في مساء يوم 21 مارس الجاري، وبينما كان الأخضر السعودي يقيم معسكره الإعدادي في ماربيا الإسبانية.. كان هناك وعلى طرف آخر من الأرض مجموعة من رواد الفضاء يتقدمهم "أوليغ أرتيوموف"، وقد انطلقت رحلتهم المكوكية على سفينة الفضاء "سويوز أم أس-08"؛ لتلتحم بمحطة الفضاء الدولية..
في صباح اليوم التالي، تابعت تفاصيل الخبر الذي تضمن رغبة رواد الفضاء في وضع خطة تقتضي قدرتهم على متابعة مجريات كأس العالم عبر الإنترنت أثناء تواجدهم في محطة الفضاء.. وتوقفت مندهشًا حين وصلت في القراءة إلى محتويات أمتعة رواد الفضاء التي كانت تضم بينها "تيليستار 18".. ولمن لا يعرفها فهي الكرة المخصصة لمنافسات كأس العالم 2018 في روسيا.. وهنا توقفت دون إرادتي..!
انتابني شعور عميق بالدهشة.. وسرح بي تفكيري بعيدًا عند مشهد "افتراضي" لذلك الاجتماع الذي عقد في ربيع 1928م، حيث أيد رفاق الفرنسي "جول رينيه" فكرته القديمة بإقامة بطولة كروية تجمع دول العالم بعد سبعة أعوام قضاها "رينيه" في محاولات حثيثة لإقناع أصحاب القرار بتنفيذ الفكرة..
أعود مجددًا لخبر سفينة الفضاء.. وإلى تلك القطعة الجميلة "تيليستار18"، التي تسافر للمرة الأولى إلى خارج الأرض، وهي الكرة التي من المرجح أن تستخدم في المباراة الافتتاحية لمونديال روسيا.. أرأيت يا "رينيه".. فكرتك لم تعد منافسة رياضية تحتكم إلى أهداف بعد ركل جلد منفوخ.. ترى هل كنت تدرك حينها إلى أين ستصل فكرتك؟ هل ستصدق ما أخفاه القدر عنك حول مستقبل كأس العالم..؟
هذا ما يخص "رينيه".. أما نحن فسنكون على موعد مختلف مع "تيليستار 18"، حيث سيقف سكان الأرض أمام شاشات التلفاز والأجهزة الذكية.. ستمتلئ الساحات الشعبية والمقاهي قبل مدرجات ملعب "لوجنيكي" في العاصمة "موسكو".. يومها سيكون الأخضر في أحد أهم منعطفاته التاريخية الرياضية..
قبل صافرة البداية.. بل قبل أن تعود مركبة الفضاء إلى الأرض.. نريد أن نجيد التعامل مع "تيليستار18".. نريد أن تبقى تلك الكرة الفضائية خير شاهد على بذل رجال الأخضر.. أرجوكم.. نريد أن نتذكر "تيليستار 18" بشيء من الفخر.. افعلوها من أجلنا.. ومن أجل وطن قدم لكم كل ما تحتاجونه لتكونوا في الموعد يا رجال الأخضر..
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..