بدر السعيد
قوافل «الفيكس»..!!
2018-05-27

قبل أشهر من انطلاق أولمبياد لندن 2012، كنت أتابع برنامجًا رياضيًّا عبر إحدى قنواتنا الفضائية.. فجأة ظهر في الشريط الإخباري أسفل الشاشة خبر يشير إلى وجود حالة انتهاك لأنظمة مكافحة المنشطات ضد الفروسية السعودية.. كان الخبر صادمًا بالنسبة لي عطفًا على الآمال التي يحملها كل سعودي في الحصول على ميدالية أولمبية أخرى في الفروسية.. 



بعدها تناول المقدم ذلك الخبر سريعًا.. بعده جاءت الصدمة الأقوى بالنسبة لي، حيث قام الضيف بالحديث عن القضية بكل جرأة وذهب بعيدًا حيث وزّع الأدوار الواجب القيام بها من اتحاد الفروسية وإدارة المنتخب والفارس.. وأتبعها بالفرضيات "الواهمة" من رأسه بخصوص العقوبة وتبعاتها.. كل ذلك وأكثر على الرغم من كونه لا يعرف أي أساس للقضية، بل لا يعرف أي أمر عن أنظمة مكافحة المنشطات بالنسبة للخيل..!!



  كانت تلك القصة القصيرة بالنسبة لي ما هي إلا مثال لنماذج من التسطيح الإعلامي والطرح "الفارغ" أمام قضايا المنشطات المحظورة رياضيًّا، التي تسابق خلالها ممثلو "ثقافة الضجيج" في إيهام المشاهدين والمتابعين بمعلومات وفرضيات "باطلة" نسجها خيالهم وقادتها توجهاتهم وميولهم.. على الرغم من أن المنشطات المحظورة رياضيًّا تشتمل على مواد محرمة شرعًا وممنوعة أمنيًّا وضارة طبيًّا ومرفوضة اجتماعيًّا.. فهل كان يعي أولئك الإعلاميون عن أي أمر يتحدثون..؟!



كان بحثهم عن براءة لاعب ما مبررًا لهم لأن يدلسوا.. ودافعًا لهم أن يشوهوا سمعة الكيانات والأشخاص.. حتى الثوابت العلمية باتت أحد ضحاياهم.. أو لم يصل بنا الحال يومًا أن سمعنا عبرهم أن "ألفيكس" أحد مصادر "الإمفيتامين".. وهذه بحد ذاتها قصة لا يمكن أن تختزل في مقال لعظم ذنبها وفداحته..!!



تأملنا خيرًا بعد الحراك الإيجابي الذي تشهده الرياضة وإعلامها بعد قدوم معالي المستشار تركي آل الشيخ وما صاحبه من إنشاء لاتحاد الإعلام الرياضي.. لكني صدمت مؤخرًا بوجود أحد أصوات قوافل "ألفيكس" يظهر أمام الملأ ليتحدث قبل ليلتين عن قضية دولية حول المنشطات أقحم خلالها WADA ومركز التحكيم الدولي CAS ثم عرّج على FIFA، المهم أنه "خبص" كغيره .. ومر حديثه مرور الكرام..



يا كرام.. يا من تراقبون المحتوى الإعلامي الرياضي.. إذا كان أولئك القوم لا يهمهم سمعتهم ولا مصداقيتهم فنحن نهتم بشبابنا وبأفكارهم.. اجتثوا صوت الباطل.. وأوصلوا إلى قوافل "ألفيكس" رسالة مفادها أننا نريد أن نتطور وذلك أمر يشترط صمتكم أو ابتعادكم..!!



دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..