم من ناحية اللياقة البدنية ليتم تطويرهم قبل دخول المنافسة، وأيضًا دراسة شدة الجهد، ومن أسباب حدوث الإصابات لدى اللاعب نوعية التغذية، فهي عامل مهم لتجنب التعرض إلى الإصابة، والتغذية تعتمد على التوقيت في الموسم، وهي عامل مهم للاعب، ولها تدخلات معينة سواء قبل انطلاق الموسم الرياضي، وأثناء المنافسات، أو في نهاية الموسم، فنسبة تناول البروتين مثلًا مهمة، لذا يجب قياسها عند اللاعبين، إضافة إلى السعرات الحرارية، ونسبتها إلى الجهد المبذول من قِبل الرياضي، أو اللاعب، وأيضًا التغذية قبل المباريات، وما بين الشوطين، وما بعد ذلك.
3- غالباً ما ترتبط الإصابات والتفادي منها باللاعب نفسه، ويكمن ذلك في حرصه على التدريبات، وتناول الغذاء المناسب والمفيد، والالتزام ببرنامجه اليومي، ومدى اكتمال جاهزيته البدنية للمشاركة في المباريات، أو التدريبات، إضافة إلى العوامل النفسية، والتركيز الذهني، ومن المهم جدًّا عمل الفحوصات الطبية الشاملة قبل انطلاق المعسكرات والمنافسات لاكتشاف إن كانت هناك مشكلات صحية، يعاني منها اللاعب، أم لا، وذلك لعمل برنامج وقائي له.
2 - الإصابات الأكثر شيوعًا بين اللاعبين
1- أعد إصابات العضلة الخلفية للفخذ الأكثر شيوعًا بين اللاعبين سواء على المستوى المحلي، أو العالمي، وتأتي إصابات العضلة الضامة أيضًا ضمن الإصابات الشائعة، ومع الأسف نفتقد إلى الإحصاءات والمعلومات الدقيقة لمعرفة نسبة الإصابات بين اللاعبين حتى يمكن إنشاء مركز، أو برنامج رياضي للإصابات الرياضية، أيضًا هناك إصابة لا يتم تداولها بشكل كبير على الرغم من خطورتها، وهي ارتجاج المخ البسيط، فهي تشكل نسبة 30 في المئة في عمليات الأبحاث على مستوى العالم.
2- تأتي إصابة مفصل الركبة في المرتبة الثانية من حيث الإصابات الأكثر شيوعًا بعد إصابات العضلة الخلفية للفخذ، فهي تشكل 20 في المئة من نسبة الإصابات.
3- يعتقد بعضهم أن إصابات الركبة، والرباط الصليبي تحديدًا هي الأكثر شيوعاً بين الإصابات، وهذا أمر غير صحيح، بل هي الأكثر إبعادًا للاعب عن المستطيل الأخضر، وإصابات العضلة الخلفية هي الأكثر انتشارًا بين اللاعبين، يليها إصابات مفصل الكاحل، بحسب الإحصاءات.
3 - التأهيل الطبي وما ينبغي على اللاعب اتباعه بعد العملية الجراحية
1- الأهم بالنسبة إلي في هذا الجانب محاكاة توقعات اللاعب قبل الإصابة، وأثناءها، وبعد العملية الجراحية، وأكبر إشكالية نواجهها هي ما بعد إعادة التأهيل، فهناك لاعبون يعتقدون أنهم سيعودون مباشرة بعد العملية الجراحية، لذا لا بد من توضيح الخطة العلاجية للاعب قبل العملية الجراحية وبعدها، ولا بد أن تكون الخطة متواصلة، ومتفق عليها بين اختصاصي العلاج الطبيعي والطبيب والجراح حتى لا يحدث ارتباك للاعب، وهذا ما يسمَّى بالفرق الطبية المتكاملة.
2- العامل النفسي مهم جدًّا في التأهيل الشامل بعد الإصابة للعودة إلى اللعب، والناحية التغذوية أيضًا مهمة "بشكل ميكانيكي وحيوي"، وتحتاج إلى تواصل بين الجهاز الطبي، واللاعب، ولا بد من شرح مفصل للخطة التي وضعت لعودة اللاعب، مع أهمية التغذية في العودة بشكل أسرع وفي أقل مدة ممكنة، وخلال الالتهابات يفضل إعطاء اللاعب زيوت السمك، فهي مفيدة جدًّا في هذه الحالة، وهذا يعتمد على مرحلة الإصابة، وبما أن الجبيرة "الجبس" تزيد من هدم العضلات، لذا يحتاج اللاعب إلى البروتين، والكرياتين ما يقلل من هدم العضلة، وعودة اللاعب بشكل أسرع، خاصة إذا ما أعطي مكملات الكرياتين طوال ثمانية أسابيع، وأيضًا مضادات الأكسدة التي تتدخل في بناء الأوتار إذا كان هناك تمزق، فمضادات الأكسدة مثل فيتامين "سي" تتدخل في بناء الأوتار إذا كان هناك تمزق فيها، وأيضًا فيتامين "أي، وكي"، والأهم في هذه الحالة كمية السعرات الحرارية التي يتناولها اللاعب خلال فترة الإصابة.
3- لا بد من أن يكون هناك تواصل متكامل بين الطبيب، والجهاز الطبي، واللاعب وأسرته، والجهاز الفني، ليكون هناك اتفاق، واطلاع على الخطة، أو البرنامج العلاجي والتأهيلي المناسب حتى يعود اللاعب بشكل أفضل إلى الملاعب، مع إدراك اللاعب البرنامج التأهيلي، وأهدافه، وهذا عامل مهم، وبالمناسبة من المهم أن يكون الجهاز الفني واللياقي على دراية تامة، ووعي بأهمية التأهيل في مرحلة ما بعد الإصابة، وينبغي على كلٍّ من الطبيب، واختصاصي التأهيل، والمعد البدني متابعة اللاعب بعد أن ينهي برنامجه العلاجي إلى أن تكتمل جاهزيته البدنية، ورفع تقرير بذلك إلى المدرب، والمشكلة دائمًا تكون في استعجال اللاعب العودة إلى الملاعب، وهذا يشكل خطورة كبيرة.
4 - الإعداد البدني ودوره في تفادي الإصابات
1- من المهم أن تكون هناك برامج إعداد على مستوى كبير واحترافي قبل انطلاق الموسم، ومن المهم أن تكون هناك منظومة متكاملة من جهاز طبي، وتأهيلي، ونفسي، ومتخصص في التغذية، بما يناسب مستوى اللاعبين المحترفين للمحافظة العضلات، والقوة الجسمانية، بالتالي الظهور بشكل مختلف في الموسم الكروي.
2- خلال فترة انتهاء الموسم الرياضي نقدم نصيحة للاعب، وهي: حافظ على غذاء متزن، وقبل فترة الإعداد لموسم جديد يفترض أن ترفع كمية السكريات والكربوهيدرات التي تتناولها بما يناسب زيادة المجهود البدني الذي ستبذله، فالمجهود البدني عالي الشدة يعتمد بشكل كبير على مخزون كبير من الكربوهيدرات في الجسم، لذا لا بد من رفع هذا المخزون خلال فترة الإعداد، لأن التركيز خلال هذه الفترة يكون على زيادة المخزون البدني. من ناحية أخرى يقاس المجهود المتوقع بذله من قِبل اللاعب مع نسبة الأطعمة والمشروبات التي سيتناولوها، ولا بد من عمل قياسات لكل لاعب من الناحية البدنية والعضلية والتغذوية حتى يمكن الوصول إلى النتائج المرجوة.
3- أعتقد أن الاهتمام بالجانب البدني، هو السمة الأساسية للمعسكرات الإعدادية لمنافسات الموسم الجديد، خاصة مع بداية مرحلة الإعداد التي تنتهي غالبًا بخوض مباريات ودية لفحص القدرة البدنية والفنية. الجانب المضيء في هذا الموضوع، هو التدرج في كسب اللياقة البدنية، والقوة العضلية حتى لا تحدث الإصابات العضلية، ومن المهم أيضًا الحصول على أوزان مناسبة للاعبين، خاصة أنهم انضموا إلى المعسكر بعد إجازة نهاية الموسم.
5 - التغذية ودورها في تفادي الإصابات
1- التغذية جانب مهم في حياة اللاعب، أو الرياضي، فهي تعكس مستوى الأداء والقوة الجسمانية إلى جانب التخفيف من حدوث الإصابات.
2- العضلات تبنى بالتكيف مع الجهد من خلال التدريبات، وتناول البروتينات بكميات موزعة بأشكال وأوقات مناسبة تزيد من هذا التكيف. عادة لاعبو كرة القدم يحتاجون إلى 1.6 جرام لكل كيلوجرام من وزن الجسم.
3- الجانب الغذائي للاعبين وموضوع وجود اختصاصي تغذية أمر مهم في الفرق الرياضية فالمنظومة تعد ناقصة إذا لم يوجد هذا العنصر.
أدوار ومعايير الأجهزة الطبية والتأهيلية والمعد البدني في الأندية
1- بالطبع اكتمال منظومة الأجهزة الطبية في الفريق من أهم العوامل، وهذا يقلل بشكل كبير حدوث الإصابات والمشكلات الصحية الأخرى. نتمنى أن نشاهد هذا الجانب في أنديتنا في المستقبل القريب.
2- هناك نواقص في بعض التخصصات في الأجهزة الطبية الموجودة مع الفرق مثل معد الجهد البدني، والاختصاصي النفسي حتى تكتمل المنظومة، ولابد من وجود أرقام وإحصاءات تقيِّم أداء اللاعب وجاهزيته البدنية.
2- عادة ما تكون هناك أجهزة طبية أساسية ترافق الفرق، تضم الطبيب واختصاصي العلاج الطبيعي والمدلك، لكننا نفتقد إلى العوامل في هذه الفرق، ولا ننسى أهمية وجود اختصاصية التغذية، والاختصاصي النفسي، واختصاصي الجهد البدني، وطبيب العظام أيضًا.