|




بدر السعيد
الخبز وخبازه..!!
2018-04-01

قليلة هي المرات التي يجتمع فيها حضور جسدك وروحك في مناسبة رسمية تطغى فيها الدبلوماسية والرتابة في أحيان كثيرة، وتختلف دوافع استجابة دعواتها.. لكن حين تكون الدعوة ممن تحب ولحضور ما تحب والتقاء من تحب، فإن حواسك ومشاعرك تكون في قمة نشوتها..



مساء البارحة 31 مارس، كنت على موعد جديد مع الهوى.. مع عشق عجزت أن أنساه، ورفض هو أن يتجاهلني.. كنت حاضرًا لمنافسات بطولة التحدي للسباحة، بدعوة كريمة من أحبتي في اتحاد السباحة.. اقتصر حضوري على ساعة واحدة؛ نظرًا لارتباطات نهاية الأسبوع من جانب، وسوء الطقس من جانب آخر.. لكن تلك الساعة كانت كفيلة بإعادة ذلك الزخم من المشاعر تجاه من تربطني بهم ذكريات جميلة.. وتجاه ذلك المكان الملهم "المسبح"..



"المسبح".. المكان الذي بدأت علاقتي به منذ العام 1986م.. حين كنت صغيرًا لا أفرق بين أنواع السباحات أو تخصصاتها.. يومها لم أكن أعرف نجمًا محليًّا أو دوليًّا في هذه الرياضة.. كنت صغيرًا حينها، ولم تكن أهدافي تتجاوز قدرتي على تعلم السباحة وإتقانها ليس إلا..!



لم أكن أعلم حينها أني سأتعلق بحب السباحة.. لم أكن أعلم أن الزمن سيستقر بي لأجد نفسي يومًا ما أسابق المتجمهرين لمشاهدة مايكل فيلبس وهو يسبق الجميع.. ويكررها.. لينال ما يريد وأكثر في أولمبياد 2008 في بكين.. وأستمر لأكرر ذات التجربة في لندن 2012.. تمامًا كما يفعله عشاق ريال مدريد وبرشلونة في البحث عن مقاعدهم في مدرجات السانتياجو برنابيو والكامب نو..! 



أجزم أن ما أعيشه من عشق مع السباحة ليس حالة خاصة أو فريدة.. فالرياضيون في بلادي قد سبقوني وتجاوزوني في ذلك وهم كثر.. ولا أختص بذلك رياضة بعينها، بل في مختلف الرياضات والمجال يضيق لحصرهم وشكرهم والثناء عليهم.. أجزم أن أولئك العاشقين المخلصين لرياضاتهم هم أحد أهم وأكبر أسباب استمرارها تتنفس وتقاوم البقاء على مر السنوات..



إلى أصحاب القرارات.. حافظوا على الرياضيين الحقيقيين.. الرياضيين الذين مارسوا وعاشوا لحظات التحدي والإجهاد.. الانتصار والخسارة.. التتويج والكبوات.. أولئك الذين أضاعوا سنوات من أعمارهم بين معسكر ومنافسة.. بين جاهزية وإصابة.. احتضنوهم.. ادعموهم.. امنحوهم فرصة قيادة وإدارة العمل الرياضي.. أعطوا الخباز خبزه.. فأهل مكة أدرى بشعابها..



دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..