لا يخفى الوضع المالي للأندية على أقل الناس متابعة للرياضة السعودية، كما لا يخفى عليهم الديون التي تأن من وطأتها الأندية، إضافة إلى عزوف أعضاء الشرف عن الدعم لأسباب كثيرة في مقدمتها الوضع الاقتصادي حاليًا.
وليس سرًّا عمليات الإنقاذ الواسعة التي تقوم بها الحكومة، ممثلة في هيئة الرياضة لترتيب أوضاع الأندية ماليًّا ودعمها، ومحاولات صناعة كرة قدم حقيقية ومنافسات قوية كما صرح آل الشيخ.
لكن الغريب مع كل هذا الوضع المكشوف للجميع، ومع تكليف رؤساء للأندية الجماهيرية، بعضهم لم تعرفه الساحة الرياضية إلا هذا العام وغالبيتهم ممن لا يعرف عنه القدرة المالية التي تمكنه من رئاسة مثل هذه الأندية، أن يخرج هؤلاء الرؤساء لممارسة "الهياط" عبر وسائل التواصل الاجتماعي وخرق ميثاق الشرف والتهديد بخطف لاعبي الأندية الأخرى ومن يريده ناديهم، وهم في كل مرة يتسولون هيئة الرياضة لإنقاذ أنديتهم والتعاقد مع لاعبين ومدربين.
هؤلاء الرؤساء بلا استثناء، والذين لا يستطيعون إدارة أنديتهم التي كلفوا بها دون مد أيديهم لهيئة الرياضة، إما أنه أصابهم جنون العظمة وهم الذين لم يكونوا يحلمون بإدارة مثل هذه الأندية الجماهيرية ويقودون الملايين من العشاق لكرة القدم ولأنديتهم، أو أنهم عبر "هياط تويتر" يؤدون أدوارًا في مسرحية فاشلة لمحاولة خلق الإثارة داخل الوسط الرياضي، وفي كلتا الحالتين فقد أساء هؤلاء الرؤساء لإدراك ووعي المتابع الرياضي الذي يعرف حقيقتهم جيدًا، لا على المستوى المالي أو حتى على مستوى الإدارة التي كلفوا بها، وكانت حلمًا صعب التحقيق قبل قرارات التكليف.
صحيح أن هؤلاء الرؤساء سيجدون عبر هذا الهياط التويتري بعضًا من المشجعين لهم والمحفزين والمضحوك عليهم، إلا أن الغالبية العظمى في وسطنا الرياضي سينظرون لهم بعين الشفقة والسخرية، سواء كانت ممارساتهم هذه هياطًا أم تمثيلاً؛ فلا الهياط أجادوه ولا دور الكومبارس في المسرحية نجحوا فيه.
أخيرًا ليت هؤلاء الرؤساء أن يرتقوا بوعيهم ووعي الجمهور الرياضي الذي بات ينظر للمشهد ضاحكًا؛ فليست هذه المنافسة القوية التي يبحث عنها المسؤولون وليست هي الإثارة التي ينشدها الإعلام أو المتابعون. وإن أرادوا تحقيق رؤية الحكومة والاستفادة من دعمها؛ فعليهم التركيز في أنديتهم بعيدًا عن هذه الممارسات المخجلة، واستثمار هذا الدعم داخل الملعب، كما أن عليهم استيعاب أنهم رؤساء لأندية متكاملة تشمل الكثير من الألعاب والأنشطة والمسؤوليات، وليسوا مديرين للكرة في فرق كرة القدم، ولكن يبدو أنها صدمة المنصب والكرسي الساخن.