ـ يوم تاريخي، يوم لن ينسى في شهر الخير، يوم يكتب ويدون بماء من ذهب في مسيرة الحركة الرياضية السعودية ببشائر خير زفها للمجتمع الرياضي معالي رئيس هيئة الرياضة تركي آل الشيخ.. في برنامج “الخيمة الرمضانية”، حينما أعلن تكفل ولي العهد “وجه الخير” محمد بن سلمان بتسديد كافة ديون الأندية وما عليها من مستحقات في قضايا داخلية وخارجية، ودعم شامل للبطولات التي يشرف عليها اتحاد القدم بمبلغ يزيد على مليار ومئتي وسبعة وسبعين مليون ريال.
ـ من سنوات “الضياع” إلى سنوات تدعو إلى التفاؤل وتبشر في كل ملامحها الاقتصادية والرياضية بكل الخير، هذا ليس كلامي أو من بنات أفكاري، إنما هي كلمات جاءت على لسان رئيس اتحاد القدم د. عادل عزت.
ـ عندما ذكر عزت نص “سنوات الضياع” قفز إلى رأسي مباشرة عنوان صحفي نشرته هذه الجريدة قبل خمسة أعوام، ضمن تقرير صحفي “متعوب عليه” كتب حلقاته الزميل “محمد العاصمي” وعمل ضجة إعلامية كبيرة بين الأوساط الاتحادية، ونجح في تجسيد سنوات الضياع التي مر بها وعاش مرارتها نادي الاتحاد لحقبة زمنية أنهكت جسده وهيبته بفساد مالي لم يحدث في زمنا المعاصر، ولا أظنه سوف يحدث مستقبلاً بهذا الخبث والفكر الفاسد.
ـ كانت الأنظار في ذلك الوقت وإلى وقت قريب متجهة إلى نادي الاتحاد فقط أنه هو الوحيد من الأندية السعودية الذي يعاني “سنوات ضياع” مالياً وأخلاقياً ليأتي عهد “سلمان ومحمد” عصر “الشفافية” ومحاربة الفساد لينكشف “المستور” المخبأ بخصوص أندية كانت تتحدث بالملايين، ودعم لا محدود تجده من كبار ورموز أعضاء الشرف ولنعرف الحقيقة “المرة” جدًّا؛ فسنوات الضياع لا تقتصر فحسب على نادي الاتحاد؛ فالبيان الذي نشرته هيئة الرياضة قبل أسابيع كشف حجم ديون أندية أخرى “لديها ذات المعاناة”.
ـ أن تسدد هذه الديون بتلك الأرقام “المخيفة” يدل على أن جميع الأندية التي تخلصت من مخلفات “سنوات الضياع” مقبلة اليوم على مرحلة “التخصيص” ورؤية ستشهد تحولاً جذريًّا تقضي تمامًا على تلك الوصاية وما كان يترتب عليها من تخطيط عبر تبرعات مالية تحسب كأسهم للمتبرعين؛ ظنًّا منهم أن الدولة “نائمة”..
ـسنوات الضياع التي انتهت بخيرها وشرها.. كثيرًا ما كتبنا عنها واليوم نسدل صفحة سوداء لتبدأ أنديتنا صفحة بيضاء خالصة من العبث والفساد الإداري والمالي.