قضاة الملاعب ركن مهم في المنظومة الرياضية، الحكم هو قلب مباراة كرة القدم، وظيفته توفير بيئة عادلة، وتعزيز شعور اللاعبين بالأمان.. هو الشرعية الحقيقية في المستطيل الأخضر، صاحب السلطة القانونية.. والمنافسة الشريفة رهينة بصفارته.اختيار الحكم السعودي فهد المرداسي حكمًا في نهائيات كأس العالم 2018م في روسيا، منجز رياضي وطني، يجب أن نفتخر به، لكن هنا أسأل:
هل نجاح المرداسي "مصادفة" أم "تخطيط علمي"؟!
درس قاري يجب أن نتعلم منه في رياضتنا المحلية. أطلقت لجنة الحكام في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم في شهر يوليو 2011م مشروع تطوير الحكام، من خلال اختيار مجموعة من الحكام الصاعدين، ومراقبتهم على مدار عامين من قِبل محاضري النخبة للحكام في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.
شارك الحكم السعودي فهد المرداسي بجوار 22 حكمًا من القارة الآسيوية في الدورة الأولى لمجموعة تطوير الحكام بالعاصمة الماليزية كوالالمبور نوفمبر 2011م.
طيلة السنوات الماضية والاتحاد الآسيوي يؤهل "المرداسي" بدورات مختصة ومحاضرات علمية، ومنحه الفرصة في المنافسات القارية على مستوى الأندية والمنتخبات بمختلف الفئات السنية.
هذا التخطيط "العلمي" ما نتائجه؟؟
صناعة حكم سعودي شاب يشارك في نهائيات كأس العالم 2018م في روسيا.
لا يمكن تجاهل دور لجنة الحكام السعودية في مسيرة بناء الحكم فهد المرداسي. الاتحادات المحلية هي من ترشح حكامها للمشاركة في الدورات القارية. يجب أن تُشكر اللجنة على اكتشافها هذه الموهبة، والمساهمة في صقلها بمنحها الفرصة في إدارة مباريات مهمة بالبطولات السعودية، ساهمت ـ بدون شك ـ في تعزيز الثقة، واكتساب الخبرة.
لا يبقى إلا أن أقول:
لا يمكن صناعة حكم لا يملك "الموهبة"، والحكم "الذكي" لا يعتمد فقط على لجنة الحكام لتأهيله؛ يجب أن يهتم بنفسه أكثر خارج الملعب بالنوم المبكر، الغذاء المناسب، الحفاظ على لياقته البدنية، الثقة بالنفس، فَهم قانون اللعبة وليس حفظه..
قبل أن ينام طفل الـــ "هندول" يسأل:
ما خطط الاتحاد السعودي لكرة القدم لصناعة حكام المستقبل؟!
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا "الرياضية".. وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك..