يقول الإمام الشافعي رحمه الله: ولرب نازلة يضيق بها الفتى.. وعند الله منها المخرج، ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت... وكنت أظنها لا تفرج.
وضائقات الاتحاد كُثر في الآونة الأخيرة، بعد أن تكالبت عليه الظروف من ضائقة مالية خانقة لعدم القدرة على تسجيل اللاعبين الأجانب لشكاوى وعقوبات من فيفا وخصم نقاط.
لولا أنه الاتحاد ولولا أنه العميد... والخبرة تفرق، والنضج والمكانة وسنين العمر تفرق، وتشهد لهذا الفريق الكبير بجوقة جواهر "ملكية" تسع والاتحاد بطل لهذه الكأس الملكية.
ظروف الاتحاد القاهرة الصعبة لم تثنه عن هذه البطولة الغالية على قلوب الرياضيين جميعهم، بعد أن استطاع أن يحولها جميعها لمحفزات ودوافع إيجابية ويتصالح مع ظروفه ونفسه وجمهوره ويخوض معارك مع نفسه قبل غيره، ليحقق البطولة الثانية خلال موسمين عانى خلالهما الأمرين، ويحول جفاف الحلم إلى ربيع مزهر جذاب.
كأس ولي العهد وكأس "سلمان الحزم" بطولتان تمخضتا للاتحاد من عمق الظروف وإنهاك التعب وتكالب القضايا والتحديات وشرذمة الديون.
أعجبني خوسيه سييرا "المحظوظ" الذي واصل مغامراته الناجحة مع الاتحاد سائرا على درب المهالك حاملا رقبته على كف الظروف وجوقة من التهديدات بالإقالة والإبعاد...الخ.
سييرا بهذه البطولة اشترى نفسه وكسب ذاته وصافح موسماً جديداً مع العميد، مؤكدا على نجاح صفقة التعاقد معه التي تمت بعهد الراحل "أحمد مسعود"، ما من شك بأن الاتحاديين سيذكرونه بالخير كثيرا بعد كل إنجاز يحققه العميد، فهذا الرجل لا ينسى ومآثره لا تنسى رحمه الله!
أجمل ما في الفرحة الذهبية "الملكية" الصفراء عودة النمور السعودية مجددا إلى معركة الأدغال الآسيوية في دوري الأبطال الآسيوي، فهذه البطولة ميدان الاتحاد المفضل قاريا للتحدي والإثارة.
عاد المتيم العاشق لمواطن الغوص بفصولها وأحراشها من جديد، عاد المؤثر "المونديالي" لذكريات حب مضى بين ماض جميل 2004 ـ 2005م والتأهل المستحق الذي أفرز مشاركة إيجابية نسبيا بحصول الاتحاد على رابع العالم بجدارة واستحقاق رغم المشاركة الأولية، وطموح مستقبل أجمل.
الساحة السعودية الكروية على موعد مع الإثارة والقوة والتحدي والتنافس "المحموم" بين الزعيم والعميد، والاتحاد والهلال طرفا بطولة سوبر سعودي ننتظره.
مبروك للاتحاد عاد والعود أحمد، مبروك لكل ما يتصل بهذا الفريق من قريب أو بعيد، ولجمهوره أعظم تحية لصبره وحضوره ودعمه رغم الظروف.
"الخبرة" تفرق.. و"الميدان" يفرق.. و"الأبطال" تفرق.
لا تستسلم... أهزم ظروفك وانتصر.