حكم الأهلي والهلال.. أغنية وبطاقات وشطب وقصة أوروبية لا تنسى
لا شيء في كرة القدم يثير الجدل مثل الحكم.. هذا الذي يركض طوال التسعين دقيقة في كل اتجاه.. نادرًا ما يخرج اللاعبون والجماهير والإدارات والمشجعون راضين عنه.. إنه المغضوب عليه من الجميع دائماً.. حينما أعلن أن الحكم المونديالي فهد المرداسي ستدوي صافرته في أرجاء الجوهرة المشعة في جدة، فيما يتصارع الأهلي والهلال فوق العشب الأخضر بحثاً عن لقب الدوري، ثار عشاق الناديين الكبيرين.. كلاهما رفض المرداسي بحجة أن المباراة صعبة وتاريخية، ولا تحتمل ضغوطاتها حكمًا محليًّا حتى إن كان سيرحل بعد شهرين باتجاه العاصمة الروسية الباردة موسكو، لينضم إلى أفضل حكام كرة القدم على كوكب الأرض.. تحرك اتحاد الكرة وتراجع وعدل قراره وكلف النرويجي سفين موين لتولي المهمة التي قد تبدو صعبة للغاية.. لكنه على أي حال حكم قادم من خارج الحدود، وسيكون أكثر تعاطيًا وهدوءًا من الحدث والأحداث.. ولهذا الحكم تاريخ يروى وأكثر ما يستحق الوقوف عنده قبل وصوله إلى جدة، كونه ليس من زمرة أولئك الحكام المحبين للون الأحمر، فلا يظهر بطاقة في وجه المطرودين إلا نزرًا.. لم يقرر طوال 29 مباراة أوروبية دولية طرد سوى أربعة لاعبين فقط، بينما احتسب طوال هذه المواجهات التسعة والعشرين سبعة من ضربات الجزاء.. ولحكاياته وجه آخر.. فقد رمى العملة النقدية دون قصد على رأس قائد فريق سترومسجودسي قبل انطلاق المباراة.. ثم إن حناجر المطربين رددت اسمه، فعلى اليوتيوب أغنية تتغزل بأدائه.. وفيها يقول المطرب الولهان: "المنتخب النرويجي لن يكون بين أفضل 24 منتخبًا أوروبيًّا في يورو 2016.. والنرويج لن ترسل 11 لاعبًا إلى فرنسا البلد المستضيف للمنافسة الأوروبية، بل سترسل رجلاً وحيدًا هو سفين موين"..
وفي يونيو الماضي شطب اتحاد الكرة الأوروبي هذا الحكم من قائمة النخبة في القارة العجوز، ووفقًا لصحيفة واجبلاديت النرويجية، فإن هذا القرار القاسي جاء لأداء وصف بغير الجيد لهذا الحكم في ثلاث مباريات كانت تحت أنظار يويفا.. وأضافت الصحيفة نفسها أن الاتحاد الأوروبي رأى عدم وجود أي تطور في أدائه وأن هناك مجموعة كبيرة من الحكام أفضل منه في أوروبا اليوم..
وواجه موين انتقادات شرسة بعد إدارة مواجهة سلوفاكيا وويلز في يورو 2016 بعدما تغاضى عن معاقبة المدافع السلوفاكي مارتن سكيرتل عند استخدام مرفقه المتعمد لإيقاف لاعب ويلزي في لقطة كان يستحق على إثرها سكيرتل الطرد، ومن ثم حصول ويلز على ركلة جزاء..
وفي ملاعبنا أيضًا للحكم ذكريات، فالنرويجي ذو الـ39 عامًا سبق له إدارة مباراة للأهلي والهلال.. فليس غريباً عنهم بعدما حضر عام 2015 ضمن مباريات الجولة الحادية عشرة من ذلك العام، وفاز حينها الأهلاويون (2ـ1) واحتسب موين جزائية للهلاليين، لكن البرازيلي الميدا لم يوفق في استثمارها.. وكان موين في قمة عدالته حينما وزع أربع بطاقات صفراء بالتساوي بين لاعبي الفريقين..
يأتي موين الآن.. وفي الهلال وفي الأهلي ترتفع الأماني بالفوز عن طريق موين أو طريق اللاعبين.. لا يهم.. الأهم عند الجماهير الفوز.. وحسب..!!