هناك نهائيات يجب أن تلعبها بقلبك بدلاً من أقدامك، نهائي العاصمة الأوكرانية "كييف" واحد منها معركة الشامبيونزليج الأخيرة بين مدريد وليفربول بعد 37 عامًا "وياهو عمر"!
النهائي الشهير بينهما كان عام 81م على ملعب حديقة الأمراء، انتهى إنجليزيًّا بهدف نظيف! والآن يعيد التاريخ نفسه بعد كل تلك السنوات، ويضرب الفريقان موعدًا من "نار وشرار" لنهائي ثقيل مُنكه بنكهة الدماء العربية ومُطعم بروائح الثأر وغبار الأعوام الطويلة، وانقسام العالم بين مؤيد لجمهورية "زيزو" الكروية ومناصر لشعبية "صلاح" العربية!
كثيرة هي المتغيرات التي مرت على كرة القدم خلال الـ37 عامًا الماضية، لفريقين يتقاسمان ود العالم ويسيطران على مساحة كبيرة من تفكيره حاليًا، ورغم ذلك استمرا محافظين على فخامتيهما الأسطوريتين وشعبيتيهما بفضل العناصر الدولية المميزة بكل منهما!
ليفربول مشتاق "شوق الصحاري للأمطار" لهذه البطولة البعيدة من بعد فراق سنة 2005م، والريال مثخن ومشبع بهواها وعشقها، يدرك تمامًا كيف هو الطريق لوصلها وخطب ودها كثقافة مدريدية دارجة بفضل خبرته وتمرسه عبر السنوات بالحصول عليها؛ فهي تجري بدمائه النقية البيضاء وتقع ضمن جيناته الملكية؛ لذا كعبه منطقيًّا أعلى وفرصه أوفر ما لم تعمل الكتيبة الحمراء ثورة إنجليزية جديدة وتخطف اللقب!
فرصة زيدان الذي يملك فريقه شراسة أوروبية كروية عظيمة لإنجاز تحقيق اللقب للمرة الثالثة عالتوالي، ومنافسة البايرن الذي حقق الثلاثية المتتالية 74ـ76م!
عكس المنحوس "كلوب" الذي يبحث عن فك العقدة أمام الريال والقفز على لعنة النهائيات التي لازمته بستة نهائيات لم ينجح غير بواحدة، أربع مع بوروسيا دورتموند واثنتان مع الليفر!
كلوب أعاد الريدز للواجهة الأوروبية من جديد وعمل بفضل سحره التدريبي على تحويل بعض العناصر لمعدن من ذهب، يكفي فهمه لإمكانات صلاح وتفجيره طاقاته الكروية الكامنة التي لم يستطع مدرب قبله إطلاقها بهذا الشكل والسلاسة!
وبالميزان إذا كان لدى الريال رونالدو وراموس ولوكا مودريتش وكروس وبنزيما؛ فلدى ليفربول صلاح وساديو ماني وروبيرتو فيرمينو وجيمس ميلنر!
وبمعركة المناعة المكتسبة ينبغي على كلوب تقوية مناعة فريقه أكثر بالذات في الوسط والدفاع، والحذر من مدريد الذي يتفنن بتعذيب فريسته قبل أن يجهز عليها ويبعثر أحلامها بالهواء!
قلوبنا شتى ومشاعرنا على اختلاف بين عشق الحلوى البيضاء واحترام زيدان، وبين الانفعالات العاطفية تجاه "أيقونة" مصر وفخر العرب محمد صلاح، ومع هذا وذاك "مش هتقدر تغمض عينيك"!