|




بدر السعيد
حين يبث «الهراء» على «الهواء»..!!
2018-04-22

كانت وما زالت الرياضة متنفسًا و”نمط حياة” لي ولكثير من بني جيلي.. والحال ذاتها عايشتها في حياة والدي وأبناء جيله.. وعشت لأرى الأمر يتكرر في جيل أبنائي.. بعد أن تمكنت الرياضة من زرع حبها في قلوبنا وأخذ حيز من عقولنا.. لتصبح أبرز القواسم المشتركة لأجيالنا الثلاثة.. بكل ما فيها من اختلافات وخصوصية..!



وحين أتحدث عن الرياضة فإنه لا يمكنني ولا يمكن لغيري أن يحيّد أو يسطح دور الإعلام الرياضي في ذاكرة وأحداث رياضتنا؛ فهو شريك ثابت في مختلف نجاحاتها وإخفاقاتها.. وأحد أبرز أدوات التأثير العقلي على كل شرائحها وفئاتها على حد سواء.. إلا أن “المحزن” و”المحبط” هو أن بعض من يمثلوه كانوا ولا يزالون سببًا في تشويه جمال الرياضة في “بعض” المراحل.. والإساءة إليها عمدًا وجهلاً..!



تغير الكثير من المسؤولين.. وغادر المشهد أجيال وأجيال.. تبدل الفكر الرياضي.. كل شيء اختلف إلا ذلك الفكر الإعلامي “المزعج” في محتواه وتوجهاته.. فكر الكراهية.. والتشكيك.. الفكر القائم على تبني نظريات المؤامرة ونشر الأكاذيب.. وتلفيق التهم.. الفكر الذي طالما كان سببًا في التأجيج والتصعيد بين أبناء المجتمع الواحد، الفكر الذي أخذ من “ثقافة الضجيج” مدرسة لأساليبه وحاضنًا لأفكاره..!



اليوم يا كرام.. نقف أمام مشهد إعلامي مزعج استطاعت فيه “ثقافة الضجيج” أن تتمكن من فرض وجودها على المشهد.. فهل سنقف متفرجين أمام مشاهد “الهزل” في الحوارات والمستوى “المتدني” من الطرح المليء بالأخطاء والمغالطات..!



ليس بالضرورة أن نتفق مع الإعلامي في ميوله أو توجهاته؛ فتلك حرية شخصية تكفلها له كافة الأنظمة والأعراف.. لكن تلك الحرية لا تمنحه الحق في استخدام ما يريد من “ألفاظ” أو “أكاذيب” لإيصال فكرته والترويج لأهدافه..!!



كلنا فرحنا واستبشرنا بإنشاء اتحاد مختص بالإعلام الرياضي، لكننا لن نصفق لهذه الخطوة قبل أن نرى هذا الاتحاد، وقد وضع بصمته في إعادة صياغة إطار ومحتوى إعلامنا الرياضي في كافة محاوره.. يا أصحاب القرار.. أجيالنا أمانة.. ورياضتنا رسالة.. أرجوكم لا نريد المزيد من “الهراء” أن يبث على “الهواء”..!!



دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..