رحيل هلالي جماعي يشبه نهاية لاتسيو الحزينة
انفرطت سبحة الهلال وتوالت أنباء استقالات وابتعادات لأعضاء الفريق بعد التتويج ببطولة الدوري في ملعب جامعة الملك سعود في الرياض، ليل الخميس، وجاءت أولى الاستقالات لفهد المفرج مدير الكرة الذي أعلن لـ "الرياضية" تقديمه استقالته للأمير نواف بن سعد رئيس النادي رغم معارضة تركي آل الشيخ رئيس هيئة الرياضة.
ولحق بالمفرج، أسامة هوساوي قائد الفريق الذي أكد في تصريحات تلفزيونية عقب التتويج قائلاً: "عقدي انتهى والحمد لله قدمت كل ما عندي للهلال، الجماهير تريد من اللاعب، أن يقدم أفضل ما لديه دائماً، وهذا لم يعد يناسب عمري ووضعي الآن".
أما صاحب الرقم (10)، محمد الشلهوب، فقد احتفل داخل الملعب مع ابنته الصغيرة البندري، وحينما سأله مراسل تلفزيوني عن مستقبله الكروي، أجاب: "تركيزي الفترة السابقة كان حول التتويج، والحقيقة ما فكرت إلى الآن في خطوتي المستقبلية سواء الاعتزال أو وجهة جديدة".
حتى المهاجم ياسر القحطاني أعلن اعتزاله البارحة عبر مقطع فيديو قصير عبر تويتر، مؤكداً عودته إلى مدرجات الزعيم، بينما استقالة غير مفاجئة قدمها الأمير نواف بن سعد رئيس النادي رغم انتهاء ولايته في صيف 2019، فيما لحقه الأمير بندر بن محمد الرئيس الشرفي عقب تكليف سامي الجابر برئاسة النادي.
موجة الرحيل الجماعي لأعضاء نادي الهلال تشبه ما حدث في إيطاليا بداية القرن الجاري، بعدما أسس سيرجيو كرانيوتي، تاجر المواد الغذائية والزراعية، لمشروع كروي ضخم في نادي لاتسيو عام 1996، من أجل أن يتخلص من سطوة جاره روما وقطبا مدينة ميلانو والعدو اللدود يوفنتوس.
وبعد أعوام من الإنفاق الكبير نجح لاتسيو عام 2000 بتحقيق ثلاثية تاريخية حيث توج بالسوبر الأوروبي وكأس إيطاليا بجانب بطولة الدوري في آخر جولة، والفضل يعود للمدرب السويدي إريكسون ومجهودات نجومه سالاس وإنزاغي وسيميوني وفيرون ونيدفيد وكونسيساو ونيستا وميهالوفيتش وبانكارو وستانكوفيتش وبوكسيتش وماركينجياني.
فوجئ الرئيس كرانيوتي أثناء مراسم التتويج بكأس الدوري، بخبر رحيل الداهية إريكسون باتجاه لندن لتولي تدريب المنتخب الإنجليزي، ما تسبب في زعزعة صفوف الفريق ومغادرة بعض اللاعبين أثناء فترة الانتقالات الصيفية، حيث رحل بوكسيتش إلى ميدلزبره، كونسيساو إلى بارما، بينزي إلى أودينينزي.
واجه نسور إيطاليا خسائر مالية كبيرة في العام التالي، ما دعا كرانيوتي لبيع نجوم الفريق تدريجيا، إذ انتقل نيدفيد وسالاس إلى يوفنتوس، فيرون إلى مانشستر يونايتد، نيستا وبانكارو إلى ميلان، ميهالوفيتش وستانكوفيتش إلى الإنتر، وأخيرا سيميوني إلى أتليتكو مدريد.
وفي منتصف نوفمبر 2002، أعلنت وكالة الأنباء الفرنسية، عقد كرانيوتي لاجتماع تنفيذي عاجل مع مجلس مجموعة "تشيريو" العملاقة، حيث ارتأى الأعضاء بيع شركتي بومبريل البرازيلية للمنظفات وشركة دل مونتي باسيفيك، لتسديد قروض بقيمة مليار و125 مليون يورو، ولكن المحاسبون الماليون أكدوا أن القيمة لا تكفي فاضطر سيرجيو إلى بيع لاتسيو.