كثيراً ما يخلط الناس بين "المدير الفني" وبين المدرب! المدير الفني؛ الامتداد المتطور عن المدرب الذي في الغالب مهامه "تكتيكية"، المدير الفني الشخص الذي يشرف على الكادر الفني بأكمله "مدرب ومساعده ومدير إداري ومعالج طبي...".
يقتصر عمل المدرب على الخطط الفنية في الملعب واختيار اللاعبين وتدريبهم، المدير الفني مهامه أشمل/ أوسع تمتد لمراقبة فئات النادي الأخرى "شباب وناشئين" والاطلاع على أفضل الخامات وتصعيدها للفريق الأول، وعمل تقييم لإنتاجيتهم من عدمها.
مهمة المدير الفني اليوم في عالم كرة القدم باتت من أكثر الوظائف أهمية وحساسية فهو من يضع الخطوط العريضة للخطط والتكتيكات والمسؤول عن التعاقدات وهو من يُحاسب في نهاية الموسم عن النتائج.
المدير الفني العقل المدبر... "دماغ" الفريق والرابط المشترك الذي يعمل على التنسيق بين مدربي جميع الفئات السنية وهو من يقيم الصفقات المعروضة من الكشافين والوكلاء ولجنة التعاقدات.
ماذا عنا هل توجد لدينا إدارات فنية متخصصة تقوم بذلك؟! للأسف لا توجد فمعظمها تقوم بأعمال عشوائية قصيرة المدى وغير احترافية تخضع لمعايير المزاجية والطقس المتقلب ومداهنة "س" و"ص" من أعضاء الشرف.
الاحترافية معدومة هنا! في أوروبا "المدرب" نفسه هو المدير الفني "ولا تعارض"؛ لأن عقود مدربيهم تمتد أعواماً طويلة بخلاف أنديتنا لا تزيد عن عام/ عامين كأعلى تقدير، خير الأمثلة العالمية للمدير الفني "الأنموذج" السير أليكس فيرجسون مدرب المان يونايتد مدة زمنية طويلة 27عاماً، جعلته واحداً من أنجح المديرين الفنيين في العالم بلا منازع.
تطور كرة القدم وتسارع نبضاتها الاحترافية يحتمان على الأندية والمنتخبات أن تكون احترافية أكثر وتضع كوادر فنية عالية التخصص. أي فريق يريد تحقيق الاستقرار ويطمح إلى تحقيق نتائج جيدة يحتاج إلى التخطيط واستقطاب مدير فني.
أنديتنا للأسف تعمل تحت مظلة مزاجية رؤسائها وعشوائية تفكيرهم ونتاج اجتماعات "آخر الليل"؛ لذا نحن بحاجة أكثر إلى عمل المدير الفني، فمن يقيم عمل المدربين واللاعبين الذين يتم استقطابهم من يرحل ومن يبقى؟ ومن يرسم خطة عمل الموسم الجديد والنهج الفني في النادي؟ خير مثال على "تسريح" المدربين من دون أي معايير فنية/ وتخصص؛ إقالة دياز وتوجه الأهلي الآن مع ريبروف، لو فكر الأهلاويون بإقالته فمن سيقيم عمله السابق تقييماً احترافياً؟!
وكمثال العربي في السابق استعان بسامي الجابر مديراً فنياً مع المدرب كارينيو، بغض النظر عن نجاح التجربة من عدمه، كان جيداً أن يفكر فريق عربي في خطوة كهذه.