ـ من خلال مشاهدتي للقنوات المصرية الحكومية والخاصة الرياضية وغير الرياضية، وما يعرض فيها من برامج في شهر رمضان المبارك وإعلانات دعائية مصاحبة لها، لاحظت أن المنتخب المصري المشارك في نهائيات كأس العالم المقامة بروسيا الشهر المقبل، يلقى اهتماماً كبيراً في كل القنوات من خلال توفير "أجواء" حماسية وتحفيزية للاعبين، دون الدخول في تفاصيل فنية أو كلام يحتوي على كمية هائلة من التشاؤم والإحباط.
ـ على العكس تمامًا عندنا في كل القنوات الرسمية والخاصة إذاعيًّا وتلفزيونيًّا، إذ إنني أرى على مستوى التهيئة الإعلامية "النفسية" للاعبي منتخبنا الوطني والجماهير ضعيفة جدًّا و"باردة" جدًّا جدًّ لم ترتقِ لما يقدمه أشقاؤنا في مصر من مشاركات "مرتب" لها بعناية فائقة لا تخلو من مخاطبة وجدانية تجهز اللاعبين وتهز مشاعر الجمهور المصري للحدث الأهم، ولا يخلو هذا التجهيز من الدعابة والنكتة والأغاني الفرائحية.
ـ صحيح أن جميع قنواتنا الرياضية مشغولة هذه الأيام ببرامج لها طابعها الرمضاني المعتاد عليه سنويًّا بمناقشة قضايا الموسم المنصرم ومواضيع مهمة استجدت على مستوى هيئة الرياضة واتحاد كرة القدم تستحق التغطية والمتابعة، فإن مهمتها ومهمة بقية القنوات الأخرى الحكومية والخاصة بكافة تخصصاتها القيام بـ"انتفاضة" لدعم وتشجيع المنتخب السعودي وتقديم نوعية مِن البرامج التحفيزية للاعبين تساهم في إخراجهم مِن أي ضغوط متوقعة مع أول مباراة.
ـ من خلال خبرة باللاعب السعودي وتحديداً من يحظى بشرف تمثيل منتخبنا الوطني، أجد أن الاهتمام بالحالة "النفسية" ضرورة مهمة جدًّا، بل من "الأوليات" التي ينبغي في المقام الأول التركيز عليها.
ـ إذا كان رئيس هيئة الرياضة تركي آل الشيخ كان يلعب على هذا الوتر الحساس في كل ما يتعلق بإرضاء اللاعبين وإسعادهم، فإن القنوات التلفزيونية السعودية والمحطات الإذاعية عليها واجب وطني ينبغي أن تعمل عليه من الآن، ولا يمنع استشارة المتخصصين في علم النفس والمجتمع، وتبدأ من الآن في حملة انتفاضة قوية لمساندة الأخضر؛ فهذا المنتخب مشارك في كأس العالم وليس في دورة صيفية دولية.
ـ كأس العالم مناسبة لها قيمة كبيرة جدًّا في عالمنا اليوم الذي أصبح يدار بـ"الريموت كنترول"، لا تقتصر هذه القيمة فحسب على نتائج المنتخب المشارك، إنما تتجاوز ذلك بمراحل؛ فالأمم الكبرى التي لها سمعتها وخبرتها في المجال الرياضي تدفع ملايين الملايين من الدولارات لكيلا تضيع هذه المناسبة دون أن تحقق الأهداف المرجوة منها في عدة أطر واتجاهات؛ ما يتطلب توظيف طاقاتها البشرية وإمكانياتها المادية ليكون لها حضورها القوي والمشرف قبل وأثناء وبعد انتهاء المونديال.