"1"
ـ لا ميزة للمرء فيما لا ينتقيه، لا فضيلة له فيما لا يختاره، ولا منقبة ولا مأثرة فيما لا يتجه إليه ويصنعه بنفسه، أو يساهم في صناعته عمدًا وعن سبق ترصّد!.
ـ وهو كلّما حاول وفشل ثم لم ينسحب وحاول مرّة ثانية، وثالثة، وبلا عددٍ إلى أن ينجح، كان أجدر بالتقدير.
ـ لا يُستثنى من مجدٍ كهذا، غير مروِّع الناس قاطع الطريق أو مُكَمِّم الأفواه!، هذا هو الذي كلّما نجح فشل!.
"2"
ـ كان لاعبًا، صار مدرّبًا، تغيّرت أشياء كثيرة، وبقي التعريف على حاله، زيدان باختصار هو: حدوث ما لم يحدث من قبل!.
ـ الفرق بين مارادونا وبين زيدان، هو أنّ مارادونا كان يمكن له أنْ يكسب مع وجود عشرة لاعبين سيّئين معه، لم يكن يحتاج إلّا لنفسه لصناعة الأعاجيب!. بينما كان زيدان يكسب بقدرته على جعل العشرة الآخرين في يومهم!، بتهيئة الظروف على نحو لا مثيل له لكل واحدٍ منهم لتقديم أفضل ما لديه!. ربما لذلك فشل مارادونا في أنْ يكون مدرِّبًا عظيمًا، بينما نجح زيدان في تحقيق ذلك!.
"3"
ـ الذين يمنحونك زاوية جديدة للرؤية، إنما يمنحونك عيونًا جديدة. حرفيًّا أكاد أعني ما أقوله امتنانًا لهم. معهم تتكشف لك بصائر. قد لا يكون من الجيّد دائمًا أن تكون أو أنْ تصير خبيرًا بكل شيء!. وليست هذه مهمّة أهل الفن والإبداع والصحبة الكريمة الطّيبة!. يكفيك منهم أنهم وعبر مشاوير قراءة سطر أو نفحة عطر أو صحبة عمر، يكشفون لك عمّا هو لديك من قدرة على تلقّي الجمال والمكارم، لولاهم لقضيت عمرك كاملًا، لا تدري عن بهاء ما لديك!.
ـ بالنسبة لي، وكلّما فكرت في مثل هذه الأمور، أو دَنَدَنْتُ حوْلها، يتنفس صبحان، واحدٌ منهما له أسماء كثيرة، كل اسمٍ من هذه الأسماء يستحق احتفاءً خاصًّا، وواحدٌ منهما اسمه مسفر الدوسري!.
"4"
ـ النفس أمّارةٌ بالسوء!. آخر مرّةٍ جرّبتُ فيها مثل هذا الأمر، كانت بعد اقتنائي لكتاب "أبو جفين": " توصّون شي ولاش"!. فقد كنت أتمنى أنْ يكون سيّئًا لأنني حكمت بتفاهة المحتوى قبل قراءته!. ولأنني أثناء القراءة سعدت بما أظنه وافق ظنّي قبلها!. شعرتُ أنني وفي إنسانيتي أكثر تهافتًا من الكتاب نفسه!. وإذْ أكتب ما أكتب الآن فلأنني أريد إصلاح هذه النفس ومصالحتها!.