ـ سمع الاتحاديون وغيرهم عن “الميزانية المفتوحة” التي تحولت إلى “كابوس”، أرهق ناديهم بالديون ومعاناة دفع ثمنها غاليًا؛ لتجد اليوم الأندية السعودية بما فيها نادي الاتحاد، أن مقولة “ميزانية مفتوحة” باتت على أرض الواقع “حقيقة” مسلمًا بها “قولاً وفعلاً”، وقد أخذت بعدًا أكبر في آلية تطبيقها وتنفيذها، عن طريق دعم مادي سقفه مفتوح ومكشوف للعلن، مقدم من رئيس هيئة الرياضة وظاهر للجميع من خلال معطيات ملموسة عبر معلومات رقمية متصلة بعقود لاعبين وتسديد ديون ومعالجة قضايا لا تخص نادٍ بعينه، إنما عدد كبير من أندية الدرجة الممتازة.
ـ هذه “الميزانية المفتوحة” التي رصدها معالي رئيس هيئة الرياضة تركي آل الشيخ دون أن يعلن عن حجمها المالي كأضخم ميزانية “غير مسبوقة” في مسيرة الحركة الرياضية والأندية السعودية، ولا أبالغ إن قلت إنها لن تتكرر وفق اهتمام كبير له أبعاده “المستقبلية” من قبل قائد الحركة الاقتصادية والشبابية والتطويرية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظه الله.
ـ وبقدر ابتهاجنا كمجتمع رياضي بهذه “الميزانية المفتوحة”، وبكل القرارات التي لها علاقة بالكرة السعودية فيما يخص زيادة عدد اللاعبين الأجانب وإسناد مهمة قيادة مباريات الأندية المحترفة للحكام الأجانب، إلى جانب القرارات الأخيرة المتعلقة بـ”إعفاءات” واستقالات وتكليفات غيرت كلها وفِي مجملها من “تركيبة” أنديتنا التي كانت منذ تأسيسها تعتمد على أعضاء الشرف، لا بد أن هناك سؤالاً يطرح نفسه بحثًا عن إجابة وهو: ماذا يدور “بالضبط” في رأس “أبو ناصر” ويخطط له؟
ـ يقينًا أن رئيس هيئة الرياضة لديه توجه معين لاستراتيجية بعيدة النظر والمدى لرؤية مستقبلية، فرضت هذا التغير بكل ما فيه من أعباء مالية تكفلت بها الدولة، وإن كان “أبو ناصر” قد عبر في تصريح تلفزيوني أن الغاية من كل هذه التغييرات بِما تحمل في طياتها وأهدافها من “إصلاحات”، هو أن يصبح الدوري السعودي أفضل بكثير من المراحل السابقة، ويحاكي الدوريات العالمية، إلا أن عملية “استيعاب” هذا التوجه وما يندرج حوله من “تحولات” مفرحة جدًّا و”خطيرة” أيضًا، تدعونا كمتابعين ومراقبين إلى “التوقف” عند نقطة مهمة لها علاقة بما صدر من تكليفات مدتها “سنة كاملة”، بما يعني أنها “تجربة” قابلة للنجاح أو الفشل من جهتين مرتبطتين بكفاءات تملك المال، وأخرى لا تملك المال، إنما لها خبرتها الرياضية كلاعبين، وإن كل هذه الكفاءات التي تم تكليفها مؤخراً بمهمة رئاسة الأندية هي من تحدد في سباق مع الزمن والجمهور نجاح هذه التجربة من فشلها؟