ـ مساء يوم الخميس المقبل بإذن الله، ولا غير الخميس سوف يسدل الستار على نهاية موسم كروي حافل بالمتعة والإثارة، وبأحداث لم يسبق أن عاشت الكرة السعودية في أجوائها الصاخبة مِن قبل، ويعلن بالتالي من هو "بطل" الموسم لدوري المحترفين.
ـ هذه الأحداث الصاخبة والمتلاحقة بكل ما فيها من تناقضات في المواقف وغرائب وعجائب في نتائجها لن تنتهي إلا مع صافرتين من خلال مواجهتين مهمتين جدًّا، ومصيريتين جدًّا جدًّا للفريقين المتصارعين والمتنافسين على اللقب، الهلال والأهلي اللذين سيواجهان في توقيت واحد الفتح وأحد والأنظار كلها تتجه إلى ملعبين أحدهما بالرياض والآخر بمكة المكرمة، وحال لسان جماهيرهما يردد وبصوت عال، يارب هلالية ويا رب أهلاوية.
ـ الفرق بين هاتين المواجهتين على المستويين الفني والعناصري، إن مواجهة الأهلي وأحد تكاد تكون بنسبة 99,99 % محسومة لمصلحة الفريق الأفضل والأقوى، والذي يلعب على أرضه وبين جماهيره، وإن أقيمت بملعب الشرائع وبالتالي فإن فوز الأهلي من وجهة نظري ونظر من يعرفون كرة "مضمون"، وأنا هنا لا أقلل من فريق أحد الذي يقع مركزه في الأخير ولا أستبعد هزيمته بـ" سداسية" إلا في حالة واحدة، أن نتيجة الشوط الأول لمباراة الهلال والفتح كانت "مخيبة" لآمال وطموحات الأهلاويين.
ـ ولو بحثنا عن إمكانية حدوث "مفاجأة" في مباراة الرياض لوجدنا أن "فتح" الجبال مدرب لا يمكن الاستهانة أبداً بقدراته التدريبية وبإمكانات لاعبي الفريق "النموذجي" ويحقق فوزاً مدوياً على الهلال، حتى وإن توقع في أحد البرامج الرياضية قبل أسبوعين أن بطولة الدوري "هلالية" ولَم يتمناها مثلما تمناها مدرب أحد ماهر الكنزاري الذي صرح بها علناً على الملأ، وهناك فرق كبير وشاسع بين التوقع والتمني.
ـ بعيداً عن عالم الأماني والتوقعات فإن "المنطق" يقول إن من سيحدد "هدية" بطولة الدوري و"يهديها" لمن للهلال أم الأهلي؛ فهو مدرب الفتح "وما أدراك ما الفتح مدربه الداهية فتحي الجبال"؛ فَلَو حقق "المفاجأة" وهزم الهلال أو تعادل معه، فألف مبروك هذه الهدية "الثمينة" والغالية جداً للأهلي المنتصر عل أحد، بينما لو حدث"العكس" وكسب الهلال بـ"جدارة"، وليس على طريقة "الفيلم الهندي" المشهور الذي حدثت وقائعه المعروفة من أحد أندية بريدة فالهدية هنا لها "طعم" آخر عند الهلاليين ببطولة "مستحقة" نالها بطل بلا "هدايا" لمسناها تقدم لمنافس غير تقليدي و"على عينك يا تاجر"، ولعل أهم هذه الهدايا هدية "تركي آل الشيخ" ببقاء هذا المنافس في دوري المحترفين، وهي "أغلى" بكثير من حصوله على بطولة الدوري.