ـ أكتب هذه الفقرة الأولى بحزن وبخجل، راجيًا خلوّها قدر الإمكان من التجريح ومن التطاول!، ولفعل ذلك سأبدأ بتحية تقدير كبيرة، والتأكيد على الرِّفعة المستحقة للأستاذ الدكتور سعد البازعي، أحد أهم الأسماء الثقافية في المشهد السعودي والعربي.
ـ بعد ذلك أكتب: سعد البازعي أخذ أكثر من حقه بإضافة اسمه على غلاف كتاب: “داخل المكتبة.. خارج العالم: نصوص عالمية حول القراءة”، والذي ظهر مساويًا تمامًا، ما لم يزد، عن اسم “راضي النماصي” صاحب الاختيارات والترجمة، وبالتالي: صاحب الكتاب!.
ـ قد لا يكون للدكتور سعد البازعي ذنب في وضع اسمه على الغلاف ككاتب للتقديم، وليس عندي أدنى شك أن الحِسّ التجاري، ورغبة التسويق، هي التي قادت لمثل هذا الحضور غير المنصف، خاصةً وأنّ تقديم الأستاذ الدكتور الجليل سعد البازعي للكتاب، جاء مقتضبًا، ومدرسيًّا، وبقيمة لا تتخطى حدود قيمة توقيع مدير بتمرير معاملة!، مع تمنيات للمترجم باستمرار النشاط!.
ـ الكتاب أجمل من ذلك بكثير، وما فعله “راضي النماصي” فيه ومن خلاله، يستحق لما فيه من الخصوبة كتابة أعمق، وأجدر!. وفي النهاية، فإنني لا أُسجِّل اعتراضًا على التقديم، بقدر ما أكشف عن رأيي حول ترقية الاسم إلى الغلاف ومساواته بالكاتب “صاحب الاختيارات والترجمة والعنوان”، الأمر الذي أراه مخلًّا بالإنصاف من حيث القِسمة!.
ـ دار أثر للنشر والتوزيع، تكسب يومًا بعد يوم، صِيتًا كريمًا، وقيمة جليلة مُسْتَحقّة، هي واجهة ثقافية سعودية مُشرِّفة، وأحقّ بالاحتفاء من مكتبات ذات اسم كبير، لكنها لا تقدّم غير بضاعة رديئة، وترجمات خائبة تستهين بفكرة الترجمة نفسها!، أعرف مكتبة لا تضع حتى اسم المُترجم على مطبوعاتها، وتريد منا أن نحترم عملها!.
ـ مشكلة “دار أثر” أنها جديدة، وأنها تتعامل مع أصوات شبابية جديدة، خاصةً في مجال الترجمة، وكل ما أرجوه هو أنْ لا تتعامل مع هذه المشكلة باعتبارها مُصيبة أو عيب!.
ـ فما تقدمه هذه الدار السعودية بمجهودات شبابها، أكرم بكثير من التعلّق بأسماء كبيرة، وباستدرار عطف شبه رسمي لهذه الأسماء، لمجرّد إضافتها على الغلاف أو حتى الاستئناس بها في صفحاته!.
ـ “داخل المكتبة.. خارج العالم!”، كتاب رشيق، مُعتنى به، وهو من الكتب التي ما إن تدخلها، حتى تتحسّر على أنك ستنتهي من قراءتها سريعًا، تتمنّى لو كانت أطول، لو امتدّت الرحلة أبعد!.
ـ لأختم بأمنية أنْ يكون لهذا الكتاب أجزاء أخرى، مع وعد بالرجوع إلى هذا الكتاب الرائع قريبًا بإذن الله.