الأرجنتيني يقلّب ملفات بطل الدوري.. ويكشف أسرار المهمة المفاجئة
براون: سامي أبعدني
لم يكن في مخيلة الأرجنتيني خوان براون، مدرب أولمبي الهلال، أن يُقال أستاذه رامون دياز من تدريب الفريق الأول، ويكلَّف بالمهمة في مرحلة حاسمة من مسيرة الفريق هذا الموسم.
الأرجنتيني الطموح تصدى للمهمة، وتوَّج عمله بنجاح، محققًا لقب أكبر بطولات الموسم مع الزعيم.
"الرياضية" التقت المدرب خوان براون في أحد مقاهي الرياض، فتحدَّث لها عن تجربته "المفاجئة"، على حد قوله، والكثير من الأمور المتعلقة بالشأن الهلالي والكرة السعودية.
01
حقَّقت أهم بطولات الموسم مع الهلال بعد أسابيع قليلة من الإشراف على الفريق، ما انطباعك؟
أمر رائع أن نحقِّق لقب بطولة الدوري في ظل الظروف، التي واجهت الفريق، والصعوبات التي حدَّت من تألقه، وتمثَّلت في الإصابات، والغيابات المؤثرة لعدد من اللاعبين في مراكز معينة. وضع الثقة في، ومنحي مسؤولية تدريب النادي فخر وشرف كبير لي، فأنا درَّبت حينها أفضل فريق على مستوى السعودية، وكانت آمال محبيه، وما أكثرهم، أن نتوَّج باللقب، وهذا ماتحقق أخيرًا.
02
كيف استقبلت خبر تكليفك بتدريب الفريق الأول؟
منذ اللحظة التي هاتفني فيها الأمير نواف بن سعد، رئيس النادي حينها، شعرت بمسؤولية كبيرة أمام النادي وجماهيره، وكنت على علم بسقف الطموح لدى مسيِّري النادي وأنصاره. بدأت العمل في اليوم التالي مباشرة، وتابعت مباريات الخصوم، واستعنت بالمساعدين، الذي أدُّوا عملًا تكامليًّا كبيرًا، كما حرصت على جلب محلل تقني مختص في هذا الشأن، والاتفاق مع إدارة النادي على استعادة التشيلي ألفارو فيليب مدرب اللياقة، وكان لتلك الخطوات أثر مباشر في تحسُّن الوضع.
03
ما التحدي الأكبر الذي كان في ذهنك في أول يوم تسلمت فيه المهمة؟
هناك أمر رئيس كنت على علم به، ومثَّل الهاجس الأكبر بالنسبة إلي، وهو جدول مباريات الفريق المضغوط جدًّا بلقاءات مهمة في دوري أبطال آسيا، وبطولة الدوري السعودي، وجاء هذا الضغط في وقت خسر فيه الفريق عددًا من أبرز نجومه في مرحلة مهمة، وكان بعضهم الآخر مهددًا بالإصابة إذا ما استمر في المشاركة في المباريات بمعدل ثلاث مباريات كل عشرة أيام.
04
ماذا عملتم على الصعيد المعنوي لتدارك تغيير الجهاز الفني وتراجع المستويات والنتائج؟
الجهاز الإداري أدَّى أدوارًا كبيرة في هذا الجانب، وكذلك كان حال اللاعبين، الذين أشكرهم جزيل الشكر على تعاونهم معي ببذل مجهودات كبيرة في التدريبات والمباريات، وهذا ما يتمناه أي مدرب، كما أشكرهم على انطباعهم الجيد عني، وهو ما أفصحوا عنه لوسائل الإعلام بعد تحقيق اللقب.
05
ما رأيك في مواطنك رامون دياز، المدير السابق للفريق؟
مدرب كبير وغني عن التعريف في الأرجنتين، ويعد من كبار المدربين هناك، وهنا أيضًا كوَّن اسمًا كبيرًا، وعمل نقلة نوعية من حيث المستويات والنتائج، التي حققها مع الهلال، حيث كسر أرقامًا عدة من حيث الأداء والنتائج، وعلى ما أعتقد أنه لم يخسر عامًا كاملًا. نتائجه هنا رائعة فقد جمع في الموسم الماضي بين أهم بطولتين: الدوري، وكأس الملك. بالنسبة إلي، وبشكل شخصي، أعدُّه أستاذًا، وأتعلم منه، وأرى أنه من كبار المدربين الذين يجب الاستفادة منهم.
06
إذًا أنت ضد قرار إقالته من تدريب الفريق؟
بغض النظر عن رأيي، القرار حينها كان لإدارة النادي، وبالتأكيد أن لها مبرراتها التي لا نعلمها، لأن بعض التفاصيل لا نكون على علم بها، وربما تكون بين الأمير نواف ورامون. أما إذا أخذنا القرار من ناحية العمل، فهو مفاجئ بكل ما تحمله الكلمة من معنى، لأن نتائجه في المجمل حينها، كانت أكبر من المتوقع، ولا يُلام برأيي على الظروف التي تعرَّض لها الفريق من غيابات وإصابات.
07
كان الفريق الأولمبي مرشحًا لتحقيق لقب الدوري قبل رحيلك عنه، هل ضحَّيتم باللقب الأولمبي من أجل الفريق الأول؟
لا أرى أن خسارة اللقب الأولمبي تعود إلى الجهاز الفني، فنحن سويًّا كجهاز فني وإدارة، كان لدينا تصور معيَّن حول المنافسة. الفريق لا يمتلك مجموعة كبيرة من اللاعبين، عددهم محدود، ويعتمد الفريق، من خلالهم، على اللعب الجماعي، ولا يوجد بينهم نجم مختلف عن باقي المجموعة، فمستويات الجميع متقاربة، وكان هناك أمر يؤرِّقنا بخصوص عدد اللاعبين، الذين نعتمد عليهم، حيث قلنا في وقت سابق: إننا قد نمرُّ بمأزق إذا ما تتابعت المباريات، وواجهنا إصابات، وحقًّا حدث ما كنا نخشاه، حيث خسرنا عددًا من اللاعبين في مرحلة معينة بسبب الإصابات، وتراجعت المستويات، وبالتالي النتائج.
08
ما رأيك في قرار إلغاء الدوري الأولمبي؟
أرى أنه قرار غير مناسب، فهذه الفئة العمرية يوجد فيها عدد كبير من اللاعبين، وسيضطر النادي إلى إنهاء عقودهم، أو إعارتهم إلى أندية لا تتناسب ومستوياتهم. من وجهة نظري الفئة بين الشباب والفريق الأول، يجب أن يكون لها دوري خاص لمساعدة الفريق الأول إذا ما احتاج إلى “التدعيم” باللاعبين، وإن غيِّبت هذه الفئة فسيحدث ضرر، يتمثل في خسارة عدد كبير من اللاعبين.
09
لماذا لم تعتمد على عدد أكبر من لاعبي الأولمبي عندما واجهتك ظروف الغيابات مع الفريق الأول؟
لم يكن الوقت مناسبًا لذلك، كنا في مرحلة حاسمة من الموسم، وفي بطولة الدوري كان منافسنا الأهلي قريبًا جدًّا منا طوال جولات الموسم. إشراك اللاعبين الشباب أهم ما فيه عامل التوقيت، أي اختيار الوقت المناسب، الذي يساعد اللاعب على إظهار إمكاناته للجميع. في فترة إشرافي تلك، احتجت إلى لاعبين ذوي خبرة أكثر من اللاعبين الشباب في غالبية المباريات، وعندما سنحت لي الفرصة في مباريات أخرى، أشركت مهند فلاتة، وفهد الرشيدي، وناصر الدوسري، وقدموا أداءً جيدًا.
10
ودَّع الفريق بطولة دوري أبطال آسيا، نسخة الموسم الجاري، من دور المجموعات، وهذا نادر الحدوث، ما الأسباب برأيك؟
أسباب متعددة، منها النقص الذي أوجدته الغيابات، ما أدى إلى غياب المهاجمَين عمر خربين، وجيلمن ريفاس، اللذين لم يُضمَّا إلى قائمة البطولة الآسيوية، لذا كنا نعاني على الصعيد الهجومي بعض الشيء، كما أننا لم نوفَّق في كل المباريات التي لعبناها في هذا الدور، ففي الوقت الذي نكون فيه الأفضل في المستوى، نخسر النتيجة! ربما احتجنا إلى الحظ قليلًا.
11
صحيح أن بطولة الدوري كانت أولوية لكم؟
كان التأهل في بطولة آسيا أولوية أيضًا قبل تضاؤل الحظوظ، ووضع الدوري هدفًا أوَّل. لو عدَّت إلى مباراة الريان القطري، الأولى لي مع الفريق في بطولة آسيا، ستجد أننا لعبنا بالفريق الأساسي، وكنت سأستمر بالنهج نفسه، لكن جاءت مباراة الاتفاق، التي خسرناها، واتضح الإرهاق على الفريق، وصعوبة لعب المباريات التالية بالقوة نفسها، لتجبرنا على التعديل في بعض الخانات كيلا نخسر لاعبين آخرين أيضًا.
12
اعتمدت على علي البليهي مدافعًا أساسيًّا وبذلك وصل إلى قائمة المنتخب السعودي، ما الذي دفعك إلى الاستعانة به؟
بداية معرفتي للاعب علي، كانت في الفريق الأولمبي، فقد تدرَّب معي أسبوعًا، أو عشرة أيام في إحدى فترات التوقف، وأعجبت بقدراته، وقوته في الاشتراكات، وسرعة اللعب، فضلًا عن كونه يمتلك خاصية قليلة الوجود في المدافعين المتميزين في السعودية، وهي أنه يلعب بالقدم اليسرى. في الفريق الأول أثبت علي أنه قادر على تمثيل الفريق، وعندما سنحت له الفرصة، تمسَّك بها، وتحسَّن أداؤه أكثر، وأظهر للجميع أنه مدافع متميز. بالنسبة إلي كان اختياره للعب للمنتخب السعودي مسألة وقت، وأنا أرى أنه قادر على تمثيل الأخضر في المونديال. وقد تواصل معي بعد انضمامه إلى المنتخب، وأكد أنه ممتن للفرصة التي أعطيته إياها مع الفريق، وأنا سعيد بالفعل لانضمامه.
13
ماذا عن مستقبلك مع الهلال؟
عقدي مع النادي ينتهي بنهاية يوليو المقبل، واقتربنا من إنهاء كافة الأمور والمستحقات المالية، وكما تعلم هذه فترة إجازة، ولن يُستفاد فيها من ارتباطي بالنادي. جلست مع سامي الجابر، رئيس النادي، وأتفهَّم خطوة البحث عن مدرب جديد أكثر خبرة. هذه هي الحياة، وطبيعة العمل في ظل الاحتراف، سأعود إلى الأرجنتين، ولا أعلم ربما نجتمع مجددًا، هذا وارد جدًّا في عالم كرة القدم.
14
هل وصلتك عروض تدريبية جديدة؟
نعم، وصلتني بعض العروض من أندية “متوسطة” في قطر، والإمارات، إضافة إلى نادٍ كبير في الكويت. بعض هذه العروض كان شفهيًّا، والآخر كان أكثر جدية، ولم أتَّخذ قراري بشأنها حتى الآن.
15
ما تقييمك لتجربتك مع الهلال خلال الأعوام الثلاثة الماضية؟
مميزة جدًّا، فمع فريق درجة الناشئين حققت بطولة الدوري، وبطولة دبي الدولية التي هزمنا فيها فرقًا كبيرة، مثل ريال مدريد، وبروسيا دورتموند، ومع فريق درجة الشباب جمعنا بين بطولة الدوري، والكأس، وأخيرًا حققت بطولة الدوري مع الفريق الأول.
16
من خلال معرفتك الهلال من الداخل، مَن الأنسب لتدريب اللاعبين، المدرب الأوروبي، أم اللاتيني؟
لا أفضِّل الحديث عن هذا الملف، فهو يعود إلى سامي الجابر، رئيس النادي، وهو بالمناسبة رجل فني، ويملك خبرة كبيرة في الملاعب “لاعبًا ومدربًا”. متأكد من أنه سيختار الأنسب.
17
ما الذي يميِّز المنافسة في السعودية عامة، والهلال على وجه الخصوص؟
دون شك الجماهيرية. بالنسبة إلينا في الهلال، الجماهير تتبعنا إلى كل مكان، ولطالما فرحنا بذلك كثيرًا. إذا أردت أن تعرف النادي الكبير، فعليك أولًا قياس حجم جماهيره.
18
كيف ترى مشاركة المنتخب السعودي في مونديال روسيا؟
التأهل إلى المونديال بحد ذاته أمر مهم، ويعكس تطور وقوة الكرة السعودية. إعلاميًّا سيحظى المنتخب باهتمام أكبر من الجوانب كافة، حيث ستكثر الأسئلة عن اللاعبين، والمنافسة الرياضية في البلد. أما فنيًّا فلا تعرف ما الذي سيحدث، وفي كرة القدم لا تتنبأ بأي شيء، لأن الأمر يعتمد على استعداداتك، وما ستقدمه داخل الملعب. المدرب خوان بيتزي أعرفه جيدًا، سيتعامل مع كل مباراة بأفضل طريقة ممكنة، وعلى اللاعبين بذل جهدهم، فهذه فرصة لا تتكرَّر كثيرًا. وصولك إلى المونديال يصنِّفك الأفضل على مستوى العالم. الجميع سيتابع الدوري السعودي، وربما يتم انتداب مدربين ولاعبين إلى المنافسات الأقوى.
19
برأيك مَن أفضل لاعب سعودي؟
يصعب عليَّ تحديد لاعب واحد، لكنني متأكد من أن اللاعب ياسر الشهراني ضمن الأفضل على مستوى السعودية. لاعب قريب من التكامل، أحبه لاعبًا، وأحب زميله محمد البريك أيضًا. الهلال يمتلك أفضل ظهيرين هنا، سريعين، ويمتلكان الشدة، والتركيز في الحالتين الهجومية والدفاعية. أيضًا فهد المولد، وسالم الدوسري، المحترفان في إسبانيا، موهوبان بخصائص مختلفة، وإمكانات عالية.
20
قرأت بأنك من عائلة رياضية، هل هذا صحيح؟
نعم بالفعل، والدي خوسيه براون رياضي كبير في الأرجنتين، مثَّل المنتخب الوطني في مونديال 86 مع مارادونا، وسجل هدفًا في المباراة النهائية.
21
كيف ترى حظوظ منتخبكم في تحقيق لقب المونديال؟
مع الأسف، نحن بعيدون بعض الشيء، مثل حال المنتخب السعودي، “قالها ضاحكًا”. المنافسة برأيي ستنحصر بين البرازيل، وألمانيا، وربما إسبانيا.
22
كلمتك الأخيرة؟
أشكر الأمير نواف بن سعد، رئيس النادي السابق، على ثقته التي وضعها في طوال الأعوام الثلاثة الماضية، وأشكر كل مَن عمل معي في القطاعات السنية، وصولًا إلى الفريق الأول من إداريين، ولاعبين، ومساعدين، وعاملين، وكذلك الجماهير الداعمة لي طوال فترة وجودي هنا. ثلاثة أعوام تفرَّغت فيها للعمل مع الهلال دون عائلتي، ووجدت كل الدعم، لأحقق عددًا من الإنجازات. يصعب عليَّ الاختصار. شكرًا جزيلًا لكل مَن جمعني بهن حب الهلال، وأنا ممتن لهم.