|


د.تركي العواد
مانشستر.. مانشستر
2018-03-22

أتابع الدوري الإنجليزي منذ عقود وبقيت مشجعاً متحمساً لأرسنال. على الرغم من سنوات الإحباط التي مر بها فريق المدفعجية، إلا أن ولائي لم يتغير. لكن زيارتنا الأخيرة إلى معقل الشياطين الحمر لحضور برنامج التدريب المخصص لمديري المراكز الإعلامية في الأندية السعودية أوجدت في قلبي ميلاً لمانشستر يونايتد.



 فتجربة الفريق الأحمر الفريدة في تحويل فريق كرة قدم إلى براند وماركة تفوق في شهرتها جميع الأندية والرياضات الأخرى شيء يستحق التقدير والاحترام.



أعجبني استغلال النادي لكل متر في ملعب أولدترافورد للتسويق للنادي وإنجازاته. الملعب من الداخل باختصار متحف رياضي متكامل صمم بشكل جذاب جعل عدد الزوار يصل إلى ثلاثمئة ألف سنوياً. فالملعب من الداخل مليء بالصور التي توثق إنجازات النادي بشكل رائع.



أعجبني ممر يسمى "ممر الثلاثية" وهو مكان ثابت في الملعب يخلد ذكرى الفوز بالدوري والكأس ودوري الأبطال في موسم 1999. أيضاً هناك ركن في الملعب يُلقي الضوء على بطولة واحدة كل شهر. كأس الاتحاد عام 1979 كان عريس هذا الشهر وقد تضمن الركن صوراً للاعبين والفريق الذي حقق البطولة وملابس الفريق وصوراً للمباريات التي خاضها الفريق في طريق الفوز بالكأس.



العنصر البشري هو أكثر ما أثار إعجابي وإعجاب البعثة. فكل من قابلناهم يعرفون جيداً قيمة الانتماء إلى هذا النادي العريق لذلك يتصرفون بمهنية عالية تعكس الاحترافية التي يتمتع بها النادي داخل الملعب وخارجه. لا غرابة أن ورشة العمل صممت بشكل رائع يعكس روعة هذا النادي. فالمتحدثون الثلاثة قدموا لنا عصارة تجربة النادي في المركز الإعلامي وكيفية التعامل مع الصحافة والمؤتمرات الصحفية.



أذهلني الدور الكبير الذي يقوم به مسؤول الإعلام في النادي. فهو لا يقوم فقط بالتواصل مع وسائل الإعلام وكتابة الأخبار اليومية، بل إن عمله أوسع من ذلك بكثير. فهو حلقة الوصل بين النادي والعالم الخارجي. يقوم بالتواصل مع الجماهير ويشرف على وسائل التواصل الاجتماعي بكل أنواعها. كما يقوم بالعمل على تقوية العلاقة مع الشركاء الإستراتيجيين والرعاة. إضافة إلى العمل الإعلامي اليومي وتغطية الأخبار وإصدار مجلة شهرية للنادي وكذلك إصدار كتيب صغير عن كل مباراة يخوضها النادي يباع في الملعب مع التذاكر.



كنت سعيداً جداً بتفاعل مديري المراكز الإعلامية مع البرنامج وأعجبني حماسهم لنقل تلك التجربة إلى أنديتهم. أتمنى من الأندية أن تعطي المراكز الإعلامية مزيداً من المهام وألا يقتصر عملهم على كتابة الأخبار والتواصل مع الإعلام.