رئيس التحرير الفرنسي يذهل العالم.. ويقهر الغيبوبة على سرير الموت
كتب مذكراته برموش عينيه
بدأت حكاية مجلة "إيل" عام 1945 في بيتها الفرنسي الأول، حيث خطط بيير لازاريف مع زوجته هيلين جوردن لإطلاق مجلة تسلّط الضوء على الموضة ومواضيع أخرى مثل الصحة والجمال والترفيه لتصبح المجلة الأشهر عالمياً في الموضة.
وعرفت مجلة "إيل" على مدار أعوامها الـ 72 مجموعة كبيرة من رؤساء التحرير الذين عملوا في مختلف مكاتبها حول العالم، وعلى رأسهم الصحافي الفرنسي الراحل جان دومينيك بوبي، والذي فارق الحياة قبل إتمامه لعامه الـ 45 بعدما أجبرته حالة مرضية صعبة على الابتعاد عن عمله في المجلة، لكنه تغلب على المرض بإرادة مذهلة عبر إطلاقه لعمل أدبي مميز على الرغم من صعوبة حالته.
ففي 8 ديسمبر من العام 1995، تعرّض بوبي إلى سكتة دماغية مفاجئة وضعته في غيبوبة، واستفاق منها بعد مرور 20 يوماً ليجد نفسه أسيراً لشلل جسدي تام، حيث أدّت السكتة الدماغية إلى تعرّض الصحافي الفرنسي لحالة مرضية تُعرف بمتلازمة المنحبس.ومن هنا، قرّر بوبي محاربة هذه الحالة المرضية، حيث قام بتأليف كتاب حمل اسم "قناع الغوص والفراشة" بمساعدة زميلته في مجلة "إيل" كلود مينديبيل التي كانت تقوم بلفظ الأحرف أمام بوبي.
والذي كان يقوم بتحريك جفن عينه عند وصولها إلى الحرف الصحيح الذي يبحث عنه. وبهذه الطريقة، قام بوبي بتأليف هذا الكتاب الذي سرد مذكراته، وقد قام بتحريك جفنه لزميلته قرابة 200 ألف مرة، علماً أن كتابة كلمة واحدة استغرق قرابة دقيقتيْن كمعدل بالنسبة لمينديبيل التي كانت تمضي من 3 إلى 4 ساعات يومياً في المستشفى إلى جانب بوبي وعلى مدار 10 أشهر.
ونُشِر كتاب بوبي في 7 مارس من العام 1997، وقد باع في يومه الأول 25 ألف نسخة، إلى أن وصلت المبيعات إلى 150 ألف نسخة بعد مرور أسبوع، ليتصدر لائحة الكتب الأكثر مبيعاً في أوروبا خلال تلك الفترة. ولم ينجح بوبي في مواكبة نجاح كتابه، حيث فارق الحياة عن عمر ناهز الـ 44 عاماً بعد مرور يوميْن فقط على موعد النشر.