يقول معالي المستشار تركي آل الشيخ رئيس هيئة الرياضة، دائمًا انتقدوني انتقدوني، مخاطبًا الإعلام الرياضي السعودي تحديدًا، ومنذ أن كرر آل الشيخ عبارته تلك، رأينا بعض الانتقادات التي تتم على استحياء، ورأينا بعض الانتقادات الغبية التي يعتقد أصحابها أنها شجاعة، وهي إن وصفت فتوصف بالبشاعة.
أسوق هذه المقدمة لكي لا أحسب على أحد الطرفين، من ينتقد باستحياء أو من يبحث عن الشجاعة، فحين تولى رئيس الهيئة مهامه تحدث في أول قراءته عن ملف التخصيص، وذكر أنه سيتأخر إلى نهاية عام 2019؛ لأن الأندية والرياضة السعودية ليست جاهزة له. تبعها أزمة مرت في وسائل التواصل بينه وبين أنصار فريق الأهلي وهاشتاقات لم تتوقف؛ حتى اضطر رئيس الهيئة للكشف عن حجم الدعم الذي قدمه؛ ليتبين تلقي العديد من الأندية الملايين وعلى رأسهم الأهلي بنحو 100 مليون.
وعاد الرئيس بعدها ليتحدث في أكثر من قناة أن الحكومة أو بشكل أدق هيئة الرياضة، ستقفل الصنبور الذي ينقذ الأندية أو يدعمها، سمها ما شئت، لكن الغريب ما نراه حاليًا، أن صنبور الهيئة لم يتوقف، بل زاد تدفقه للملايين من الريالات. كما نرى أن التخصيص أصبح سرابًا، لعلنا ندركه عام 2029، وليس عام 2019م، كما يقول معالي المستشار.
آل الشيخ لم يعد رئيسًا للهيئة ولا لأنديتها بحكم أنها حكومية؛ فلقد أصبح مسؤول الاحتراف في كل هذه الأندية ورئيسًا لمجالس إداراتها.
أعلم أن أول أمر سيتحدث عنه معارضو هذا الكلام، أن كل ذلك لمصلحة المنتخب السعودي الذي يستعد لمونديال روسيا، ولكن سؤالي لمعالي الرئيس ولغيره: هل هذه أول مرة نتأهل إلى كأس العالم حتى يحدث ما يحدث في الأندية، ويصبح الرئيس معالجًا لكل عثراتها؟
بالطبع لا.. حتى في أولى مشاركاتنا لهذا المحفل العالمي حققنا أكبر الإنجازات ووصلنا دور 16.
رئيس الهيئة يحل مشكلة السومة مع الأهلي ويبقيه، ويجدد لعطيف الهلال، ليتبعهم في فيديو آخر بالعابد والشهراني، ثم يجدد ليحيى النصر وهو في إسبانيا، وللجبرين وهو في الرياض، ثم للسهلاوي، وقبل أن يرى هذا المقال لا نعلم لمن سيجدد ولأي فريق.
لكن ماذا إذا أخفقنا في كأس العالم وتأخرنا سنين طويلة في مشوار التخصيص.. هل سنصبح أبطالاً للبلاي ستيشن كما قال معاليه لحظة غضب، أم سنحاسب أنفسنا على فتح هذا الصنبور، وعلى تحولنا لمرافقي مواكب النجوم ظهرًا، والمطبلين لهم مساء؟
الكلمات لا تسع لأتحدث عن هذه المشكلة في سطور قليلة يفرضها المسؤول في صحيفة الرياضية.. كما لا أعلم هل سينشرها أم لا، ولا أعلم إن نشرت.. "فهل سيوحشكم عيد الثقيل" أم لا.