|


أحمد الحامد
دراما خليجية
2018-05-12

أشاهد الآن مسلسلاً خليجيًّا «المفروض دراما»، التمثيل.. تمثيل!!، والممثل إذا ما شعرت بأنه يمثل فهو غير ممثل، الممثلات في مشهد وهن في بيوتهن يضعن مكياجًا يصلح للدعاية عن مكياج، الممثلون والممثلات تشعر بأنهم «تورطوا» في مصاريف الحياة.



 فاقتحموا التمثيل لأنه مصدر الدخل الأسهل، أجساد ناطقة، المخرج خرج من منطق الفن إلى اللامنطق، اللاشعور..اللافن، أما النص والسيناريو فهما أبعد بعيدًا من أن ينالا شرف اسم هذه المسميات، من المخجل أن نملك ثمن هذه الكاميرات وأجور الممثلين والإضاءة ومواقع التصوير وأقلام الكتابة والأوراق، ولا يقدم ما لا يضحك المشاهد على طاقم العمل، الأسوأ أن القناة التي تبث هذا المستوى من المسلسلات هي شاشة معروفة، كان الأولى ألا يقدموا مثل هذا الإحباط، «تعبئة» ساعات البث بأعمال سيئة إهانة للمشاهد وعدم احترام له، وعدم احترام للمال، وللمبتكر الذي صنع التلفزيون، غير مطلوب من القنوات دعم المسلسلات الخليجية إذا ما كانت هذه الأعمال سيئة، وبث هذه المسلسلات ظلم لكل المهنيين في المجالات الأخرى، الأعمال التلفزيونية هي مرآة لمستوى البلد في مختلف المجالات، نحن لسنا بمستوى الدراما، لدينا مبدعون في كل شيء، في الطب، في الهندسة، في الأدب، في التجارة، بإمكان أي  قناة تلفزيونية أن تعرض أي شيء آخر، بالضرورة سيكون أفضل مما أشاهده الآن، بإمكانها أن تقدم أغاني، مباراة تاريخية قديمة، عالم البحار، مناظر طبيعية.. أي شيء، عدم شراء القنوات لهذه الأعمال لا يعني عدم دعم الدراما، بل يعني احترامها للدراما، يا جماعة الموضوع فن، فن وليس «فلوس»، أرجوكم لا تعطوا هذه «الفلوس» لمنتج «أهبل» أعطوها لنجار يصنع طاولة بحرفية عالية وصوروا الطاولة، أعطوها لرسام موهوب وقوموا بتصويره وهو يرسم، أعطوها لمزارع وقوموا بتصويره وهو يزرع، أعطوها لمن تشاؤون وستكون النتيجة أفضل من تقديم ما سمي لدينا ظلمًا بالدراما، أوقفوا عرض ما هو « يفشّل » من المسلسلات الدرامية، احتراماً لرجال المرور، احتراماً لروائي مبدع، احتراماً للطبيب الماهر، للمحامي النزيه، احتراماً لماجد عبد الله!