|




فهد عافت
أنتَ ما تبقّى لك من شكوك!
2018-03-17

ـ قلتُ له: القراءة مثل الحب، لا أحد يَدُلّك على محبوبك أكثر من قلبك، بل ما مِنْ سواه دليل؛ ولذلك لا أنصح أحدًا بعينه على كتابٍ بعينه، من الأفضل لهذه "العيون" أن تلتقي بنظراتها دون تدخلٍ من أحد، ولتخفِق القلوب بعدها كما شاءت وشاء لها الهوى!.



ـ لكنه نجح في خلخلة رأيي، وزحزحتي عنه، بكلمات متلألئة، قال: ولماذا لا تكون القراءة مثل الرياضة أيضًا، أليس هذا شكلًا من أشكالها الجميلة؟!. قلت: نعم، أظن ذلك. قال: وقد تحتاج الرياضة إلى مُدرِّب، إلى خبير يقدر على التّوجيه!.



ـ شكرته على الإطراء، وشكرته أكثر على متعة الحوار، و.. أكثر على قدرته في تشكيكي برأيي وموقفي المُسبق، الذي ثرثرت به طويلًا، وكنت أظنه حاسمًا، وفكّرت في مساوئ الحَسْم!.



ـ كل حسْمٍ نهاية!. وكل نهايةٍ موت، وكل موتٍ تحجّر، هل سُمّيَت المرأة بعد رحيل زوجها "أرملةً" لأنه صار رملًا؟!، وهل تحمل الكلمة دعوةً خفيّةً أو حكمًا اجتماعيًّا يُلزم قلبها بالتحجّر، إكرامًا أو مشاركةً، لرحلة العودة إلى الرمل؟!.



ـ لماذا نحب الحسم، وهو أمر ضد الحب نفسه؟!. هل عرفت الدنيا كلها حكاية حب خالدة، أو تستحق أنْ تُحكى، وكانت محسومة أو قريبة من الحسم، ومبتوت في أمرها لصالح الجميع منذ البدء؟!. لا أتذكر حكاية واحدة من هذا النوع!. الحب مخاطرة، وحكايات الحب الخالدة قامت كلّها على رهانات مجنونة، ومجازفات ذات خَبَل!.



ـ كم أمر حسمت فيه الأمر في حياتك؟!، كل محسوم مخصوم!، أنتَ ما تبقّى لك من شكوك ومَظَنّاتٍ وحَزَر!.



ـ قال لي: "يا أخينا.. نحن هنا.. أين ذَهَبْت؟!"، قلت: كنت أقرأ في كتاب جميل، وكان من تأليفك!. وفي اليوم التالي، أهديته ثلاثة كتب: حياة في الإدارة لغازي القصيبي، وخوارق اللاشعور لعلي الوردي، وفي صالون العقاد كانت لنا أيام لأنيس منصور!، مع إضافة تعليق: لأنّ لديّ نسخًا منها!.