|


فهد عافت
إلى فاشل: مِنْ أيّ سَرابٍ تريد أنْ ترتوي؟!
2018-04-23

فشلتَ؟!. حسنًا، يُفترض أنها ليست نهاية المطاف!، لكن اعلم أنّه ما مِنْ أحد مسؤول عن فشلك سواك!. على الأقل ليس هناك شخص محدّد، فإنْ أُجْبِرْنا على التحديد، عُدنا إليك!. ليس هناك من هو أوضح مسؤوليّةً منك عنك!.



ـ من يُحمِّل غيره مسؤوليّة فشله، فاشل حتى في الوجه الآخَر من العُمْلَة!. يعترف ضمنيًّا أنه حتى فيما لو كان ناجحًا، فإنّ نجاحه بسببٍ من غيره!. فاشل مرّتين، في واقع الحال، وفي أمنيات الخيال!.



ـ الناس في الغالب لا يدفعون بك إلى الأمام، لكنهم أيضًا ليسوا مشغولين طوال الوقت بسَحْبِكَ إلى الخلف، وأنت مخطئ، خطأ غرور، إن حَسِبْتَ أنهم استماتوا في سبيل إيقافك، وقطع الطريق عليك!. من أيّ سرابٍ تريد أن ترتوي؟!.



ـ التنافس أمر شريف، لكن طبيعته لا تسمح لأحد بغير الانشغال بعمله. فإنْ أضاء أحدهم دربك، أو قام بمساعدتك، نَصَحَ أو مَدَحَ، أَعَانَ أو أَبَانَ، فهذا من كرمه ونبل أخلاقه، وإنْ هو لم يفعل فهو ليس مسؤولًا عنك بالضرورة، وقد كان عليك أن تقدّم ما يجبره على ذلك، أو ما يسمح بوجود آخرين يقومون بأدوار مشابهة لهذا الذي تتمنّاه في خيالك!. 



ـ زملاء الصّنْعة الواحدة، ليسوا سيئين، وليسوا أعداءً، خاصةً المبدعين والمتفوّقين منهم، مثلما أنّ الفَشَلَةَ وأصحاب المواهب الشائهة أصدقاء ومتآزرين على الدوام أيضًا!.



ـ المشكلة أنّ أصحاب الصنعة أعرف بأسرارها!. ما يعجب بقية الناس قد لا يعجبهم، قد يعرفون سهولته ومن أين أتيتَ به!.



ـ سَحَرَة ألعاب السيرك لا يصفّقون لكل ألعاب زملائهم على المسرح!. المهارات العاديّة مفضوحة!.



ـ ما لم تنل من أصحاب الصّنْعة ما تظن أنك تستحقه، فإنّ هناك أسبابًا كثيرة قبل أن تحكم عليهم بعتب التقصير وملامة الإجحاف!.



ـ قد يكون ظنك في غير محلّه وأنهم في الحقيقة منحوك ما تستحق: الإهمال!، أو قليلًا من المجاملات العابرة!.



ـ لديك أعداء؟!، ومن هذا الذي ليس لديه أعداء؟!. تواجه صعوبات وعوائق؟!، ومَن مِن هؤلاء المتفوقين لم يواجه مثلها وفي الغالب أضعاف أضعافها؟!.



ـ أقلّ ما في الأمر فكِّر في كيفية تفكير أهل النجاح والتّفوّق، أوضح ما ستجده فيهم كثرة الامتنان وقِلّة العتب!.



ـ واحدة من أسخف العتابات: أنا أحبك أكثر من فلان، أنا أقرب إليك نسبًا أو صحبةً، فلماذا تختاره وتتجاهلني؟!. يا أخي: ربما كان فنّه أحبّ وأقرب نسبًا وصحبةً من فنّك!.



ـ الإبداع صِلَة رَحِمٍ أيضًا!.



ـ لماذا لا تكتب عن روايتي؟!، لماذا تمتدح قصيدة فلان وتتجاهل قصائدي؟!، لماذا لا تذكر اسمي مع بقية الأسماء التي ترددها دائمًا؟!، هذه الأسئلة وأشباهها، لا تفيدك في شيء، هي خارج مهمّتك ومهمّة من ترمي بثقلها عليه!. ثم إنّها مُهينة لك، كُفّ عنها!.