|


هيا الغامدي
«المرداسي» صندوق أسود.. ورصاصة رحمة!
2018-05-18

لا تخلو كرة القدم خاطفة الألباب والعقول من الشوائب والمنغصات، أسوأها ما توشح بوشاح الفساد الأسود المقيت الذي ينشر الأورام والكتل السرطانية بالجسد الرياضي! أما الرشوة فهي الضلع الأعوج الخبيث للفساد ومكوناته!



صدمة عنيفة باغتت الشارع الرياضي وهزت الثقة بالحكم المحلي العنصر الأضعف بالمكون الرياضي، الذي جُمد تمامًا الفترة الماضية على خلفية آثام الظنون وقالوا ويقولون!



إن فتح الصندوق الأسود لقضية المرداسي فهد سيستدعي فتح صناديق سوداء أخرى؛ ما يجعل القضية تتمدد وتتشعب، مع أن أغلبها طويت وحجبت ودفنت حية كما الموؤودة!



وأي فرص للتأنيب واللوم فهي من باب الشماتة والتشفي وتصفية الحسابات؛ الرقص على فضائح الآخرين خسة ودناءة والدنيا دوارة.. اللهم لا شماتة!



الرشوة موجودة في كرة القدم وهي ظاهرة عالمية تتكرر كثيرًا، ولكن عندما نهون من جرح غائر فنحن لا نقلل من المصيبة؛ "فالجمل إذا طاح تكثر سكاكينه"، والمذنب إنسان مهما كان والله يتولاه وليس نحن!



انتهى زمن ستر الفضيحة "والغمغمة"، ومن سوء حظ المرداسي أن مغامرته الأخيرة جاءت في زمن الشفافية والوضوح، زمن فيه الحقائق تشاع "على عينك يا تاجر"، والفضائح تنشر كما ينشر الغسيل على الهواء مباشرة!



وزمان لما كان للنية مكان كنا نمرر أخطاءهم تحت بند "إن الخطأ جزء من اللعبة"؛ فتذهب الآثام أدراج الرياح والحقوق تضيع والدنيا "ماشية"!



الفساد في كرة القدم منهج حياة لديهم وليس لدينا بلد الإسلام، قد لا يستسيغ العقل خيانة ضمير بهذا الشكل، ولكن إذا كان رأس السمكة بهذا السوء فما بالك بذيلها، وما خفي أعظم وأمر، مع العلم أن لدينا حكامًا قدوة نفتخر بهم على سبيل المثال: عبد الرحمن الزيد وخليل جلال الغامدي الحكم "المونديالي"...!



قضية كهذه لها انعكاس سلبي على صورة الحكام السعوديين فيما بعد في المحافل الإقليمية والدولية!



المرداسي ينتظر "رصاصة الرحمة" من الفيفا بعد أن أصابته رصاصات ثلاثين مليون سعودي بالاستنكار والتعجب وهز الثقة!



وما يهمنا الآن مستقبل الحكم المحلي كيف نطوره؟ وكيف نعمل على إغلاق نوافذ الشيطان حتى لا يتسلل إليه خلسة بدواعي كثر أهمها وأعظمها "النواحي المالية"، الحكم إنسان لديه كرامة وينظر للمسائل من منظار العدل والمساواة ويشعر "بالدونية" أمام لاعب يفوقه بكل شيء وأهمه "الدخل/ التفضيلات المادية"! زيادة الحوافز المادية للحكم نقطة مهمة منها يبدأ تقويم الاعوجاج، أما الثقة فستأتي على مهل!