شخصيًّا لا أعرف فايز المالكي، ويشرفني ويسعدني ذلك لو حصل، لكن بيننا أصدقاء كثر سمعت منهم حكايات وافرة عن نبل مواقفه ودماثة خلقه وحسن معشره، ولا أدري هل لو كانت تربطني به علاقة سطحية أو عميقة، أتسلحت بالجرأة والشجاعة وقلت له ما في نفسي؟!! فنحن لا نعرف أن نصارح أصدقاءنا وأحبابنا بأخطائهم وتجاوزاتهم وهفواتهم، خوفًا على مشاعرهم مرة، ثم تماشيًا مع الناس أعلم بأمور دنياهم مرات أخر..
وليس عندي لفايز المالكي أو غيره نصائح أو تعليمات وإرشادات ولا رسالة أدعي وأزعم أنها خرجت من قلب صادق ومحب.. أبدًا.. كل ما عندي مجرد آراء ومعتقدات لا تغني عن الحق شيئًا.. أذكر هذا الفايز أن عبقري الموسيقى العربية بليغ حمدي لم يعاند ويصر ويركب رأسه ويزاحم المطربين على الغناء، حينما توصل إلى قناعة تامة بأن التلحين هو ملعبه ومكانه وساحته التي يمكن بواسطتها أن يصمد رمزًا وعلمًا في عوالم الفن.. ترك الغناء للمغنين وتفرغ تمامًا لأعواده وأوتاره وأجوائه ليقدم ألحانًا لن تغادر المشهد الطربي العربي حتى يرث الله الأرض ومن عليها..
وليس أمام المالكي فايز أفضل من بليغ ليقتفي أثره وخطاه.. رغم الشهرة الفنية العريضة الواسعة لم يستطع فايز المنافسة أبدًا على المراكز الأولى بين نجوم الدراما والكوميديا السعوديين.. نعم يلعب دور البطولة في كافة أعماله، لكن هذا بالطبع لا يكفي ولا يغني أو يسمن من جوع، خاصة بعد ما حصر نفسه وأعماله داخل دائرة شخصية مناحي التي هي أقرب للتهريج الممجوج منها إلى شخصية فنية كوميدية لها ستايلها الجاذب المتفرد.. ليست غوار الطوشة وليست اللمبي، وإنما فقط ترديد كلام مكرر وباهت يتجاوز حدود الملل.. بين يدي فايز الآن ثروة حقيقية لو وضع كل ثقله فيها فربما بالفعل يقلب الطاولة.. أقصد أنه اسم نشط للغاية في مواقع التواصل، وذهبت نجاحاته وحضوره إلى نقاط واتجاهات ما كانت حتى على باله هو نفسه..
الآن فايز المالكي وجه مؤثر وجاذب بقوة في تويتر، بغض النظر عن المحتوى الذي يقدمه، لكنه وصل إلى خط يعجز الكثيرون عن ملامسة حدوده؛ فصار في سنوات قليلة يقف في طليعة المتنفذين في فضاءات الطائر الأزرق بمتابعين يتجاوز تعدادهم الستة ملايين..
للمطربة اللبنانية نوال الزغبي أغنية جاء فيها: "قدامك حلين والثالث ما بيرضيني".. و"قدام فايز المالكي حلين" كما أرى: الأول والأفضل أن يتفرغ تمامًا لتويتر والسناب ويواصل ويوسع حضوره الاجتماعي فيهما، ويترك التمثيل للممثلين كما فعل بليغ، ويقتصر شخصية مناحي على لوحة مطعم تضيف له دخلاً ومكسبًا ورزقًا والله خير الرازقين.. أما الثاني فيستمر في فنه وتمثيله، لكن يجب أن يضع هذا الفن في المرتبة الثانية، أي يقلب المعادلة فيصبح تويتر أولاً ومناحي ثانيًا وثالثًا وعاشرًا..
غير ذلك يا مناحي لن يتغير شيء، فرصيد المعجبين في تويتر يتوسع ورصيد فنك يتصدع.. وأخيرًا أجبرتني المساحة أن أتوقف وأقول فقط قبل السلام كما قال طلال السعيد: "طيع يا مناحي اقتراحي.."!!